بقلم - ايمان صادق
تظل عيناك ترتقب .. ما الذي سيكتب حين تمر كلمة جاري الكتابة ….، ويحار عقلك ماذا عساه أن يكتب ؟!! خاصة إن كان شخصا ذا أهمية لديك أو تنتظر منه أمرا يهمك كثيرا ، أو أمرا يعتبر حاسما لحياتك أو حتى جزء منها .. فتظل بانتظار الرسالة حتى وإن استمر الانتظار إلى دقائق غير معدودة قد تضطرب فيها نبضات قلبك إما شوقا أو خوفا ..بل إن اصعب اللحظات التي تتلاعب بنفسيتك في هذه الدقائق هي تلك التي يظهر فيها بداية الكتابة ثم تختفي في برهة ــ لا تكاد تمكنك من قراءة أول كلمة لتطمئن بها نفسك ــ لتختفي بعدها دقائق اطول تزيد من شجنك ..
هكذا هي حياة الشعب اليمني .. في انتظار مقيت للمكتوب .. فبين شد وجذب .. ومد وجزر .. شوق وخوف .. كلما تأمل تألم !! فإلى متى سنسمح بالتلاعب بنفسياتنا بكلمة قد تخفي وراءها كل وجعنا .. وإلى متى سنبقى نتألم ويقتلنا صمتنا وحديثنا قاتلنا أيضا ، وفي كل الحالات نحن مقتولون ..
أبناؤنا مقتولة عقولهم ..معلمينا إن تحدثوا فمقنوصة مسبقا رؤوسهم .. مثقفونا إن نشروا ثقافة تاريخنا العريق فمقطوعة ألسنتهم .. وإن تحدث أهل الدين ففي عداد الإرهابيون محسوبون ..أما من يبحث عن لقمة عيش شريفة فلا يستحق البقاء فمن وراءه أجندات تخدم الأعداء ..فمحكوم عليه بالخيانة ومن يخن الوطن سيمحى من عداد الأحياء ..ومن فضل العيش بجوار الحيطان فهو منافق ممقوت قد يخفي نوايا خبيثة وسيبقى تحت المجهر المجهول الهوية ..ومن عاش بوطنية ولبى نداء الوطن والعقيدة فمرتزق وعميل فلا يبقوا له بقية .. فلا أمن انساني ولا أمان وبانعدامهما نحن معدومون ..
فيا حكام.. ومسئولي ..ورعاة.. و سياسيو وقيادات كل يمني من كل صنف وفي كل صنف …جنوبي وشمالي ..حوثي ومقاومة ..أحزاب وشيع .. طوائف وفرق ..أما انتهيتم من كتابتكم حولنا ؟!!!! أما طابت نفوسكم ؟!!!! أم لم تنتهي بعد تصفيات حساباتكم ؟!!! أم لم تقتنعوا بعد بالدمار الحاصل لوطنكم وأبناء شعبكم ؟!!! أم أنه لم يصل عداد الأموات من هذا الشعب إلى الرقم الذي يقنعكم ويثبت جدارتكم أمام مسمع ومرأى الصديق قبل العدو ؟!!!
وفي ظل كل هذا وذاك في اليمن .. جنوبا وشمالا.. مازال المواطن ينتظر جااااااري الكتابة !!!فماذا عساكم تكتبون ؟! ثم ماذا عساكم تكتبون ؟!
بقلم / إيمان صادق