أعلنت وكالة الأنباء السعودية مساء السبت 19 يوليو 2025 (24 محرم 1447هـ) وفاة الأمير الوليد بن خالد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود، المعروف إعلاميًا بلقب “الأمير النائم”، وذلك بعد غيبوبة امتدت لنحو عشرين عامًا.
وبحسب بيان الديوان الملكي، ستُقام صلاة الجنازة على الفقيد يوم الأحد 20 يوليو في جامع الإمام تركي بن عبدالله بمدينة الرياض، فيما ستُقام مراسم العزاء لمدة ثلاثة أيام في منزل العائلة بحي الفاخرية.
الخلفية والحادث
وُلد الأمير الوليد في أبريل من عام 1990، وهو الابن الأكبر للأمير خالد بن طلال، وابن شقيق رجل الأعمال المعروف الأمير الوليد بن طلال.
في عام 2005، وخلال فترة دراسته في الكلية العسكرية بلندن، تعرّض الأمير لحادث سير مروّع نتج عنه إصابات شديدة في الرأس ونزيف دماغي حاد، وأُعلن لاحقًا عن دخوله في حالة “موت دماغي”، مع توقعات طبية متشائمة بخصوص فرص نجاته.
رحلة علاج طويلة وإيمان العائلة
رغم الحالة الطبية الحرجة، رفض والده رفع أجهزة الإنعاش عنه، متمسكًا بالأمل وإيمانه بأن الشفاء بيد الله. واستعانت العائلة لاحقًا بعدد من الفرق الطبية من الولايات المتحدة وإسبانيا لمحاولة التدخل الجراحي لوقف النزيف.
واجهت الحالة عدة مضاعفات، من بينها نزيف رئوي في 2007، تم تجاوزه بنجاح. وعلى مدى أكثر من عقدين، استمرت الرعاية الطبية الدقيقة للحفاظ على وظائف الجسم الحيوية ومنع تقرحات الفراش والالتهابات.
علامات الأمل
في عام 2019، انتشر مقطع فيديو يظهر الأمير وهو يحرك رأسه من جهة إلى أخرى، ما أعاد الأمل إلى أسرته ومتابعي حالته. كما سُجّل لاحقًا تجاوب آخر بتحريك اليد استجابة لنداء والده، الأمر الذي زاد من التفاؤل والدعاء.
الصبر والأثر المجتمعي
ظل الأمير خالد بن طلال مؤمنًا بأن حياة ابنه لا يقررها سوى الله، معتبرًا استمرار الرعاية واجبًا من منطلق ديني وإنساني. وقد لاقت قصة الأمير النائم صدى واسعًا في المجتمع السعودي والعربي، حيث أضحت رمزًا للصبر والأمل والإيمان.
تصدّر اسمه وسائل التواصل الاجتماعي، وتداول الناس صوره ودعواتهم له باستمرار، متأثرين بتمسك الأسرة بالأمل طوال هذه السنوات.
اللحظات الوداعية
بعد نحو عشرين عامًا من الغيبوبة، أُعلن عن وفاة الأمير صباح السبت، وسط حالة من الحزن في الشارع السعودي والعربي. وقد تقرر أن تُقام جنازته مساء الأحد، مع استقبال المعزين لثلاثة أيام في منزل العائلة بالرياض، وسط دعوات بالرحمة والمغفرة وتقدير لصبر عائلته وثباتهم طوال سنوات المحنة.
