لثورة الـ١٤من أكتوبر أهمية مركزية تنبع من كونها امتداد لثورة السادس والعشرين من سبتمبر ، وهي ترتيب إبداعي في مخاضات الحلم الثوري الكبير ، فما ان حدثت ثورة الـ٢٦من سبتمبر شمال الوطن ضد الكهنوت الأمامي وسلالته حتى اشتعلت ثورة ال١٤من أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني البغيض في جنوبنا اليمني الحر ، وهذه المتوالية الثورية دليل على وحدوية الثورة وواحدية الحلم الجمعي الوطني وهي تجسيد أكيد لمعاني النضال الوطني واهدافه الثورية الكبرى،
فقد ظلت الوحدة اليمنية هي العنوان الكبير في كل النضالات الوطنية المختلفة لثوار شطري الوطن وترسخت كثقافة وطنية ذات هوية واحدة ووحدوية هي ” اليمن الواحد “، وهذه الثقافة هي المهيمن الوحيد على وجدان الشعب وذاكرته ومجمل تفاعلاته ولا يمكن لأي غر أجير أيا كان من يقف وراءه أو يدفع له ان يغير هوية اليمنيين أو يستجلب هوية غريبة لا أساس تاريخي لها أو واقعي ولا ذاكرة لها ، فقط ارضاء لأؤلئك الذين يسعون للاستيلاء على جزء عزيز وغال علينا من الوطن بغية تحويله الى مجال استراتيجي لهم ، معتقدين عن خطأ ان بمقدور الأموال مسح إيمان اليمنيين بهويتهم وقيمهم وتاريخهم الحضاري والانساني الطويل الممتد في آماد الازمنة البعيدة منذ ما يقارب سبعة الف سنه .
ولهذا ستظل ثورة ال١٤من أكتوبر ومعانيها العظيمة وأهدافها راسخة في وجدان وضمير كل يمني حر مؤمن بوطنه وحق شعبه بالحرية والكرامه والعدالة الاجتماعية .
واليوم إذ يحتفل اليمنيون بالذكرى ال ٥٤ لثورة ال ١٤ أكتوبر، وهم يقفون على قاعدة متينة من التلاحم الشعبي والدعم العربي و الدولي ، مايجعلهم على بعد خطوات من إسقاط الانقلاب المشئوم ، وصنع الانتصار العظيم وبناء الدولة اليمنية الحديثة، القائمة على احترام إرادة الشعب وتحقيق تطلعاته في الحياة الكريمة والمستقبل المشرق .
وبهذه المناسبة نتقدم بخالص التهنئة للشعب اليمني الكريم وفي مقدمتهم مناضلوا حرب التحرير من الاحتلال البريطاني وإلى شهداء الثورة اللذين نسجوا بدمائهم الزكية أسطورة النصر الاكتوبري المجيد ..
-الرحمة لكل شهداء الثورة اليمنية ( ٢٦سبتمبر-١٤ أكتوبر-٣٠نوفمبر- ١١فبراير )
– النصر للشعب اليمني العظيم .
– وكل عام والوطن بخير