في أوقات الجفاف والحاجة للمطر، يتوجه المسلمون إلى الله بالدعاء والتضرع، وتُعد صلاة الاستسقاء من أبرز هذه العبادات، حيث يسعى المؤمنون لنيل رحمة الله وإنزال الغيث.
تعتبر هذه الصلاة سنة مؤكدة عند جمهور العلماء، وهي تعبير عن الافتقار إلى الخالق وطلب العون منه في رفع البلاء.
تتجسد صفة هذه الصلاة في أداء ركعتين، وقد تعددت آراء الفقهاء في تفاصيلها، فمنهم من يرى أنها تُصلى كصلاة العيد بتكبيرات زائدة في الركعتين، بينما يذهب آخرون إلى أنها تؤدى كسائر النوافل.
يصاحب هذه الصلاة خشوع وتضرع، ويُستحب أن يخرج لها الناس مشيًا في جماعات، وأن يسبقها توبة واستغفار وترك للشحناء.
يحرص الإمام في خطبة الاستسقاء على تذكير الناس بالله تعالى، والدعوة إلى التوبة والإنابة، والإكثار من الاستغفار، فهو مفتاح للفرج وسبب لنزول البركات.
تُقام هذه الصلاة غالبًا في الصحراء أو الخلاء، اقتداءً بالسنة النبوية، ويدعو الإمام والمصلون الله بأن يسقيهم الغيث وأن يرفع عنهم القحط والجدب.
يجوز أداء صلاة الاستسقاء في أي وقت باستثناء أوقات الكراهة، إلا أن البعض يفضل أداءها في وقت صلاة العيد.
ويُشرع للإمام أن ينادي للصلاة بقول “الصلاة جامعة” بدلاً من الأذان والإقامة. ومن السنن المصاحبة لهذه الصلاة قلب الإمام والمأمومين لأرديتهم كتعبير عن تحويل الحال وتبدله نحو الأفضل.
تتضمن الأدعية المأثورة في صلاة الاستسقاء التضرع إلى الله بإنزال الغيث المغيث الهنيء المريء، وأن يجعل فيه البركة والنفع للبلاد والعباد.
كما تتضمن الاستغفار والتأكيد على أن الشكوى لا تكون إلا لله وحده. فصلاة الاستسقاء فرصة للمسلمين للتوحد والتضرع إلى الله في طلب الرحمة والعون.