بقلم - احمد باحمادي
خلال هذين اليومين ( مساء أمس وحتى اليوم ) جرت وتجري عملية نهب كبيرة ومنظمة لدار المحافظ ـ وهو المبنى أو القصر الذي خُصص لسكن من يتولى منصب المحافظ لا ملك محافظ محدد بعينه ـ من قبل مجموعة من حراسة المحافظ السابق المُقال ..
تمّ نهب كل شيء يصلح للسرقة والسطو .. بما فيها المكيفات والمولدات الكهربائية والمجالس والكراسي ووصولاً إلى نهب اللمبات والفناجين والمعاشر ..
وربما عمد أولئك اللصوص إلى سرقة كل ما خفّ وزنه ورخص ثمنه .. لأن من يفعل ذلك هم أناس رخاص النفوس والضمائر ..!!
لقد خلت أرواحهم من الحياء والعفة عن المال العام .. مال هذا الشعب المنكوب الذي لا يزال إلى اليوم يعاني الفقر والجوع والبؤس جراء الأوضاع المعيشية الصعبة التي أوصلهم إليها الفسدة المجرمون.
وعلى وقع هذا الحدث ( المخزي ) تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية بحضرموت وغيرها تلك الأفعال المشينة مع الصور الموثقة ..
واعتبرت تلك الأفعال بمثابة ( خزوة ) ومثلبة في جبين أهل حضرموت خاصة واليمن عامة ..
فأهل حضرموت هم أهل العزة والأنفة والأمانة .. عرفهم بتلك الصفات القاصي قبل الداني .. فجاء هؤلاء الدخلاء ( الجوعى ) ليهيلوا التراب على أنفة شعب لم تمتد يديه إلى المال العام حتى في أحلك الأوقات والظروف.
من يفهّم هؤلاء الرعناء الهمج الذين تعوّدت أيديهم المتسخة على الامتداد إلى المال العام أن ما يفعلونه يقدح في الآخرين قبل أن يقدح في نفوسهم المريضة التي خلت من الاعتزاز والكرامة ..
فهم بكل جرأة وصفاقة ما فتئوا يجلبون الشاحنات وسيارات النقل ليحملونها في وضح النهار .. لينطبق عليهم الأثر القائل : ( إذا لم تستحِ فاصنع ماشئت ) !!
لم يحدث من قبل في حضرموت أن قام أتباع محافظ سابق بنهب سكن محافظ لاحق بكل حقد وضغينة .. بل هو الاستلام والتسليم وإبداء التهنئة وتمنيات التوفيق للوافد الجديد والعمل معه والتوصية بالالتفاف حوله ومساعدته حتى تتكلل جهوده بالتوفيق والنجاح.
يبدو أن ثقافة الحقد والكره والكبرياء قد توطنت في نفوس بعض ضعاف النفوس وزكّاها فيهم كبيرهم الذي علمهم السحر ..
وهذا يدعونا للتفكير ملياً في من يحكمنا .. حتى لا يأتي يوم ونصير فيه كذلك الراعي الذي أحضر كلاباً كثيرة لحماية أغنامه من الذئاب .. فاضطر آخر المطاف أن يضحي بجميع مواشيه وأغنامه من أجل إطعام تلك الكلاب الجائعة !!