قال وزير النقل اليمني الأسبق صالح الجبواني إن السعودية والإمارات فرضتا واقعا مشوها في اليمن وأوصلا هذا البلد العريق إلى الحضيض.
وأضاف الجبواني -في مقال له تحت عنوان: من ربح الحرب في اليمن؟- أن أفعال السعودية والإمارات مع أفعال إيران في اليمن لا وجه للمقارنة بينهما، فحين قامت إيران بدعم الحوثي استخدمت قبل كل شيء الذخيرة الإيديولوجية ونفخت في الحركة الحوثية أمشاج وجينات التشيع وضمنت بهذا المسلك ولاء الحركة الحوثية ولاءًّ مطلقآ، ومن الناحية المادية لم تخسر عليهم الكثير”.
وتابع “لا توجد معلومات محددة عن الدعم المالي الإيراني للحوثيين لكنها لن تصل بكل تأكيد لمئات الملايين من الدولارات وعوّض الحوثي نقص الدعم المالي الإيراني بالسيطرة على السوق وفرض الضرائب والإتاوات على اليمنيين بشكل لم يسبق له مثيل”.
وأردف “كسبت إيران حركة عقائدية مسلحة تسيطر على اليمن الأعلى وجزء من الساحل التهامي، سيطرة مطلقة ترمي الصواريخ والمسيّرات على المدن السعودية كلعب الأطفال بالمفرقعات والألعاب النارية (الطماش) حتى خضعت هاتان الدولتان وطلبتا التفاوض مع إيران، وهما الآن في طريقهما لإعادة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معها بشكل كامل مع الإشارة إلى أن هنالك علاقة أمنية سرية بين الإمارات وإيران سنتطرق لها في سياق هذا المقال”.
واستدرك الجبواني بالقول “في المقابل قامت السعودية والإمارات بتحطيم كل القوى الوطنية الحقيقية التي كانت تقف في وجه الحوثي عن قناعة وإيمان ودعمتا تيارات التشظي والتقسيم والتفكيك”.
وأشار إلى أن أبرز من دعمت هاتان الدولتان وحولتهم من مليشيات خارجة عن سيطرة الدولة ومتمردة عليها إلى تسليمها مقاليد الدولة، عصابات مناطقية رعتها وأنشأتها الإمارات بهدف تفكيك وتقسيم اليمن تمثلت في المجلس الإنتقالي الجنوبي، ثم المُستأجرون والمتاجرون ويمثل هؤلاء مسلحو الحركة (السلفية) الذين أسموا بـ(العمالقة) والذين تديرهم الإمارات بالريموت كنترول من أبوظبي، وهم المُستأجرون من قبلها والمتاجرون بالدين مع الناس ليبرروا تحالفهم مع أبوظبي التي تتلقى بدورها أوامرها من الموساد الإسرائيلي.
وقال إن هنالك طرف ثالث أصبح في عصمة أبوظبي ويضم بعض وأؤكد بعض وليس كل ممن كانوا يتبعون الرئيس اليمني السابق المرحوم علي عبدالله صالح وقد أنشأت لهم الإمارات كانتون صغير في المخا”.
ولفت إلى أن إيران تريد دولة تابعة لها في شمال اليمن ودولة صديقة لها بالجنوب، وقال الجبواني إن أحد الأصدقاء من أعضاء مجلس النواب قال له ذات يوم إنه قابل حسن زيد رئيس حزب الحق بعد إنقلاب الحوثي وكان زيد في رحلة للخارج فقال له زيد: كنا في زيارة إلى إيران مع وفد حوثي وقابلنا علي لاريجاني وكان يشغل حينها رئيس مجلس الشورى الإيراني وتطرق الحديث إلى أمور عدة حتى سُئل الرجل عن رأيه في الإنفصال فرد: نحن نريد دولة تابعة لنا في الشمال ودولة أخرى صديقة لنا في الجنوب.
ويرى الجبواني أنه وعلى هذه الخلفية ظل التخادم بل والتنسيق بين الإنتقالي والحوثي قائمآ حتى اليوم مع العلم أن الإنتقالي وهو (جناح البيض+الجفري) في الحراك الجنوبي تأسس بأشراف جهاز إطلاعات (المخابرات) الإيراني وتلقوا دورات تدريبية في جنوب لبنان وزاروا طهران وفتحوا تلفزيون في بيروت وعيدروس الزبيدي أحد الذين تدربوا في جنوب لبنان وزار طهران مرات، ومعسكر الأزارق بالضالع الذي فتحه قبل الحرب كان مدعوم من إيران عبر الحوثي ولما أعلن عيدروس تأييده لعاصفة الحزم أعتبر الحوثيون تلك طعنة نجلاء في ظهورهم وشنوا معركة محدودة على كتائب عيدروس في الضالع، وعند احتدام معركة عدن رفض الحوثي الإنسحاب رغم خسائره الهائلة إلا بعد أن أقنعه الإيرانيون بعد أن أتفقوا مع الإماراتيين أن عدن ستسلم لأيدي نثق بها وهكذا سُلمت عدن للمحافظ عيدروس وقائد الأمن شلال.
يضيف “أفاق السعوديون على سيطرة ميدانية كبيره للإمارات في المحافظات المحررة ولم يكن لديهم من خيار غير مصادرة الجسم السياسي للشرعية وتحويله لأداة بأيديهم تخدم مصالحهم وفي أحيان تفرمل التغول الإماراتي في اليمن كما حصل في سُقطرى في 2018 بعد الإنزال العسكري الإماراتي الشهير ورفض بن دغر رئيس الوزراء حينها مغادرة الجزيرة حتى مغادرة القوات الإماراتية”.
وأكد أن السعوديين تخصلوا من كل الأصوات الوطنية في الشرعية واستخدموا الرئيس هادي حتى أصبح عبئآ عليهم فجاءت قصة المشاورات في أبريل المنصرم والترتيبات السعودية التي فُرضت على الكل بإنتاج مجلس القيادة الرئاسي الذي تكون من زعماء المليشيات ولم يكن من بين أعضاء المجلس من ينتمي للشرعية وليس لديه مليشيا غير الشيخ سلطان العرادة، أما البقية –حسب الجبواني- زعماء مليشيات تديرهم خلية أمنية من العليميان رشاد وعبدالله وهذه الخلية تتبع مكتب الأمير خالد بن سلمان مباشرة.
وقال إن “حملة إيهام الناس بعودة المؤتمر الشعبي العام لبيع أمل كاذب”، لافتا إلى أن المؤتمر مات بموت صالح وما بقي منه مجموعات مصالح تتبع هذه الدولة أو تلك لا يُرجى منهم أي فعل حقيقي لخدمة البلاد في ظل وضعهم هذا.