رأت صحيفة “فورين بوليسي” أن الضربات الأميركية الأخيرة على الميلشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق تسلط الضوء على التهديد المتزايد للقوات الأميركية وحلفائها من قبل الميليشيات وعلى النفوذ المتزايد الذي بنته طهران من خلال قواتها بالوكالة في العراق وسوريا.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أمر بتنفيذ ضربات جوية أميركية في وقت مبكر من يوم الاثنين ضد ثلاث منشآت على الحدود العراقية السورية تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران، التي تشن هجمات بطائرات بدون طيار “درون” وبصواريخ على قواعد تضم جنوداً أميركيين في العراق.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها سجّلت تصعيداً في الهجمات التي تشنها جماعات تعمل بالوكالة عن إيران منذ أسابيع. وقالت جيسيكا ماكنولتي المتحدثة باسم البنتاغون إن الميليشيات المدعومة من إيران شنت ما لا يقل عن خمس هجمات ضد منشآت تستخدمها الولايات المتحدة والتحالف ضد داعش في العراق منذ ابريل الماضي.
وبات القلق بشأن قدرات إيران الجديدة يتسلل بشكل متزايد إلى أعلى المستويات العسكرية في الولايات المتحدة، بحسب “فورين بوليسي”. وفي هذا السياق، وصف قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي التهديد المتزايد من الطائرات بدون طيار بأنه “التطور التكتيكي الأكثر إثارة للقلق منذ ظهور العبوات الناسفة في العراق”. كما أعرب ماكنزي عن مخاوفه من انتشار الطائرات بدون طيار الرخيصة الثمن والتي يمكن أن تقوض التفوق الأميركي في المراقبة الجوية والاستهداف.
من جهته قال ميك مولروي، نائب مساعد وزير الدفاع للشرق الأوسط في عهد إدارة دونالد ترمب والذي يعمل الآن محللاً في ABC News: “إن تكنولوجيا الطائرات بدون طيار تتقدم بسرعة، أكثر من قدرتنا على الدفاع عن أنفسنا ضدها”. وأضاف: “تحتاج الولايات المتحدة إلى التركيز على هذا التهديد مثلما فعلنا مع تهديد العبوات الناسفة في العراق”.
وبحسب التقرير، يأتي التهديد المتزايد بالعراق في وقت صعب بشكل خاص بالنسبة للبنتاغون، حيث لا يزال بايدن يحاول التمحور في آسيا، مما قد يدفه لتحويل المزيد من الموارد العسكرية من الشرق الأوسط إلى مناطق أخرى. وقد ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” هذا الشهر أن البنتاغون وافق على نقل ثماني بطاريات صواريخ باتريوت من المنطقة وسعى لخفض عديد الجنود الأميركيين في العراق.
في سياق متصل، قال مسؤولون في الجيش الأميركي إن انتشار الطائرات بدون طيار الرخيصة الجاهزة في كل مكان بدأ في “توفير قوة جوية” للدول التي لا تستطيع تحمل تكاليف من هذه القوة تقليدياً. ويعتقد بعض المسؤولين السابقين أن الولايات المتحدة بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد للتعامل مع هذه المشكلة، حتى مع تركيز البنتاغون على الحصول على أسلحة عالية التقنية لخوض معركة محتملة مع الصين.
ووضع البنتاغون استراتيجية جديدة لمكافحة الطائرات بدون طيار في يناير الماضي. وقال توم كاراكو، خبير الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن وزارة الدفاع “تهتم بالطاقة الموجهة والأسلحة الأخرى التي يمكن أن تحرق الطائرات بدون طيار الصغيرة”.