أجمع مراقبون على أن اتفاق تبادل البعثات الطلابية بين الإمارات وإسرائيل يعد الأخطر ضمن سلسلة اتفاقات إشهار التطبيع بين أبوظبي وتل أبيب.
وأعلن السفير الإماراتي لدي إسرائيل محمد آل خاجة قبل يومين اتفاقه مع وزير التعليم الإسرائيلي يؤاف غالانت على إطلاق برامج لتبادل البعثات الطلابية في مجال التعليم.
وقال الناشط الإماراتي أحمد الشيبة النعيمي، إن الاتفاق المذكور يعد الأخطر كونه يندرج في إطار تكريس التطبيع لأجيال قادمة.
وذكر النعيمي أن النظام الإماراتي يعمد إلى تغيير العقل والوعي لدى الجيل القادم، بشأن التعامل مع إسرائيل والقبول بها لذلك أبرم اتفاقات بإطلاق برامج لتبادل البعثات الطلابية في مجال التعليم.
وأوضح أن النظام الإماراتي يهدف لإرسال بعثات كاملة تذهب وتعيش في أجواء إسرائيل والتواصل معها مباشرة، على أن تقوم تل أبيب بمباشرة تغيير العقليات وتزييف وعيها والسيطرة عليها لتكون مجرد تابع لهم.
ولفت النعيمي، إلى أن السلطات الإماراتية استطاعت استقطاب سفيرها لدي إسرائيل محمد آل خاجة، وتدجينه والعمل على وعيه وأوصلته مرحلة الانصياع الكامل والانسلاخ تماماً من الهوية العربية، لدرجة طلبه مباركة زعيم حزب متطرف وكاهن ليس من دينه.
وأشار إلى أن آل خاجة وصل إلى درجة أنه لا يعرف من هو وما هي هويته ويستجدي القبول من قادة ومسئولي إسرائيل.
وأكد أن السلطات الإماراتية تريد الوصول إلى هذه درجة، ويعلمون أن الأسرة الإماراتية ستقف عائق أمام ذلك.
وأضاف: “نحن نعلم أن الحكومة الإماراتية اليوم مجرد مسوق لإسرائيل في المنطقة، وبالتالي تريد عمل نماذج مختلفة ومشابهة للسفير الإماراتي”.
لكن الناشط الإماراتي جزم بأن ألا يسمح المجتمع الإماراتي لها بذلك وأن يقف عائق أمام اتفاقيتها مع الاحتلال الإسرائيلي وبعثاتها حتى ينتهي التطبيع قريباً.
وقد خرجت العلاقة بين أبو ظبي وتل أبيب إلى العلن في سبتمبر/أيلول الماضي، رغم أنها كانت حديث العالم كله وكانت خيوطها المخفية ظاهرة للعيان في مستويات متعددة، بدت غالبا ضد القضية وأصحابها، وانحيازا للمحتل في محطات ولحظات حاسمة.
فقد اختار الحاكم الفعلي للإمارات محمد بن زايد أن يعلن الزواج السياسي بين أبو ظبي وتل أبيب بعد خطوبة استمرت عدة سنوات، واقترف فيها الطرفان كل المحرمات عربيا وإسلاميا.
بين الإمارات وإسرائيل حبال وصل قديمة، وأخرى غرستها الأجيال الجديدة من أبناء زايد، وتتراوح هذه الحبال بين أسباب تتترس وراءها الإمارات في وجه غضب عربي عام.
ومن التفسيرات المنطقية لإشهار تطبيع الإمارات أنها مجرد تتويج لمسار طويل من العلاقات السرية بين الطرفين، وإعلان رسمي لما كان مكتوما ومخفيا خلال السنوات الماضية، رغم أنه أطل برأسه أكثر من مرة على شكل زيارات أو لقاءات أو رسائل سياسية في مقالات أو تغريدات أو غيرها.