عدو الداخل المبطن .. أخطر من عدو الظاهر المعلن

محرر 210 مارس 2021
عدو الداخل المبطن .. أخطر من عدو الظاهر المعلن
العقيد عبدالباسط البحر
العقيد عبدالباسط البحر
بقلم - العقيد عبدالباسط البحر
سرعان ما يتغير نبض الشارع في تعز إلى نبض مقاوم مع تحرك الجبهات !!!!.
النشاز والشواذ لا ينفي هذه القاعدة بل يؤكدها !!.
لم يخل زمان ولا مكان عبر تاريخ الامم والحروب والصراعات ولا معركة في القديم او الحديث من وجود شواذ يخرجون عن الاجماع ويتعاونون مع العدو ضد وطنهم .. وجد على عهد الرسول القائد من خان وطنه المدينة ونسق وتواصل ومهد وتآمر مع العدو الخارجي لهم جميعا وهو خلف الرسول القائد فكيف بنا اليوم ..
لكننا نجد المبلبلين والمغردين خارج السرب الوطني معزولين تماما من قبل عامة ابناء الشعب اليمني والتعزي بشكل خاص، كالمصابين بالجرب تماما لا يقترب منهم او يتفاعل معهم أحد !!!.
العقل والوعي الجمعي والحس الوطني المقاوم بتعز مصدر القوة .. فحين تتحرك الجبهات يتحول الشارع التعزي إلى شارع مقاوم عنيد كعادته؛ داعم ومساند ومبادر وملتف حول جيشه وامنه وقيادته ويستعيد بكل قوة وعنفوان زخم البدايات ” ما انتهينا ما انتهينا .. عاد احنا الا بدينا “.
و هناك النشاز من يقلل من أهمية التقدمات وينتقص من الانتصارات وحجم التضحيات وهناك من يثير بعض النعرات وهناك من ينادي بالسلام الزائف مع المليشيات التي فرضت الحرب ورفضت السلام ولا تفهم سوى لغة القوة والسلاح ما سيخضعها ويأتي بها للسلام ” اذا اردت السلام فاستعد للحرب ” لا عدل إلا إن تعادلت القوى؛ لكنهم يروجون لسلام فضفاض بلا معطيات واقعية وانما تمويه وتتويه ليبرروا لانفسهم اتهام الجميع بعد ذلك بما ليس فيهم ويدينوا الجميع بما صنعه ويصنعه العدو الحوثي الارهابي وهو معلوم بالضرورة للجميع لكن من باب تخفيف الضغط عليه وعدم تحمليه مسؤوليته فيما آلت اليه وما ترتب على تصرفاته الرعناء المدمرة يجري المساواة بينه والآخرين بين الضحية والجلاد وبين الشرعية والانقلاب في اغرب منطق حتى الآن .
مساواة موجهة وظالمة بين الدولة والمليشيا وكأن الدولة هي من تسببت بالحرب وبالتمرد وبالخروج المسلح وبالارتماء في احضان ايران أو قامت بالعدوان على الداخل اليمني وعلى الجوار العربي او كأن الدولة والشرعية هي من رفضت السلام وأصرت على فرض اجنداتها الايرانية بالسلاح وبالقوة.
أو كأنه لا يحق للجيش الوطني الشرعي وليس من واجبه ان يدفع التمرد المسلح ويقضي عليه وان يحمي الوطن والمواطن من تبعاته واثاره .. فالدولة من يحق لها حصريا استخدام القوة و السلاح للقضاء على التمردات وحماية مواطنيها واستعادة مؤسساتها والحفاظ على سيادتها ووحدة وسلامة اراضيها.
كل شبر يتحرر اليوم من دنس المليشيات الكهنوتية هو نصر للجمهورية وأحرارها جميعا .. كل مواطن يتحرر من ظلم وظلام واضطهاد المليشيا المتمردة فهو نصر كبير لنا جميعا.
ونتيجة لاشتعال حدة المواجهات والمعارك وارتفاع وتيرة الاعمال القتالية والانتصارات المحققة فالمرجح ستسمعون الكثير من هذه الاصوات النشاز والتي تتدثر بلباس الرهبان وقرون الشيطان بادية بين ثنايا كلماتها وافعالها.. فلا تعيروها اهتماما وليكن تركيزكم على واجب الوقت وعلى معركة الخلاص الوطني بالنفير والاستنفار وشحذ الهمم والارادات وكلا في جبهته التي لا تقل اهمية عن الاخرى أكانت عسكريا او امنيا او اعلاميا وانسانيا واغاثيا أودعم واسناد للمقاتلين .. فلكل دوره وواجبه الذي لن يقوم به غيره.
فلنأخذ الحذر من الانشغال بالعدو الذي يشاغلنا بالخلف
والذي يطعن في الظهر عن العدو الاخطر على تعز واليمن المتمثل بالامامة الحوثية ..
وإن كان ” عدو الداخل المبطن أشد من العدو المعلن. “
نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق