مأرب تفشل لعبة المصالح الإيرانية الأمريكية

محرر 315 فبراير 2021
مأرب تفشل لعبة المصالح الإيرانية الأمريكية
محمد الحذيفي
محمد الحذيفي

بقلم - محمد الحذيفي

معارك عشرة أيام على حدود مأرب الغربية والجنوبية التي تربطها مع محافظات صنعاء والبيضاء الجوف والميليشيا الإرهابية في المواقع والأماكن التي هي فيها منذ خمس سنوات لم تستطع تحقيق أي انجاز واقل جبهة تبعد عن مأرب المدينة 70 كيلو متر وان حققت تقدم فلا يعدو عن كونه تقدم هامشي ، وما لم تستطع الميليشيا تحقيقه وانجازه في خمس سنوات لن تستطيع انجازه في اسبوع أو شهر.

يمكننا القول أن مأرب صنعت انتصارات عظيمة اعادت الإعتبار للجميع نكست راية الميليشيا وضربت مكامن قوتها وبعثرت بمخزونها البشري والقتالي وافشلت مشروعها الفارسي الإيراني ، ووجهت صفعة غير متوقعة لجوزيف بايدن وادارته المنحازة للإرهاب الحوثي التي الغت تصنيف الميليشيا من قائمة المنظمات الارهابية ، واعطت الضوء الأخضر لإيران بالتحرك وترتيب اوراقها في المنطقة ومنها اليمن كعربون لكسب ودها وجرها نحو اتفاق نووي جديد على حساب اليمن والعرب وتسهيلا لتطبيق خطته ورؤيته للسلام في اليمن القائمة على تصور حل الدولتين أو الإقليمين اقليم في الشمال واقليم في الجنوب كأمر واقع بعد أن تكون الميليشيا اكملت مهمتها آملا في ان تستجيب إيران لطموحاته ، لكن ذلك لن يتحقق ولو على المدى الطويل مادام وفي اليمنيين نفس ينبض.

مأرب عقدت حسابات بايدن وافشلت خططه كما عقدت مسألة أي اتفاق نووي جديد يكون على حساب اليمن وقضيته العادلة.

توابيت الميليشيا بالمئات وجرحاها بالألاف ، امتلئت مستشفيات صنعاء وحصدت مأرب رؤوس كبار قادتها ، وعقدت طموحات ايران وبايدن الداعم لها عند أول نقطة في صرواح والمخدرة ونجد المجمعة ورحبة ومفرق الجوف ، وهذه مواقع منذ خمس سنوات والميليشيا تراوح فيها ، ولا تنجح غير بتنظيم توابيت قتلاها ووسائل الإعلام تذكر ذلك وتتحدث عن المعارك فيها.

مأرب بعيدة عنهم بعد الشمس من الأرض ليس ذلك أماني ، وإنما حقائق ووقائع تبرزها جبال صرواح ونهم وسهول وصحاري الجوف وتضاريس جبال حيد احمد ويبرهنها صمود الجيش الوطني وشجاعة قبائل مأرب واستبسالهما معا.

اليوم الولايات المتحدة الأمريكية كشفت عن وجهها الحقيقي وباتت تصطف بوضوح الى جانب ايران واذرعها الإرهابية في المنطقة ومنها ميليشيا الحوثي الإرهابية ، تعطينا كيمنيين وخليجيين كلاما معسولا وحرصا شكليا فيما تمنح ايران واذرعها الإرهابية مزيدا من عوامل القوة خدمة للمصالح المشتركة بينهما.

امريكا تقف بلغة المصالح المشتركة وإيران مع عصابة ارهابية تسمى ميليشيا الحوثي تمارس أبشع أنواع الإرهاب وافضع الجرائم ضد الإنسانية بحق اليمنيين ، فذهبت لإلغاء قرار تصنيفها منظمة ارهابية ، ليس من أجل السلام وحماية دماء اليمنيين والوضع الإنساني كما تزعم ، وإنما من أجل الحفاض وتقوية جماعة إرهابية تشكل حائط صد وعقبة كأداء أمام وصول المساعدات الإنسانية الى مستحقيها وأمام فرص السلام ، وأمريكا تعلم ذلك ، وما الوضع الإنساني الذي تنوح عليه وحلفائها الأوروبيين الا ذريعة فقط ، والا لماذا لم يحرك ضمائرهم خطر الوضع الإنساني في مأرب ؟ الذي يتهدد اكثر من اربعة ملايين نازح وساكن نتيجة مهاجمتها من قبل هذه الميليشيا الإرهابية كما فعلوا في مدينة الحديدة حين أقتربت قوات الشرعية من السيطرة عليها.

المعركة اليوم في مأرب خصوصا وفي اليمن عموما هي معركة بين مشروعين ، مشروع يمني وطني خالص يقف على رأس حربته ويرفع رايته الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وكل القوى الوطنية ، وبين مشروع انقلابي ارهابي دموي تقف على رأسه ميليشيا الحوثي الإرهابية تساندها إيران وتتواطأ معها أمريكا.

هذه المعركة تجعل اليمنيين أمام خيارين لا ثالث لهما ، الإصطفاف مع المشروع الوطني اليمني ودعم ومساندة مأرب وقبائلها والجيش الوطني الذين يشكلان رأس حربة في معركة هذا المشروع ، أو التخندق والوقوف خلف المشروع الإنقلابي الإرهابي وتسانده ايران وتشكل ميليشيا الحوثي الإرهابية رأس حربته في حربها على اليمن.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
Accept