مأساة بيروت تثير المخاوف من كارثة ممأثلة في الحديدة وتحذيرات من خطورة التغاضي الدولي عن مشكلة صافر

محرر 36 أغسطس 2020
مأساة بيروت تثير المخاوف من كارثة ممأثلة في الحديدة وتحذيرات من خطورة التغاضي الدولي عن مشكلة صافر

أثارت المأساة التي شهدتها العاصمة اللبنانية بيروت بفعل انفجار المواد الخطرة المخزنة في مرفأ المدينة مخاوف اليمنيين من حدوث كارثة مشابهة في ميناء رأس عيسى شمال مدينة الحديدة.

وحذر ناشطون وسياسيون يمنيون من خطورة التغاضي الدولي عن مشكلة صافر في ظل استمرار ميليشيا الحوثي في منع فرق الأمم المتحدة من الوصول إلى الخزان النفطي العائم وصيانته وتفريغه قبل انفجاره.

وكانت تقارير حكومية ودولية توقعت أن يؤدي انفجار الخزان الذي يحوي نحو 1.2 مليون برميل من النفط الخام إلى كارثة تفضي إلى إغلاق ميناء الحديدة الذي تدخل عبره 70 في المائة من واردات البلاد، إلى جانب الأضرار التي ستلحق بالبيئة وتحتاج 3 عقود لمعالجتها.

وتوالت ردود أفعال ناشطون يمنيون وسياسيون على الدمار الهائل الذي أصاب العاصمة اللبنانية بيروت؛ حيث ربطوا بين ذلك والكارثة المنتظرة بسبب تآكل جسم السفينة ودخول مياه البحر إلى أجزاء منها.

وفي معرض تعليقه لـ«الشرق الأوسط» على هذه المخاوف المتصاعدة جراء الكارثة المحتملة لخزان صافر، على غرار ما حدث في كارثة بيروت قال وكيل وزارة الإعلام في الحكومة اليمنية عبد الباسط القاعدي: «إن وجه الشبه هو عدم اكتراث ميليشيا الحوثي بالأمر مثل ميليشيا (حزب الله) تماماً والنتيجة خسائر فادحة تلحق بهذه البلدان التي ابتليت بهذه العصابات الإرهابية التي تتحكم بها طهران».

وأضاف: «أينما حلّت ميليشيات إيران في المنطقة حلّت الكوارث وكارثة انفجار الناقلة النفطية صافر في البحر الأحمر لا تقل خطورة عن انفجار بيروت، وآثارها ستكون أشبه بالآثار التي يمكن أن تخلفها قنبلة نووية وتحتاج لعقود طويلة لمعالجتها في حال انفجرت».

وحذّر القاعدي من خطورة التغاضي الدولي عن «مشكلة صافر»، وقال: «ميليشيا الحوثي لا تتعامل مع الأمر باستهتار فقط، وإنما بخبث وتضمر الشرّ وتستثمر في المصائب، ولا ينفع معها التعامل باللطف الذي يبديه المجتمع الدولي».

وأكد أن رفض الحوثي السماح بإصلاح صافر يثبت أنه لا يقيم أي اعتبار للخطر الجمعي الذي يهدد اليمن، بقدر اهتمامه بمكاسبه وما يحققه من أهداف طهران التي لا تعيش إلا على الخراب والدمار.. بحسب قوله.

من جهته، عبّر الكاتب والإعلامي اليمني أحمد عباس في حديثه لـ«الشرق الأوسط» عن حجم الهلع الذي بات يسيطر على البلدان التي تنتشر فيها الميليشيات المدعومة من إيران عقب انفجار بيروت.

وقال: «نعود للتحذير لما يمكن أن يحدث في اليمن بسبب تهالك وتقادم خزان صافر العائم، الذي يمكن أن يدمر البيئة البحرية في المنطقة برمتها، بسبب رفض الحوثيين وعدم سماحهم بصيانته».

وأشار إلى أن الحوثيين يتمنون وقوع الكارثة ليبتزوا المنطقة والعالم، وليزايدوا بها إنسانياً، على الرغم أن الجماعة لا تعير أي وزن للمآسي التي تسببت بها من انقلابها على الشرعية.

وأعاد الكاتب والإعلامي اليمني أحمد عباس الذاكرة إلى واحد من الانفجارات الضخمة التي شهدتها صنعاء في حي سعوان شرق العاصمة جراء انفجار مستودع للذخيرة الحوثية وورشة لتصنيع الألغام وهو الانفجار الذي تسبب في دمار واسع وخسائر في الأرواح والمنازل.

ويقول عباس: «إن المتتبع لما يجري في لبنان واليمن والعراق يلاحظ التشابه في العمليات والفساد ونشر ثقافة الميليشيا وتغييب الدولة، إذ إن الممول والداعم واحد، وهو إيران التي تمد أذرعها، وتوجهها بالريموت كنترول لتدمر مقدرات الشعوب العربية».

من جهته أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن ما تعيشه البلاد من محنة منذ انقلاب ميليشيات الحوثي التي قال إنها «أشاعت الموت والخراب والهدم والدمار» ليس بمعزل عما يمر به عدد من بلدان المنطقة من حالة الفوضى التي صدّرها النظام الإيراني، فدمرها وأحال أفراحها إلى أتراح، وزرع الحزن في كل قلب، كما هو الحال مع لبنان.

وكتب ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تغريدات مماثلة، أشاروا فيها إلى تعمد الميليشيات الحوثية التابعة لإيران تخزين السلاح والمتفجرات بين السكان، من دون أن تأبه لحياة الناس في سبيل تحقيق طموحاتها.

وزادت مخاوف اليمنيين من كوارث مشابهة، مع احتمال وجود مخازن تحوي مواد شديدة الانفجار قامت ميليشيات الحوثي بتخزينها وسط الأحياء السكنية في صنعاء، بعد أن نقلتها من المعسكرات التي استولت عليها لإبعادها عن استهداف مقاتلات تحالف دعم الشرعية.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق