عدن نيوز – متابعات
دائماً ما تقترنُ الانقلابات العسكرية حولَ العالم، بجرائم ومجازر تسفرُ عن المئات من الضحايا والمعتقلين. وكانت آخر المحاولات الفاشلة لقلب نظام الحكم، وقعت في تركيا والتي أدت إلى مقتل 204 أشخاص، منهم 104 متمردين قتلوا خلال محاولتهم السيطرة على السلطة في البلاد.
الانقلاب الذي وقع 15 يوليو/تموز 2016، تضمن مشاهد بشعة من استهداف طائرات حربية لمظاهرات سلمية، ودهس دبابات لمدنيين عزل، بالإضافة إلى قصف مبنى البرلمان ومقر الرئاسة في العاصمة أنقرة. رغم ذلك، لا تعد محاولة الانقلاب التركي الأخير هي الأبشع.
فيما يلي نستعرض أعنف الانقلابات العسكرية وأكثرها دموية خلال الـ 100 سنة الأخيرة:
انقلاب 1955 في الأرجنتين:
تحالفت المؤسسة العسكرية في الأرجنتين بالتعاون مع أحزاب المعارضة، للإطاحة بالرئيس الأرجنتيني خوان بيرون سنة 1955، بعد أن تفاقمت المشكلات الاقتصادية في البلاد، واعتراض المعارضة على طرق حل الرئيس لهذه المشاكل.
وخلال أحداث الانقلاب العسكري وثورة الجماهير في الشارع، قامت مقاتلات تابعة لسلاح الجو البحري والجوي بقصف ميدان “بلازا دي مايو””، واستمرت أحداث العنف لتسفر عن مقتل المئات من المدنيين، في حين قامت بعض الجماعات التابعة لبيرون بحرق العديد من الكنائس، إذ اندلع الخلاف بين بيرون وبين الكنيسة الكاثوليكية قبل الانقلاب بعام.
انقلاب تشيلي 1973:
عقب الاضطرابات السياسية والاجتماعية في تشيلي، أطاحت القوات العسكرية الحكومة بالرئيس سلفادور الليندي بانقلاب عسكري، كلف الزعيم التشيلي حياته.
قامت القوات الانقلابية خلال أول شهر بعد وقوع الانقلاب، بإعدام العديد من المعارضين اليساريين، والذين قدر عددهم بحسب بعض المصادر بالآلاف.
كما صدر قرار باعتقال أي شخص رجلاً، امرأة، طفلاً، في الشوارع في صبيحة يوم 11 سبتمبر/أيلول، ما أدى إلى اعتقال من 40 ألف إلى 50 ألف شخص، بالإضافة إلى سجن وتعذيب المئات.
كما اشتهر ملعب “خوليو مارتينيز برادانوس” الوطني بتشيلي، باحتوائه حوالي 40 ألف معتقل على فترات متعاقبة عقب الانقلاب، حيث تم وضع الرجال في الملعب، والنساء في حمامات السباحة وغرف تغيير الملابس.
انقلاب 1980 في تركيا:
في 12 سبتمبر/أيلول 1980 حدث انقلاب عسكري في تركيا، تزعمه الجنرال كنعان أوفرين مع مجموعة من الضباط نشأوا على فكرة حماية المبادئ الأساسية للجمهورية التركية كما وضعها مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك.
وأتى الانقلاب بعد فترة من الاشتباكات بين ميليشيات يمينية ويسارية متنافسة، ودعا البيان العسكري الأول الذي ألقاه أوفرين الشعب التركي إلى التمسك بمبادئ أتاتورك وأن يشنوا نضالاً ضد “الفوضى والإرهاب” وضد “الشيوعيين والفاشيين والعقائد الدينية المتزمتة”.
الانقلاب أسفر عن تعيين كنعان أوفرين، الذي كان في تلك الفترة رئيساً لهيئة أركان القوات المسلحة التركية، رئيساً للجمهورية ولم يغادر مهامه على رأس الدولة التركية إلا سنة 1989.
وبلغت حصيلة حكم الجنرال كنعان أوفرين اعتقال 650 ألف شخصاً، ومحاكمة 230 ألف شخصاً آخر، و517 حكماً بالإعدام، و299 حالة وفاة بسبب التعذيب.
كما انتحر 43 شخصاً وقُتل 16أثناء هروبهم، واعتبر الآلاف في عداد المفقودين، ناهيك عن إقالة 3654 مدرساً و47 قاضياً و120 أستاذاً جامعياً.
فيما رصدت الأجهزة الأمنية التابعة للانقلاب مليوناً ونصف مواطن تركي وقيدتهم في سجلات الأمن كمطلوبين أمنياً وخطر على الأمن القومي التركي، وفر 30 ألف شخص من المعارضين والمفكرين وطلبوا حق اللجوء السياسي خارج تركيا
الانقلاب الجزائري:
انقلاب عسكري وقع في الجزائر في العام 1991، بعد ما قام الجيش هناك بإلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية، والتي فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ.
وقوع الانقلاب من طرف الجيش، أدى إلى نشوب حرب أهلية، أو ما يطلق عليه “العشرية السوداء”، بين الجيش الجزائري والفصائل الجهادية، والذي أدى إلى وقوع عشرات المجازر.
ويتفاوت عدد ضحايا الحرب الأهلية الجزائرية بحسب المصادر، حيث ترجح بعضها وصول عدد
الضحايا ما بين 44 ألفاً إلى 100 ألفاً.
انقلاب مصر في 2013:
انقلاب وقع في 3 يوليو/تموز 2013، قام الجيش المصري بقيادة وزير الدفاع حينها، عبد الفتاح السيسي، بإطاحة الرئيس المنتخب محمد مرسي، بعد مظاهرات حاشدة يوم 30 يونيو/حزيران.
الانقلاب أُيُد من أطياف المعارضة وجميع مؤسسات الدولة تقريباً، في حين لم يلقَ إجماعاً على المستوى الشعبي، ما أدى إلى مظاهرات واعتصامات معارضة عقب الانقلاب مباشرة.
كانت أبرز المجازر التي وقعت عقب الانقلاب، هي مجزرة ميدان رابعة، والتي راح ضحيتها 817 بحسب منظمة “هيومان رايتس ووتش”، في حين قال الائتلاف الوطني لدعم الشرعية إن عدد الضحايا تعدى الـ 2000، فضلاً عن آلاف الإصابات.
وذكر تقرير لمنظمة “هيومان رايتس ووتش”، أن عدد المعتقلين قسرياً في مصر منذ أحداث 3 يوليو/تموز 2013 وصل إلى أكثر من 40 ألف معتقل، بالإضافة إلى مئات حالات الاختفاء القسري بحق المعارضين للسلطة الحالية.
كما تعرض أكثر من 3200 طفلاً قاصراً للاعتقال، ويقبع أكثر من 800 منهم في السجون ودور الأحداث والمؤسسات العقابية حتى الآن.