بقلم - أبو زين
انقلب الإنتقالي وأعلن تمرده على الحكومة الشرعية. هذا ليس بجديد، وقد يكون الإنتقالي هو أكثر فصيل مليشياوي يعلن الإنقلابات ثم يقوم بتجديدها كل عام!
تعالوا نحسبها انقلاب انقلاب: تمرد عسكري في يناير 2018م، ثم تمرد عسكري في أغسطس 2019م، ثم التمرد العسكري الأخير منتصف ليلة الأمس، والذي أعلن فيه الإنفصاليون ما يسمى “الحكم الذاتي” للمحافظات اليمنية الجنوبية.
ولنفترض جدلاً أن الانتقالي لم ينجح في 2018م في إتمام انقلابه والسيطرة على عدن، إلا أنه نجح – ولو جزئياً – في انقلاب أغسطس، واستطاع إخراج الحكومة الشرعية من عاصمتها الثانية (عدن)، وتمدد في لحج والضالع. وبالتالي فحتى قبل أن يكشف الانتقالي عن تمرده الجديد يوم أمس، فهو المسيطر الوحيد على هذه المحافظات الثلاث، وبالتالي فعلى من انقلب الانتقالي أصلاً؟!
شيء محير فعلاً وما قدرت ألاقي له جواب. لو قلنا انقلب على الشرعية فهل الشرعية مسيطرة على عدن حالياً؟ لا.. طيب هل عادت الشرعية لعدن وتدير مؤسسات الدولة فيها؟ لاا
الحقيقة هذا السؤال غير جدير بالتوقف عنده، خاصة وأن الجميع يعلم أن فرقة حسب الله عبارة عن شلة من المحششين والمسطولين، كما لا يستبعد أن يكون بيان التمرد تمخض من جلسة سُكر!
لفت انتباهني أيضاً وأنا أتابع هذه الكوميديا البائسة في عدن تحليل أكاد أجزم أنه الأقرب في تفسير ما جرى، يقول: احتجاجات عدن أثارت القلق لدى قيادة الإنفصال فاتصل قائد فريق المساطيل أحمد بن بريك ببقية الفريق وقال لهم اليوم ضروري نجتمع ونشوف كيف با نتخارج من هذي الورطة اللي ورطنا بها الشيخ هاني الله لا بارك له.. ووقت الاجتماع ما حد عرف كيف الحل وكيف ممكن يتفادوا غضب الناس، وفجأة قال واحد ملبوق وسط الاجتماع (أنا اقترح نعمل انقلاب على حكومة الفساد)! الجماعة سمعوا كلمة انقلاب قالوا تم، وخرجوا من الاجتماع بإعلان انقلاب!!
أما الحكومة حقنا فأشهد لله أنها أكبر رابح من انقلاب امس.. الانتقالي أخرجها تماماً من معادلة الأزمات في عدن، واللي كان أمس يتفلسف في تويتر ويقول شاهدوا عدن كيف حالها بسبب حكومة الفساد، ما عد با يلاقي ذلحين شماعة يعلق عليها فشله ولا مكب نفايات يخبي فيها قذارته.
الأمر الثاني والأهم هو أن الانتقالي بحركته الطائشة البارحة قد نسف بنفسه اتفاق الرياض ووضع نفسه في مواجهة مباشرة مع السعودية، وباتت ملزمة إما بالإطاحة به بعد أن خرق الاتفاق أو إفساح المجال لجيش الشرعية، وستكون مسألة ساعات حتى تعود عدن لحضن الجمهورية.
أمر أخير.. مرتزقة الإمارات لما أعلنوا الانقلاب في أغسطس الماضي طحست عليهم شبوة وسقطرى وأبين وحضرموت والمهرة، وهذي المرة يعلم الله شا يسلم السروال والا با يطحس!