بقلم - مسعود الكازمي
مضى يوم كامل على إعلان المجلس الانتقالي التمرد على الشرعية وإعلان ما سماه بالإدارة الذاتية دون أن ينبس رئيس الوزراء معين عبدالملك ببنت شفه.
يصعد الانتقالي محاولا السيطرة على مؤسسات الدولة في عدن ويشرع في اتخاذ خطوات استفزازية والحكومة ملتزمة الصمت المريب وغير المبرر.
يعيش الشارع اليمني في حيرة من أمره، فهو يريد أن يسمع رئيس حكومته حتى ولو يعطس أو يسعل ليعرف أنه لا يزال على قيد الحياة.
ظهر رئيس الوزراء مرتين في خطاب مباشر حول وباء كورونا مستعرضا مقدرته اللغوية على رص الكلمات وتنميقها، لكنه يغيب كالعادة حين يحتاجه الوطن.
أكثر من محطة وأزمة مفصلية مرت بها اليمن لم يكن لرئيس الوزراء معين عبدالملك موقفًا، فضل الصمت والانزواء في الظل الذي عده البعض موقفا متآمرًا ضد شعبه وخيانة للأمانة التي يحملها.
المواقف الحرجة التي يتحاشى معين عبدالملك تصدر المشهد فيها هي تلك التي تكون الامارات طرفًا فيها، فالرجل يحاول الإمساك بالعصا من المنتصف ويمارس سياسية النط على الحبال، إنه يريد إرضاء الجميع وبالتالي سيخسر الجميع وسيغادر المشهد غير مأسوفًا عليه.
متى يسجل هذا الرجل ولو موقفًا وطنيا واحدًا يحسب له لا عليه؟، هل يدرك ما الذي يقوله الشارع عنه؟، لقد اصبح محل تندر من القوى السياسية، والصحفيين، وحتى ممن يشغلونه لصالحهم، مجرد أراجوز لا يهش ولا ينش، شخصية ضعيفة ومهزوزة يتم استخدامه من قبل الجميع.
لعله لم يدرك بعد أنه رئيس وزراء الجمهورية اليمنية، ولا زال يعمل بعقلية الصبي الذي قادته الصدفة إلى اعتلاء عرش ليس بحجمه.
انتفضت المحافظات الجنوبية ضد تمرد الانتقالي وخرج الشارع اليمني عن بكرة ابيه رافضا لم يحدث في عدن باستثناء معين عبدالملك الذي ابتلع لسانه وصام عن الكلام ليس تقربا إلى الله بل ممارسة للعهر السياسي، وتذاكي لا طائل منه.
اكاد أجزم ان معين والانتقالي يتبادلون الأدوار ويمارسون السحاق السياسي على حساب امن واستقرار اليمن، وإيماني الذي لا يهتز ان هذا الثنائي إلى زوال في وقت أقرب مما نتصور.
اللهم اني صائم..