في واحدة من أكبر الفضائح المدوية في عهد رئيس الوزراء المني، معين عبدالملك، كشفت مصادر صحفية عن تلقّي منطقة عسكرية متمردة وموالية للمجلس الإنتقالي الإنفصالي المنقاد إماراتياً، ميزانية تشغيلية مهولة، بلغت أكثر من 300 مليار ريال يمني خلال العام الماضي 2019م.
وبحسب المصادر المطلعة فقد قامت وزارة المالية بتحويل نحو خمسمائة مليار ريال يمني لوزارة الدفاع والجيش الوطني المتوزع في سبعة مناطق عسكرية، منها أكثر من 300 مليار ريال يمني للمنطقة العسكرية الرابعة لوحدها.
وبحسب الأرقام المنشورة فقد فاقت ميزانية المنطقة العسكرية الرابعة لوحدها بقية المناطق العسكرية مجتمعة (6 مناطق عسكرية)، والتي تسلمت نحو 200 مليار ريال فقط.
وتعد المنطقة العسكرية الرابعة إحدى المناطق العسكرية اليمنية وتنتشر في محافظات محافظة عدن ومحافظة لحج ومحافظة الضالع ومحافظة أبين ومحافظة تعز، ويقع مركز قيادتها في مدينة عدن، وتتكون المنطقة من 24 قوة قتالية.
وكان قائد العسكرية الرابعة، فضل حسن العمري، قد أعلن تمرده على الحكومة الشرعية واصطف مع الانتقالي والإمارات خلال المعارك العسكرية التي اندلعت في عدن في أغسطس الماضي، وأفضت إلى سيطرة الانتقالي على العاصمة المؤقتة بالإضافة إلى محافظتي الضالع ولحج، وأجزاء من محافظة أبين.
وبحسب المصادر، فقد تم الصرف للعسكرية الرابعة بناءً على توجيهات من رئيس الوزراء معين، والذي أصدر تعليمات مشددة للمالية بتحويل هذه المبالغ للفصيل العسكري المتمرد.
ومن بين جميع المناطق العسكرية اليمنية التي تعاني من أوضاع مالية بالغة الصعوبة – لم تسلّم معظمها مرتبات مجنديها منذ أشهر وصلت لـ 6 أشهر وأكثر – تمر العسكرية الرابعة بما يمكن وصفه بـ “حالة بحبوحة مالية”، إذ يتسلم منتسبوها مرتباتهم بانتظام، بالإضافة إلى تحصل قيادتها المتمردة على مخصصات مالية أخرى تقدر بعشرات المليارات.
وكان وزير المالية قد كشف عن هذه الأرقام خلال اجتماع حكومي عاصف، عقد مؤخراً في مارب، مؤكداً أن وزارة الدفاع تسلمت هذه المبالغ، ليخرج بعدها المفتش العام للقوات المسلحة وقال ان ما ورد في كلام وزير المالية غير دقيق وان المنطقة الرابعة تشكل اكثر من خمسين في المئة من بند الدفاع.
تنديد يمني واسع
وقد أبدى مراقبون للشأن اليمني استغرابهم من سياسة التمييز والتهميش التي يمارسها رئيس الحكومة اليمنية ضد المعسكرات الموالية للحكومة الشرعية.
وفي هذا الصدد قال الناشط الصحفي زيد الشليف: ” اين ذهبت ال ٤٩٧ مليار؟ ٣٠٠ مليار ريال تم تحويلها في شيكات من البنك المركزي لقائد المنطقة الرابعة تحت بند “الدفاع” فيما تسلمت مالية الدفاع في العام ١٣٩ مليار ريال معاشات ل ٥ مناطق عسكرية ودوائر الدفاع وهيئة الاركان وبقية المبلغ معاشات متقاعدين وغيرها”.
وأضاف:” منطقة عسكرية واحدة تشكل اكثر من نص قوام الجيش؟. هل تعلم ان جنود الرابعة يصلون إلى ٢٨٠ الف جندي..؟! اينهم وما دورهم وما إلى ذلك أسئلة يجب على الرئاسة ان تجيب عليها.
وزاد: ” هنا الفساد الحقيقي وتعطيل مؤسسات الدولة!! لماذا يتم التعامل مع منطقة عسكرية خارج إطار الدفاع وإعطائها مبالغ تفوق ميزانية وزارة الدفاع؟ لماذا تشكل المنطقة الرابعة ٦٤% من بند معاشات الدفاع ؟؟ لماذا تتسلم الرابعة معاشاتها بانتظام بينما لم تتسلم بقية المناطق خلال العام ٢٠١٩ الا ٨ معاشات وبعضها ١٠ معاشات؟! يتم صرفها متأخرة!؟”.
وقال الناشط والصحفي أمجد السماوي: “المنطقة العسكرية الرابعة طردت معين والحكومة من عدن، فكافأها معين ب 300 مليار ريال.. مليار ينطح مليار!! معين أصبح كارثة حقيقية وكلما مر يوم تعمّقت الكارثة واكتشفنا مدى الارتباط الوثيق بين هذا
من جهته قال الصحفي عبدالله الشرعي: “هذه المعلومات مخيفة.. نحن أمام رئيس وزراء لا يمارس الخيانة في السر، بل إنه قد تجرأ في أكبر عملية إضعاف للجيش الوطني أمام المليشيات وفي وضح النهار!!!”.
مطالبات بإقالة معين
وتزامن نشر هذه المعلومات مع حملة إليكترونية لقطاع واسع من الناشطين اليمنيين في منصات التواصل الاجتماعي تحت وسم (الوزراء يطالبون بإقالة معين)، طالبت بسرعة إقالة معين وإحالته للمحاكمة تمهيداً لمعاقبته جراء سلسلة من المخالفات الجسيمة التي اقترفها أثناء فترة قيادته للحكومة.
وفي هذا الصدد قال الناشط هيثم صالح: ” اثنين شهود يقطعوا رقبه هكذا قال القانون.. ما بالك بـ 12 وزير قالوا أن معين تجاوز القانون والصلاحيات، ومتهم بالفساد ونهب الرواتب والمخصصات وطالبوا بالتحقيق معه واقالته واعادة الاعتبار لمجلس الوزراء وللحكومة التي أهانها معين عبد زايد وسبب موت كثيرين في هذه الحرب”.
https://twitter.com/P5Haitham7saleh/status/1250460371254751233
من جهته سرد الناشط محمد النهاري الإنجازات أو “الكوراث” التي تحققت في عهد معين.
https://twitter.com/abw_2020/status/1250502524253192192
ويرى الناشط صالح اليافعي بأن شخصية معين “الضعيفة والمهزوزة” بالإضافة إلى عمالته للإمارات لا تتناسب والوضع التاريخي الصعب الذي يمر به اليمن، مطالباً بسرعة إقالته كي تتجاوز البلاد عنق الزجاجة.
مالذي قدمه معين منذ توليه منصب رئيس الوزراء على مستوى الخدمات لا شئ ، على مستوى المواقف الوطنية لم يسجل أي موقف وطني بل كان يصف العبث الإماراتي في المناطق المحررة أنه تهويل اعلامي ، اليمن يحتاج إلى رئيس وزراء قوي وشجاع ، وليس لشخص منبطح …#الوزرا_يطالبون_اقاله_معين
— صالح منصر اليافعي (@saleh_binali) April 15, 2020
