بقلم - نيلسون عدن
وصدق “عبدالهادي العزعزي”.
أتذكرون حين كتب الأستاذ “عبدالهادي العزعزي” – وكيل وزارة الثقافة – على صفحته في الفيسبوك , منشوراً فضح فيه اللجنة العليا للإغاثة الإنسانية , والتي يرأسها وزير الإدارة المحلية الناصري “عبدالرقيب فتح , حيث ذكر “عبدالهادي العزعزي” أن هناك من قبل تلك اللجنة عبثاً بالإغاثة المخصصة لمحافظة تعز , وطالب بتشكيل لجنة للتحقيق في تلك القضية..
وحينها إذا بالناصري يُصاب بالصرَع , حيث أخذ يُهدّد “عبدالهادي العزعزي” بالتصفية الجسدية..
وكان في ذلك التهديد إدانة للناصري..
طبعاً القضية تتعلق بنهب وبيع الإغاثة , وبحزبية ومناطقية عملية التوزيع , وغيره.
ومؤخراً ظهرت إدانة أخرى مدوية , تؤكد حقيقة ما نشره “عبدالهادي العزعزي” من فضحه لعبث الناصري بالإغاثة المخصصة لتعز..
هذه الإدانة أتت من السعودية , وتحديداً من “مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية” , حيث صرّح المستشار بالديوان الملكي السعودي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور “عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة..(أن عدد السلل الغذائية المقدمة من مركز الملك سلمان للمحافظات اليمنية أكثر من 4 مليون وأربعمائة ألف سلة غذائية , منها 871.023 سلة لتعز)..
ركزوا في العدد (871.023) , أي أكثر من 800.000 سلة غذائية كانت مخصصة لتعز.
وكما يقال: السارق برأسه قشة , فما إن جاء ذلك التصريح من مركز الملك سلمان , إلا وإذا بالناصري يضع يده على رأسه ليتحسس هل فوق رأسه قشة , فهو يعلم أنه المقصود بذلك التصريح , فاللجنة العليا للإغاثة , وكذا اللجنة الفرعية للإغاثة في تعز , تحت قيادة وإدارة الناصري – لجنة الإغاثة الإنسانية حكومية إلا أن الناصري استحوذ عليها دون إشراك لأطراف أخرى من أجل ضمان نزاهتها وحيادتها – كما أن اللجنة العليا للإغاثة هي المسؤولة عن تلك المساعدات الإغاثية المخصصة لليمن من مركز الملك سلمان للإغاثة , حيث تقوم اللجنة العليا للإغاثة بالتواصل والتنسيق مع مركز الملك سلمان واستلام المساعدات منه , ثم القيام بعملية توزيعها على المحافظات , عبر لجانها الفرعية , وهنا في محافظة تعز , فإن اللجنة الفرعية للإغاثة هي من تقوم باستلام حصة تعز من تلك المساعدات , ومن ثم توزيعها على الشركاء المحليين – المؤسسات الإنسانية في تعز – ليتولوا عملية تسليم المساعدات الإغاثية للمستحقين , كما تقوم اللجنة الفرعية للإغاثة بعملية الرقابة لضمان قيام تلك المؤسسات المحلية (الشركاء المحليون) , بإيصال المساعدات الإغاثية لمستحقيها.
لكن وبعد ذلك التصريح من المشرف العام لمركز الملك سلمان للإغاثة , حول العدد الحقيقي من السلل الغذائية المقدمة لتعز من مركز الملك سلمان والمقدرة بـ (871.023) سلة غذائية , إذا باللجنة الفرعية للإغاثة في تعز تدّعي أن ما وصل من الكميات المقدمة من مركز الملك سلمان إلى تعز هو 200 ألف سلة غذائية فقط , من بداية الحرب حتى نهاية 2016”.
والسؤال هنا: إذا كان مركز الملك سلمان أعلن أنه سلم لتعز (871.023) سلة غذائية , وإذا كانت لجنة الإغاثة الفرعية في تعز أعلنت أنها تسلمت (200.000) سلة غذائية فقط , أي أن الفارق بين ما أعلنه مركز الملك سلمان وبين ما أعلنته اللجنة الفرعية هو (671.023) سلة غذائية , وهو المفقود , أو بالأصح المنهوب..
والسؤال هنا: أين ولمن ذهبت الـ (671.023) سلة غذائية? , أو بالأصح من نهبها?
لكن الغريب العحيب , أن الناصري الذي يقود ويدير اللجنة الفرعية للإغاثة في تعز , بدلاً من صمته عن تلك الفضيحة الواضحة المدوية , إذا به يوجّه الاتهام – بطريقة غير مباشرة – إلى الشركاء المحليين , أي إلى المؤسسات الإنسانية المحلية في تعز , وهي شريكة اللجنة الفرعية للإغاثة في عملية توزيع تلك المساعدات التي تصل إلى اللجنة الفرعية من مركز الملك سلمان , حيث ادّعى الناصري بأن الذي تسلم الإغاثة المخصصة لتعز من مركز الملك سلمان , هي تلك المؤسسات المحلية في تعز , الشركاء المحليين للجنة الفرعية – الناصرية – ظهر ذلك من خلال المذكرة التي طالب فيها وكيل محافظة تعز الناصري “رشاد الأكحلي” – رئيس اللجنة الفرعية للإغاثة في تعز – من مركز الملك سلمان للإغاثة: (موافاة اللجنة بأسماء الشركاء المحليين – المؤسسات المحلية في تعز – الذين تم تسليمهم السلل الغذائية التي أعلن المركز أنه قدمها لتعز والمقدرة بــ 871.023 سلة غذائية)..
كما أنكر الناصري أنه ليس لدى لجنته الفرعية معلومات عن الجهات التي سلم لها مركر الملك سلمان تلك الكميات من السلل الغذائية , كما حاول الناصري إظهار حرصه الشديد على الحقيقة , أنه من خلال موافات لجنته بالبيانات من قبل مركز الملك سلمان , ما سيساعد اللجنة للوصول إلى الحقيقة الكاملة وبالتفصيل , وكذا سيساعدها للتحقيق في مصير السلل الغذائية المجهول مصيرها وكشف المتسببين بالفساد وكشف ذلك للرأي العام , وسيساعدها أيضاً للقيام بدورها المتمثل بالرقابة والاشراف والتنسيق..
إنه الكذب والزيف والخداع الناصري.
وللعلم , فقد جاء ذلك التصريح من المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة المستشار السعودي “عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة” حول حقيقة عدد السلال الغذائية التي قُدّمت من مركز الملك سلمان لتعز والمقدرة بـ (871.023) سلة غذائية , خلال لقائه محافظ تعز “علي المعمري” و “ائتلاف الإغاثة الإنسانية” في مقر المركز الأسبوع الماضي لاستعراض البرامج المقدمة في اليمن والبرامج التنفيذية في محافظة تعز.
وأخيراً..
قلنا أنه وبعد قيام الاستاذ “عبدالهادي العزعزي” بفضح نهب الناصري للإغاثة , حينها أصيب الناصري بجنون , الأمر الذي جعله يهدّد “عبدالهادي العزعزي” بالتصفية الجسدية..
فما عسى أن يكون رد فعل الناصري بعد فضيحته المدوية والتي جاءت من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة , لا يسع الناصري إلا الانتحار.
حقائق مروعة لا يجب المرور عنها حتى يتم المحاسبة والمكاشفة
نيلسون عدن