خبير في الصحة العالمية يجيب على السؤال الذي حير العالم.. هل سيختفي “كورونا” قريباً؟

محرر 226 مارس 2020
د. بروس آيلورد المستشار الأول للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية يتحدث عن انتشار «كورونا» في بكين (أ.ب)
د. بروس آيلورد المستشار الأول للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية يتحدث عن انتشار «كورونا» في بكين (أ.ب)

يمتلك الدكتور بروس آيلورد ما يقرب من 30 عاماً من الخبرة في مكافحة شلل الأطفال و«إيبولا» وأمراض أخرى، والآن، وجه اهتمامه للمساعدة في وقف انتشار فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد- 19).

ويعتبر آيلورد المستشار الأول للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أحد كبار المسؤولين في العالم المكلفين بمكافحة جائحة الفيروس التاجي.

وشهد الطبيب الذي قاد بعثة مشتركة لمنظمة الصحة العالمية إلى الصين في فبراير (شباط) لدراسة فعالية الاستجابة للفيروس التاجي في البلاد، بشكل مباشر، الإجراءات التي اتخذتها بكين لمكافحة تفشي الوباء.
والآن، يشارك ما تعلمه مع الحكومات، ويتواصل مع فرق استجابة منظمة الصحة العالمية التي تعمل على محاربة «كوفيد- 19» في عديد من البلدان حول العالم.

وفي مقابلة عبر الهاتف مع مجلة «تايم» من مكتبه في جنيف، أجاب آيلورد على بعض الأسئلة حول ما يعتقد أنه يجب القيام به لوقف انتشار الوباء، وما قد يحمله المستقبل.
* هل تتوقع أن يستمر انتشار «كورونا»؟

– يمكننا الحصول على بعض اللمحات في المستقبل من الأماكن التي أصيبت مؤخراً بالفيروس، والأماكن التي لم تسجل إصابات، وتلك التي بدأ فيها كل شيء. وإذا نظرنا إلى الصين، فقد أعلنت السلطات عن انتشار الفيروس في أوائل يناير (كانون الثاني)، وكانت لديهم استجابة كاملة لمحاربته؛ حيث إنهم يتوقعون التخلص منه في نهاية مارس (آذار)، أي أنهم احتاجوا لثلاثة أشهر كاملة للسيطرة على المرض.

وعندما تنظر حول العالم في أوروبا وأميركا الشمالية والشرق الأوسط، يمكنك أن ترى أننا حقاً في فترة النمو الأُسِّي، وما زلنا نرى الفيروس يتصاعد بسرعة كبيرة جداً، حتى في الأماكن التي تضررت بشدة مثل إيطاليا، على سبيل المثال. ولا تزال أمام هذه البلدان أشهر من التحدي لاحتواء الفيروس.

وعندما ننظر إلى أماكن أخرى في العالم، مثل أفريقيا وأجزاء من شبه القارة الهندية، يمكننا أن نرى أن انتشار الفيروس قد بدأ للتو. وعلى الرغم من أن لديهم حالات قليلة جداً؛ لكن إذا نظرنا بعناية إلى هذا المنحنى، فإنه أيضاً يعتبر في مرحلة نمو أُسي.
* كيف سيبدو انتشار فيروس «كورونا» بعد ستة أشهر من الآن؟
– أتوقع أننا سنخرج من موجة سيئة من انتشار هذا المرض؛ لكن هذا لا يعني أنه لن يكون هناك مصابون بالفيروس في أنحاء مختلفة من العالم. التحدي هو أننا سنعود للخطر في موسم الإنفلونزا المقبل. وأحد الأسئلة الكبيرة هو: هل سنشهد موجة من الانتشار الواسع مرة أخرى في تلك الفترة؟

* بالنظر إلى المستقبل البعيد، ما الذي تتوقعه؟ هل سيختفي «كورونا»؟
– على ما يبدو، فإنه ستكون لدينا موجة كبيرة من هذا المرض في جميع أنحاء العالم، ما لم يحدث شيء مختلف جداً في نصف الكرة الجنوبي. والسؤال إذن هو: ماذا سيحدث؟ هل سيختفي الفيروس تماماً؟ هل سندخل في فترة موجات دورية؟ أم هل سينتهي بنا الأمر بمرض ذي حدة منخفضة علينا التعامل معه؟ يعتقد معظم الناس أن السيناريو الأول الذي يتحدث عن الاختفاء التام هو أمر غير مرجح جداً، فهو ينتقل بسهولة شديدة بين البشر، لذلك من المرجح أن تكون لدينا موجات دورية من انتشار الفيروس أو مرض منخفض المستوى.

وسيعتمد كثير من ذلك على ما ستفعله الدول والمجتمعات. إذا قمنا باختبار كل حالة وتمكنَّا من عزلها بشكل سريع، يجب أن نكون قادرين على خفض عدد الإصابات. وإذا اعتمدت الدول ببساطة على إجراءات الإغلاق الكبيرة دون محاولة العثور على كل حالة ومتابعتها، فقد يعود الفيروس ليشكل موجات إصابة جديدة. لذا فإن المستقبل -بصراحة- قد تحدده استجابتنا للفيروس.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق