بقلم - ابو زين
كعادة كل البلاطجة المأجورين في كل مكان، فوجئ عمال مصفاة عدن بثلاثة أطقم عسكرية على متنها مسلحون من عصابات جهاز الحزام الأمني التابع للإنتقالي وقد اقتحمت الموقع واعتدت على العاملين وأوقفت العمل في المصفاة قسراً.
أصبت بالذهول وأنا أطالع هذا النبأ، فأي جنون مهما بلغ حجمه وأي عنتريات مهما تعاظمت وأية عبودية للإمارات مهما بلغت ليست كافية لتبرير السبب الذي قد يدفع مسلحي الحزام لاقتحام مؤسسة وطنية تعمل على تأمين حاجة عدن التي يسيطرون على كل شبر فيها من الوقود والكهرباء، .
مكمن الذهول والعجب أن هؤلاء المرتزقة هم سلطات الدولة فعلياً في عدن، باعتبارهم جهاز الأمن الرسمي، وهذا يدفعني إلى التساؤل: كيف يمكنني أو أي يمني آخر أن نشعر بالأمان في هذه المدينة المنكوبة وهؤلاء المجرمون القتلة هم من يتولون مهمة الأمن فيها؟!!
نحن بصدد نوعية مختلفة من المجرمين.. بلاطجة دمويون مملوؤون بالخسة والوضاعة، ومتخمون حد التشبع بالدرهم الإماراتي الدنس.. يرتكبون ما شاؤوا من الفظاعات بحق سكان عدن وينهبون ما يحلو لهم من الممتلكات العامة والخاصة، وكأن عدن أصبحت غنيمة وفيداً بالنسبة لهم.
غير أن اقتحام مصفاة عدن على ما تمثله من أهمية بالغة للمدينة وسكانها وكذا إيقاف العمل فيها وتهديد العاملين بالقتل إن أعادوا تشغيلها ليس إلا أنموذجاً مرعباً للجريمة في أكثر صورها توحشاً. هو عمل “إرهابي” بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وعلى ذلك القياس فإن “الحزام الأمني” تسمية خاطئة، والصحيح أن يطلق عليه “الحزام الإرهابي”.
وهؤلاء المتوغلون في الجريمة الذين تتكئ عليهم الإمارات لإخضاع عدن لا يختلفون عن مليشيات الكهنوت الحوثية خسة وإجراماً وعمالة، وإن كان الحوثي قد خرج من مؤخرة “خامنئي” فإن الانتقالي قد خرج من قفا “بن زايد”.