كِذْبة عودة الشرعية وفِرْية استعادة الدولة!

محرر 221 نوفمبر 2019
كِذْبة عودة الشرعية وفِرْية استعادة الدولة!
سعيد النخعي

بقلم - سعيد النخعي

لاتملك الشرعية من السلطة إلا اسمًا مستعارًا فقط،ولايملك الانتقالي من الثورة إلا شعارات جوفاء؛ كثَوْبِِ مُهْتِرَئ لايغطي جسدًا،ولا يستر عورةً، لذا ظلت الشرعية في نظر أنصارها وخصومها كيانًا مزيفًا يُسمع به ولا يُرى ،وظل الانتقالي طبلًا أجوفًا لايصدر عنه سوى الضجيج الذي يخدش حياء المكان،ووقار السكينة .

ولد هذان الكيانان فجأة، كطفل أنابيب؛ أُخذت نطفته من مجهول؛ وضعها الإطباء في رحم امرأة بلا زوج؛ فانجبت طفلًا بلا نسب، لذا كان ظهورهما المفاجئ؛ كنبت شيطاني نهاية بلا بداية، وكنتيجة بلا مقدمة،وجود بلا غاية،ومشروع بلا رؤية،كلقيط قَذَفَ به رحم فاجرة إلى الحياة كشاهد على الخطيئة .

شرعية صُنعت في الرياض،وانتقالي صُنع في أبوظبي،بضاعة مغشوشة غير صالحة للاستخدام الآدمي، ولاتتوفر فيهما أبسط معايير السلامة،جلبها تجار جشعون لا يعرفون من قوانين الحياة سوى قانون الربح فقط .
تشابهت أسباب وجودهما؛ فتخادم الطفلان المشرَّدان اللذان لم تورثهما حياة التشرد والتسكع بين الأزقة سوى صفاقة الأقوال،والأفعال،فأصبح بقاء كل منهما مرهونًا ببقاء الآخر .

عادت الشرعية،وسيطر الانتقالي، عنوان لقصيدة ركيكة،مَلَّ الناس من سماعها،نسج كلماتها شاعر هاوِِ،ترددها أصوات خشنة ،مبحوحة،جافة،تشبه إلى حد كبير أصوات قطع الفحم حين تتكسر إلى شظايا.

ظلت عودة الشرعية في كل مرة أشبه بالعودة القسرية لزوجة إلى بيت زوج لا يعني له الزواج سوى الفراش فقط، وظلت سيطرة الانتقالي أشبه بزواج عرفي باطل دون ولي،أو شهود، أو وثيقة .

ذبحت الشرعية اليمن بتاريخه وحضارته،وإنسانه على عتبات محراب الوصاية،وهي تردد دون خجل، أو وجل كلمات الدولة ،والسيادة والكرامة !
وذبح الانتقالي الجنوب،وقضيته من الوريد إلى الوريد، حتى لم يبق في شرايينها قطرة دم واحدة وهو يردد عبارات التحرير،والسيطرة،واستعادة الدولة،دون حياء أو حشمة !

لم يعد للشرعية قبولًا في اليمن شمالًا وجنوبًا، ولم يعد أي جنوبي يثق بالانتقالي،أو يؤمن بمشروعه سوى بعض القطعان التي لا زالت تحلم بالهيمنة والسيطرة .

لايزال الشرعيون يسوِّقون أنفسهم ممثلين لليمن ،يمن ليس لهم فيه موطئ قدم في شماله ،أوجنوبه .
ولايزال الانتقاليون يسوِّقون أنفسهم ممثلين حصريين للجنوب بعد أن لفظتهم محافظاته محافظة تلو الأخرى .
لم يرَ اليمن شمالًا وجنوبًا – عبر تاريخه الطويل- مسرحية هزلية كهذه،ولن يرَ في المستقبل مثلها أبدًا ،بعد أن استهلك الفريقان مخزون الكذب والتضليل،ولم يتركا شيئًا للأفَّاكين بعدهما .

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
Accept