تعرف على تمركز قواعد الدعم الإماراتي في ليبيا

محرر 213 نوفمبر 2019
تعرف على تمركز قواعد الدعم الإماراتي في ليبيا

يواصل النظام الحاكم في دولة الإمارات لعب دورا إجراميا وعدوانيا في ليبيا خدمة لأطماعه في التوسع والنفوذ المشبوهين ولنهب ثروات ومقدرات البلاد والدفع لتقسيمها.

قبل أيام أدان تقرير خبراء الأمم المتحدة وبشكل صريح، خرق الإمارات ودول أخرى داعمة لمجرم الحرب خليفة حفتر قرار حظر توريد السلاح إلى ليبيا ودعم الفوضى والحرب الأهلية في البلاد.

إلا أن الإمارات لا تزال غير مكترثة بتلك التقارير والمطالب الدولية، وتوالي جهودها لإقامة قواعد عسكرية لها وتمويل ميليشيات حفتر بالعتاد العسكري والمال.

كما أن الأدلة العديدة، التي أعلنت عنها قوات الجيش بقيادة حكومة الوفاق التي تؤكد وجودا إماراتيا مباشرا في الحرب القائمة في محيط طرابلس، تفيد بوجود مواقع أخرى لدولة الإمارات تغذي حالة الصراع الليبية، فأين تتمركز قواعد الدعم الإماراتي في ليبيا؟

قاعدة الخادم:

رغم بعدها عن مسرح المعارك، اليوم في محيط طرابلس، بقرابة ألف كيلو متر، فإن هذه القاعدة الجوية توفر حماية قوية لقاعدة حكم حفتر العسكري بمعسكر الرجمة في مدينة المرج، إذ لا تبعد القاعدة عنه سوى بضع كيلومترات. كما أن تقارير متواترة كشفت أعمالا إماراتية لتطوير مقر القاعدة، الذي بقي لسنوات يستخدم لانطلاق طائرات زراعية لخدمة مشروع الصليعاية الزراعي.

وكشف مصدر أمني من قيادة قوات حفتر أن قاعدة الخادم كانت تتوفر على فرقتين من القوات الخاصة الإماراتية حتى نهاية عام 2018، بالإضافة إلى تطوير بعض قاعاتها وساحاتها لتكون مكانا مناسبا لدورات تأهيل وتدريب لقوات نخبة تابعة لحفتر، قبل أن تتحول القاعدة وفق خطط حفتر للتوسع جنوبا، لتصبح محطة لنقل أسلحة وذخائر وجنود إلى معسكرات في الجنوب ووسط الجنوب، لا سيما إلى قواعد براك الشاطئ والجفرة.

كما أكد أن الطائرات المسيرة التي نقلتها الإمارات إلى قاعدتي الجفرة، جنوبي طرابلس، والوطية، غربي طرابلس، لدعم حرب حفتر على طرابلس، وصلت عن طريق قاعدة الخادم شرقي البلاد.

قاعدة الخروبة:

من أهم القواعد الإماراتية في ليبيا، وجاء بناؤها، كما يبدو من موقعها، ضمن السياسات الإماراتية التوسعية في اتجاه أفريقيا ودول الجوار الليبي الجنوبية، فهي تقع أقصى جنوب ليبيا، وتبعد جنوباً عن حقل السرير مسافة 100 كلم.

منذ بداية تسعينيات القرن الماضي خرجت القاعدة من الخدمة لتتحول إلى مطار خدمي لحقل السرير، لكن أهميتها الاستراتيجية وتوسطها الجنوب الشرقي، حيث تبعد عن مدينة أجدابيا الساحلية إلى الشمال مسافة 450 كلم، وعن مدينة الكفرة الواقعة على الحدود السودانية المصرية مسافة 450 كلم، جعلها هدفا لتوجهات الإمارات التوسعية باتجاه أفريقيا.

وكشف مصدر أمني ليبي أن القاعدة الواقعة في أقصى الجنوب مكان مناسب للإمارات لإدارة أعمالها السرية، ومنها تدريب عدد من عناصرها الذين شاركوا في قصف مواقع ليبية، مضيفا أن القاعدة في الآونة الأخيرة تحولت إلى مكان تجميع المرتزقة الأفارقة، لا سيما من مجموعات الجنجويد من السودان، ونقلهم إلى الشمال للمشاركة في عمليات حفتر في محيط طرابلس.

قاعدة الجفرة:

وهي مجمع عسكري كبير، يقع إلى الجنوب من طرابلس بنحو 650 كلم، ولها أهمية استراتيجية كبيرة، كونها تغطي منطقة شاسعة إلى الشمال والجنوب وباتجاه منطقة الوسط التي تشرف على الهلال النفطي.

وتقع داخل منطقة الجفرة، المكونة من ثلاث مدن هي هون وسوكنه وودان، عدة مقار عسكرية يمكن اللجوء إليها واتخاذها تمركزات في حال تضرر بنية القاعدة وغرف القيادة فيها، كما حدث أثناء قصف طيران قوات الجيش، منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، الذي أدى إلى مقتل 6 ضباط إماراتيين وغيرهم من الأجانب وتدمير غرفة قيادة مركزية في القاعدة، وفق تصريحات للمتحدث الرسمي باسم الجيش، محمد قنونو.

المصدر الأمني أكد أن القاعدة لم تكن محل نشاط الإمارات فقط، بل شارك ضباط فرنسيون في قيادة غرفة العمليات الرئيسية لمعركة طرابلس قبل انسحابهم.

ولكونها تمثل نقطة وصل بين مناطق الشرق، حيث تتواجد القوة الرئيسية لحفتر، وتمركزاته جنوبي طرابلس، فإن لهذه القاعدة الجوية أهمية كبيرة بالنسبة للإمارات.

تمركزات أخرى:

يؤكد المصدر الأمني أن الإمارات، بعد الحديث المتزايد عن وجودها في مواقع محددة داخل ليبيا، اتخذت مراكز أخرى للتواجد بشكل احتياطي، مثل اتخاذها قاعدة مرتوبة، شرقي البلاد، غرفةَ قيادة، بالاشتراك مع ضباط مصريين، لعملية سيطرة حفتر على مدينة درنة، وقبلها في قاعدة بنينا في بنغازي.

وأضاف المصدر أن ضباطا إماراتيين زاروا أكثر من مرة قاعدتي تمنهنت والسارة جنوبي البلاد، مؤكدا أن مواطنين شاهدوا أولئك الإماراتيين يمارسون هواية القنص والصيد في الصحراء عدة مرات.

وختم المصدر حديثه بالقول “لم يعد خافيا على أجهزة الرصد لدى الدول الكبرى أن خبراء إماراتيين هم من يشرفون على غرف تسيير الطائرات من دون طيار”، لكن اللافت في التواجد الإماراتي في ليبيا وتوزيع قواعدها هو ارتباطهما بخطط توسعية تتجاوز ليبيا إلى أهداف أخرى، أوضحها اتخاذ الجنوب الليبي منطلقا لتوسع أبوظبي جنوبا باتجاه أفريقيا، وفق قوله.

*الامارات ليكس

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
Accept