نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن القوات السعودية فشلت في اكتشاف الهجمات التي استهدفت منشآتها النفطية يوم السبت، ما سمح لعدد كبير من الطائرات المسيرة والصواريخ باختراق الدفاعات والوصول إلى أهدافها.
ويشير التقرير، الذي ترجمته “عربي21″، إلى أن التركيز السعودي والأمريكي ظل على الحدود الجنوبية مع اليمن، الذي تخوض فيه الرياض حربا مع حلفائها ضد المتمردين الحوثيين، إلا أن الغارات الأخيرة جاءت من الأراضي الإيرانية في شمال الخليج، بحسب أشخاص على معرفة بالتحقيقات في الهجمات الأخيرة.
وتقول الصحيفة إن المسؤولين السعوديين، الذين اطلعوا على المعلومات التي جاءت من الولايات المتحدة والكويت، والمحققين في الرياض باتوا مقتنعين بشكل متزايد بأن الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة انطلقت من الأراضي الإيرانية.
ويكشف التقرير عن أن المحققين عثروا على أجزاء من حطام صاروخ من صناعة إيرانية على ما يبدو، وقال مسؤول سعودي: “كل شيء يشير إليهم.. الحطام والمعلومات الأمنية يؤشران إلى هذا الدور”.
وتورد الصحيفة نقلا عن مسؤولين سعوديين، قولهم إن المملكة لم تتوقع هجوما مباشرا من داخل إيران، لكن من خلال واحدة من جماعاتها الوكيلة، أو وحدات النخبة العسكرية في المنطقة، مشيرة إلى أن الدفاعات الجوية السعودية تراقب حركة الملاحة الجوية في مضيق هرمز، حيث يتهم المسؤولون الأمريكيون إيران بالسيطرة على ناقلات نفط، والقيام بإرسال طائرات دون طيار قريبا من البوارج الحربية الأمريكية.
ويستدرك التقرير بأن غياب الغطاء الجوي جعل من المنطقة الشرقية غير مراقبة جيدا، لا من الدفاعات الجوية الأمريكية أو السعودية، ما كشف عن نقطة ضعف سعودية، رغم المليارات التي أنفقتها الرياض على صفقات السلاح، لافتا إلى قول رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد: “تعلمون أننا لا نراقب الشرق الأوسط كله طوال الوقت”.
وتذكر الصحيفة أن الولايات المتحدة نشرت صواريخ باتريوت في قاعدة الأمير سلطان الجوية؛ من أجل حمايتها وحماية 500 من الجنود الأمريكيين الذين أرسلوا إليها، مشيرة إلى أن نظام الصواريخ هذا لم يكن في المجال الذي يمكن أن يمنع الصواريخ.
ويلفت التقرير إلى أن غارات السبت انطلقت على ما يبدو من قاعدة إيرانية في المنطقة الشمالية للخليج التي تبعد مئات الأميال، وقال المسؤولون الأمريكيون إن القاعدة شهدت نشاطات غير عادية قبل إطلاق الصواريخ.
وتنوه الصحيفة إلى أن المتمردين الحوثيين أعلنوا مسؤوليتهم عن هذه الهجمات، إلا أن إدارة دونالد ترامب وجهت أصابع الاتهام إلى إيران، ووصف المسؤولون الأمريكيون التكنولوجيا التي استخدمتها إيران بأنها سهلة الحركة والمناورة، وتحلق على مستويات منخفضة، ما يجعل من مهمة اكتشافها أمرا صعبا.
ويجد التقرير أنه رغم غياب الصور التي تظهر مكان انطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، إلا أن المسؤولين الأمريكيين تحدثوا عن أدلة يتم فحصها وتشير إلى إيران، ويقولون إن لديهم أدلة عرضية تشير إلى اتصالات قبل تنفيذ الهجمات، وأدلة جنائية، وتضم الحطام وبقايا الصواريخ والطائرات المسيرة، والمواد الكيماوية والدمار الذي خلفته.
وبحسب الصحيفة، فإن المحققين زاروا موقع الهجمات في شركة “أرامكو”؛ بحثا عن بقايا الصواريخ والطائرات المسيرة، وعثروا على صاروخ لم ينفجر، لافتة إلى عثور المحققين أيضا على بقايا تبدو أنها تكنولوجيا صواريخ كروز إيرانية.
ويفيد التقرير بأن هناك نقاشا بين المسؤولين العسكريين والاستخبارات، حول نشر بعض الأدلة التي تكشف عن تورط إيران، إلا أن نزع السرية عن بعضها يحتاج إلى أيام، مشيرا إلى أنه يتوقع إعلان وزارة الدفاع السعودية عن نتائج أولية للتحقيق في وقت سيصل فيه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى جدة لمناقشة هذه الأزمة.
وتشير الصحيفة إلى أن إيران نفت ضلوعها في الهجمات، واتهمت إدارة ترامب بنشر المعلومات المضللة، فيما قالت بريطانيا وفرنسا إنهما لم تطلعا على الأدلة التي تشير إلى تورط إيران، وقال وزير الخارجية الفرنسي: “في هذه اللحظة ليس لدى فرنسا دليل يسمح لنا بالقول إن الدرونز جاءت من هذا المكان أو ذاك”.
ويلفت التقرير إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصل يوم الثلاثاء مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ووافقا على إرسال خبراء فرنسيين للمشاركة في التحقيق، مشيرا إلى أن مسؤولين من ألمانيا قالوا إن برلين تقوم بتقييم للوضع، وعما إذا كانت هناك شكوك حول ادعاء الحوثيين أنهم أرسلوا 10 طائرات مسيرة.
وتقول الصحيفة إن الهجمات زادت المخاوف من مواجهة أمريكية إيرانية تتصاعد منذ خروج الرئيس ترامب من الاتفاقية النووية العام الماضي، بالإضافة إلى أنها كشفت عن مكامن الخطر التي تتعرض لها سوق النفط العالمية.
وينوه التقرير إلى أن السعودية طلبت من الأمم المتحدة إرسال فريق التحقيق في الأسلحة للمساعدة في التحقيق، وقال المسؤولون السعوديون إنهم عثروا على قطع صواريخ تشبه تلك التي يستخدمها الحوثيون في اليمن لضرب جنوب السعودية، أي صواريخ القدس.
وتختم “وول ستريت جورنال” تقريرها بالإشارة إلى أن الكويت تقوم بالتحقيق في تقارير عن وجود طائرات مسيرة قبل الهجوم قرب مدينة الكويت، ما يشير إلى خروج الهجمات قرب الحدود مع إيران.