مواجهات شوارع بين الحوثيين في إب ورفع شعارات لا عفاشي بعد اليوم.. القصة الكاملة

محرر 326 يونيو 2019
مواجهات شوارع بين الحوثيين في إب ورفع شعارات لا عفاشي بعد اليوم.. القصة الكاملة

تشهد محافظة إب وسط البلاد فوضى أمنية عارمة انعكست بشكل سلبي على حياة المواطنين في مختلف مديريات المحافظة الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية.

ويوم أمس أخذت الفوضى شكلاً أكثر عنفاً نتيجة تصاعد حدة الخلافات بين قيادات وأجنحة مليشيا الحوثي بالمحافظة واندلعت مواجهات عنيفة بين فصائل مسلحة تابعة لقيادات حوثية عليا وسقط فيها قتلى وجرحى بينهم قيادات رفيعة أبرزهم القيادي الحوثي إسماعيل عبدالقادر سفيان الذي يحمل رتبة عميد وعينته جماعة الحوثيين في وقت سابق وكيلاً للمحافظة.

وقالت مصادر مطلعة إن قراراً اتخذته قيادة مليشيا الحوثي بتشكيل لجنة تحقيق في الحادثة وسط أنباء عن إقالة القيادي الحوثي عبدالحافظ السقاف من منصبه كمدير لأمن محافظة إب وتعيين القيادي الحوثي عزيز جراب (أبو طارق) بديلاً عنه على خلفية الأحداث التي شهدتها مدينة إب يوم أمس.

وبحسب المصادر فإن أسباب الخلافات التي فجرت الموقف بين تلك القيادات الأمنية والعسكرية المحسوبة على مليشيا الحوثي تعود إلى ثلاث قيادات حوثية ظاهرة في محافظة إب فيما تمتلك تلك القيادات دعماً من قيادات رفيعة في صنعاء وصعدة.

وتحدثت المصادر عن خلافات بين القيادي الحوثي بابكر شاكر بابكر المعين من قبل مليشيا الحوثي مديراً لأمن مديرية الظهار والمدعوم من القيادي الحوثي عبدالحافظ السقاف وبين القيادي الحوثي جبريل محمد سفيان والمعين من قبل مليشيا الحوثي مديراً لقسم شرطة 17 يوليو بمديرية الظهار وتطورت الخلافات التي سبقتها خلافات بينهم على أراضي بمدينة إب لتتطور بين القيادي سفيان وبابكر حد إقدام الأخير على اختطاف سفيان من منزله قبيل فجر الخميس الماضي بطريقة مهينة واقتياده إلى سجن الظهار.

وعقب اختطاف القيادي الحوثي جبريل محمد سفيان تداعى مسلحو بيت سفيان الذين ينتمون إلى مديرية النادرة شرق محافظة إب وهي نفس مديرية خصومهم من بيت بابكر وبيت السقاف تداعوا إلى مدينة إب بقيادة القيادي الحوثي إسماعيل عبدالقادر سفيان للضغط على بابكر والسقاف للإفراج عن جبريل سفيان مدير قسم شرطة 17 يوليو غير أن السقاف وجه بنقل سفيان إلى سجن الأمن العام الكائن بجوار إدارة الأمن القديمة بشارع تعز ووجه بسجن بابكر عقب شكوى بيت سفيان.

وأفادت المصادر بأن بابكر غادر السجن بعد ساعات قليلة من دخوله وهو ما أثار غضب بيت سفيان فابلغوا محافظ الحوثيين عبدالواحد صلاح غير أنه لم يتفاعل معهم معللاً ذلك بأن السقاف لم يعد يسمع توجيهاته ليقرر مسلحو بيت سفيان التصعيد ضد بابكر والسقاف مؤكدين عزمهم على التظاهر صباح الإثنين والضغط على السقاف لإعادة بابكر إلى السجن وتنديداً بالوضع الأمني المتردي في محافظة إب متهمين السقاف بالإخلال بمهامه وبأنه من جناح الرئيس السابق صالح.

وضغط القيادي الحوثي السقاف على بيت سفيان لمنع التظاهرة محاولاً امتصاص غضب خصومه غير أن تسارع وتيرة الخلافات لم تمكنه من ذلك إذ كان مسلحو بيت بابكر وموالون للسقاف قد هاجموا في الساعة الأولى من فجر الإثنين قوات الأمن المركزي الموالين لبيت سفيان حيث يقود المجاميع التابعة للأمن المركزي القيادي الحوثي أحمد عبدالرحمن حسان سفيان المقرب من القيادي الحوثي اسماعيل عبدالقادر سفيان.

ونفذ مسلحو بيت سفيان بقيادة الوكيل سفيان تظاهرة مسلحة ضد عبدالحافظ السقاف باعتباره من يدعم ويقف خلف خصمهم بابكر شاكر بابكر وهتف المسلحون “لا عفاشي بعد اليوم” في إشارة منهم إلى السقاف والمحسوب على جناح صالح.

وعقب التظاهرة اتجه الوكيل سفيان ومسلحوه إلى مقر إدارة الأمن القديمة التي يتواجد بها مسلحو بيت بابكر وبيت السقاف وكان مجيء الوكيل سفيان بهدف إخراج السجين جبريل محمد سفيان لكنه قوبل بالرفض ومنع من الدخول وتطور الخلاف حينها حد الاشتباكات المسلحة والمواجهات العنيفة وسقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين كان أبرزهم القيادي الحوثي إسماعيل عبدالقادر سفيان.

وبعد مقتل الوكيل سفيان تداعى مسلحو الطرفين واندلعت بينهم حرب شوارع امتدت إلى الأحياء المجاورة لإدارة الأمن القديمة ووصلت إلى حارة أحوال رمضان وبداية شارع العدين وإلى قرب مركز برج المدينة ووسط السوق المركزي واستخدم في المواجهات الأسلحة الخفيفة والمتوسطة تمكن فيها مسلحو بيت سفيان من اقتحام مبنى إدارة الأمن القديمة وقوات الأمن العام واختطاف عدد من مسلحي بيت بابكر والسقاف.

وعقب خمس ساعات من المواجهات وقطع الشوارع الرئيسية والطرقات تدخلت مجاميع مسلحة تتبع ما يسمى بالأمن الوقائي التابع للحوثيين وحسمت الخلافات بين طرفي الصراع وعملت على التمركز في إدارة الأمن القديمة والأمن العام.

وأكدت المصادر اختطاف الضابط رشيد السقاف نجل شقيق عبدالحافظ السقاف وبلال عبدالله المحتسب المحسوب على بيت بابكر وسلموا للأمن الوقائي الحوثي فيما اختفت المجاميع المسلحة المحسوبة على السقاف والذي غادر المحافظة منذ نهاية الأسبوع الماضي إلى صنعاء ولم يعد منها فيما لا يزال القيادي بابكر مختفٍ ولم يعرف كيف غادر إب في الوقت الذي أصدرت النيابة العامة بمحافظة إب الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية أمر قبض قهري عليه.

ويطالب مسلحو بيت سفيان بالقبض على عبدالحافظ السقاف وتسليمه للجهات المعنية للتحقيق معه في الوقت الذي تقف قيادات محلية من حزب صالح مع السقاف ضد قرار إقالته.

مؤكدين بأن ما جرى كان مقصوداً بهدف التخلص منه لخلافات حادة بينه وبين قيادات حوثية عليا قدمت من صنعاء وصعدة إلى إب ومارست نهباً وفساداً وجرائم ضد أبناء المحافظة فيما كانت قيادات حوثية عليا تسعى لإقالة السقاف من منصبه منذ أشهر بينهم محافظ الحوثيين عبدالواحد صلاح ومشرف الحوثيين بالمحافظة صالح حاجب مع المشرف العسكري للمليشيا في إب أبو علي العياني.

ويعد القتيل إسماعيل عبدالقادر سفيان من القيادات الحوثية الفاعلة ميدانيا والمؤثرة في المناطق الوسطى ويعتبر من قدامى القيادات الحوثية ويعمل لصالح الجماعة منذ أكثر من عشرين عاماً وكان مسؤول الحوثيين في 2011م بمحافظة إب وحتى سيطرتهم على المحافظة منتصف أكتوبر 2014م وشارك في جبهات القتال الحوثية في المناطق الوسطى وجبهة الساحل الغربي وقبل ذلك شارك في المواجهات التي جرت شمال صنعاء قبيل إسقاط العاصمة بأيدي الحوثيين في سبتمبر 2014م.

وشهدت محافظة إب الأشهر الماضية خلافات حادة وغير مسبوقة بين قيادات وأجنحة المليشيا الحوثية تعود في مجملها لصراع حول النفوذ والمناصب والجبايات المالية وأراضي مدينة إب والتي تعد الأغلى في أسعار الأراضي من بين جميع المحافظات اليمنية.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق