كاتب بريطاني يجيب عن السؤال: من قتل محمد مرسي؟

محرر 219 يونيو 2019
كاتب بريطاني يجيب عن السؤال: من قتل محمد مرسي؟

يحتفي رواد الشبكات الاجتماعية بالرئيس المصري الراحل محمد مرسي منذ موته قبل يومين بوصفه “الرئيس الشهيد” على اعتبار أن هذا الرجل حقق منزلة بعد موته لم يكن ليحققها أبدًا في حياته، لكن من ذا الذي قتله؟

سؤال اختاره الكاتب البريطاني ديفيد هيرست عنوانا لمقال بموقع ميدل إيست آي حاول فيه تسليط الضوء على ملابسات موت الرئيس وعلى الذين تقع عليهم مسؤولية ذلك.

لفت الكاتب في البداية إلى النهاية الدرامية لأول رئيس منتخب ديمقراطياً في مصر، مبرزا رمزية اليوم الذي توفي فيه مرسي أي 17 من يونيو/حزيران، بعد سبع سنوات بالضبط من جولة إعادة الانتخابات الرئاسية في البلاد والتي توجت بفوز مرسي.

وطوال فترة وجوده في السجن، ظل مرسي محتجزا في حبس انفرادي، ولم يُسمح له إلا بثلاث زيارات من أسرته خلال ما يقرب من ست سنوات.

لم يكن من الصعب على السلطات المصرية، وفقا للكاتب، أن تقتل مريضا بالسكري، معزولا عن الناس ويعاني من ارتفاع ضغط الدم.

لكن إن أرادت إقناع الشعب المصري بأن رئيسهم السابق قد مات، فإن الكاتب يرى أن مثل هذه المهمة يجب أن تتم على الملأ، وهو ما نفذته السلطات يوم الاثنين الماضي.

الكاتب أكد أن الحقيقة لن تعرف أبداً، إذ إن عدو مرسي هو من اختاره لقيادة الجيش والذي أسقطه من الحكم (عبد الفتاح السيسي) لن يسمح بإجراء تحقيق دولي، فهو فرعون قاس ومستبد.

ولكن حتى لو كانت وفاة مرسي لأسباب طبيعية، فمن المسؤولون عن تلك الجريمة أمام محكمة التاريخ؟ يتساءل الكاتب.

وهنا أبرز تجاهل الغرب لمحنة مرسي، قائلا إن أيا من القادة الغربيين لم يمارس أي ضغط على السيسي خلال كل هذه الفترة التي قضاها الرئيس المعزول في الحبس الانفرادي، بل إن أحدهم قال بالحرف وهو يرفض ممارسة الضغط على السيسي “ماذا نفعل للمصريين إن كانوا يريدون أن يقتل بعضهم البعض؟”.

بل إن الدول الغربية رحبت بالسيسي في عواصمها واجتمعت به في شرم الشيخ، وبدلا من إعطائه محاضرات حول حقوق الإنسان بالقمة، كان السيسي هو من يعطي تلك المحاضرات، وعلق في حديثه ذلك على إعدامات مصر التي ارتفعت وتيرتها قائلا للزعماء الأوروبيين إن (قضية) إعدام المحتجزين جزء من “إنسانيتنا” والتي تختلف عن “إنسانيتكم (الأوروبية)”.

وأكد الكاتب أن “السيسي يتصرف كمن هو فوق القانون، فلا الانتخابات ولا البرلمان ولا القانون ولا الدستور يعني له شيئا.. فخطته أن يحكم مصر ما حيي وأن يمارس الاستبداد في أبشع صوره”.

وهكذا ظل مرسي يتهاوى داخل سجنه وقد نسيه الجميع باستثناء حفنة من المدافعين عن حقوق الإنسان الذين وجدوا أنفسهم يصرخون في غرفة فارغة.

إذا من المسؤول عن موت مرسي؟ إنهم أولئك الذين يسمون أنفسهم زعماء العالم الحر، كما يقول الكاتب البريطاني.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق