كشف كاتب إسرائيلي أن “التقرير المفصل الأخير الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز حول العلاقات السرية بين إسرائيل ودولة الإمارات العربية المتحدة، يظهر جانبا لا يقل أهمية عن المعلومات السرية التي تحدث عنها، وهو كيفية تفكير الإدارة الأمريكية تجاه ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد”.
وأضاف جاكي خوجي الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية في مقاله بصحيفة معاريف، وترجمته “عربي21” أن “التقرير صحح معلومة كانت سائدة لدى العديد من الأوساط العربية والإقليمية بأن الزعيم العربي الأقوى هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فقد ثبت أن ابن زايد أقوى منه، بل يعتبر معلم ابن سلمان وملهمه، وكاتم أسراره، فالرجل صاحب نفوذ كبير في السعودية، وبعض من أعماله تكون ظاهرة، وأخرى بعيدة عن الأنظار”.
وأشار خوجي، محرر الشؤون العربية بإذاعة الجيش الإسرائيلي، إلى أن “الإمارات بزعامة ابن زايد شريكة أساسية في حرب اليمن التي تسببت بمقتل الكثير من الأبرياء، ودمرت الدولة، كما يسعى ابن زايد لمنح العديد من أنظمة المنطقة الاستقرار المرجو، حتى أنه في عهد الرئيس دونالد ترامب بات تأثيره أضعافا مضاعفة في المنطقة، فترامب يؤمن بتقديراته تجاه قطر وليبيا والسعودية، ربما أكثر من مسؤولين كبارا في إدارته الأمنية”.
وأوضح أن “التقرير الذي نشرته الصحيفة الأوسع انتشارا في العالم أرادت منه الولايات المتحدة أن ترسل لابن زايد رسالة واضحة: نحن نرى الكل، ونعرف الكل، أنت شاب جيد، مفيد، ومستهلك ممتاز لأسلحتنا، لذلك اقبل منا الدور الذي نرسمه لك في هذه الغابة الشرق أوسطية، ومن خلال ابن زايد ترسل واشنطن رسائلها لعدد من زعماء المنطقة، ومنهم ابن سلمان، الذي اعتقد لحظة واحدة أنه الابن المفضل للبيت الأبيض”.
وأكد أن “ابن زايد أبلغ الأمريكيين أنه يرى في إسرائيل حليفة قوية ضد إيران والإخوان المسلمين، فإسرائيل تعتمد عليه، حتى أنها باعته طائرات مقاتلة من طراز إف16، ومنحته أجهزة أمنية متطورة للتجسس وتعقب الهواتف الخلوية، مما يجعلنا نعتقد أن العلاقات الأمنية والاستخبارية بين أبو ظبي وتل أبيب أعمق بكثير مما كشفته الصحيفة الأمريكية”.
وأشار إلى أن “تقرير النيويورك تايمز عن ابن زايد يذكرنا بتقرير الواشنطن بوست مؤخرا عن ابن سلمان، والعلاقات السعودية الإسرائيلية، حين اتصل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بترامب عقب مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وطلب منه التجاوز عن ابن سلمان، وفي ظل عالم لا يعترف بالوجبات المجانية فمن الواضح أن إسرائيل تلقت وجبة شهية من السعوديين مقابل إنقاذها الرجل القوي في الرياض من تغيير تجاهه من واشنطن”.
وختم بالقول إننا “أمام جملة صفقات عسكرية لشراء الإمارات للسلاح الإسرائيلي، خاصة من الصناعات الجوية، فالإمارات صديقة قريبة من مصر، وطيارو ابن زايد شركاء في معركة عبد الفتاح السيسي ضد المجموعات المسلحة في سيناء، ومن المتوقع أن تكون إسرائيل أيضا شريكة لهما في هذه الحرب، بحيث أصبح هذا الحلف ثلاثياً” تل أبيب والقاهرة وأبو ظبي”.