نشر موقع “إنترستنغ إنجينيرينغ” الأمريكي تقريرا، سلّط من خلاله الضوء على أبرز الاختراعات المثيرة التي أنتجتها الحضارة الإسلامية خلال العصر الذهبي، الذي تميّز بالتطور الاقتصادي والثقافي في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته “عربي21″، إنه خلال العصر الذهبي الإسلامي، ظهرت العديد من الاختراعات المثيرة للاهتمام التي ساهمت في تغيير العالم. ويعود هذا الازدهار إلى الفترة الممتدة بين القرنين الثامن والرابع عشر ميلادي، أي مع بداية فترة حكم الخليفة العباسي هارون الرشيد.
وذكر الموقع، أولا، أن الأرقام العربية ظهرت لأول مرة في أوائل القرن التاسع ميلادي، وأصبحت واسعة الانتشار بحلول القرن العاشر. ويعود أصل هذه الأرقام إلى الهندوسية العربية، التي يرجع تاريخها إلى حوالي القرن السادس الميلادي، حيث نُقلت إلى بغداد من قبل علماء الرياضيات الفارسيين والعرب.
وفي وقت لاحق، وقع تطوير النموذج الحالي في شمال أفريقيا، ليُعتمد بعد ذلك في أوروبا بين القرن الحادي عشر والثاني عشر ميلادي.
وأفاد الموقع، ثانيا، بأن أولى استخدامات القهوة ظهرت في اليمن في القرن الخامس عشر تقريبا، مع وجود أول دليل على أن بذور القهوة وقع تحميصها وتخميرها هناك. وبعد هذه الفترة، امتدّ استخدام القهوة ليبلغ بقية دول الشرق الأوسط، حيث استُهلكت بكثافة في جميع أنحاء بلاد فارس وتركيا وشمال أفريقيا. وبلغت القهوة لاحقا أوروبا خلال القرن السابع عشر، وسرعان ما انتشرت تجارة البن بين مدينة البندقية التجارية والمورّدين في شمال أفريقيا.
وأورد الموقع، ثالثا، أن العالم سجّل ظهور أول جيش قائم بذاته في الإمبراطورية العثمانية، ما أثار فزع أوروبا في أواخر العصور الوسطى. وعلى الرغم من أنه كان يندرج ضمن جيوش العبيد من الناحية العملية، إلا أن جنود الانكشارية يعدون أول مثال حديث لجيش عامل في أوروبا. وتشير السجلات إلى أن هذا الجيش تشكل على الأرجح في القرن الرابع عشر الميلادي.
وأضاف الموقع، رابعا، أن أول وصف مسجّل للمقذاف (المنجنيق) يأتي من العالم الإسلامي في القرن الثاني عشر. وقد وقع تأليف التعليقات في أثناء فتوحات صلاح الدين من قبل مرضي بن علي الطرسوسي. في المقابل، يبقى من غير الواضح ما إذا كانوا قد طوّروه بشكل مستقل أو قاموا بتبنيه وفقا للنماذج الصينية التي ظهرت في وقت مبكّر. وفي جميع الحالات، يبدو وصفه مشابها جدا للمقذاف الكلاسيكي المألوف الذي شهدته ساحات القتال خلال العصور الوسطى.
وذكر الموقع، خامسا، أن الفولاذ الدمشقي صنع من سبائك الفولاذ الهندواني، واستخدم بكثرة في صنع السيوف. وقد سمّي الفولاذ الدمشقي نسبة لمدينة دمشق في سوريا، حيث ظهر لأول مرة.
وحتى في حال كانت الروايات التي تقرّ بأن الفولاذ الدمشقي تفوّق على الشفرات الفولاذية الأخرى من وحي خيال، فإن جماله مثّل أهم ميزة ساهمت في ارتفاع مبيعاته. وتوقف إنتاج هذا النوع من المعدن في سنة 1750 تقريبا، ولكن السبب غير معروف إلى حد الآن.
وأورد الموقع، سادسا، أن آلة العود الوترية ظهرت لأول مرة في العالم الإسلامي. ويُعتقد أن العود مستوحى بدوره من آلات موسيقية فارسية وغيرها من الآلات المماثلة التي استخدمت في الشرق الأوسط منذ آلاف السنين. ويزعم أن أول وصف للعود “الحديث” كان من قبل موسيقي مسلم منذ القرن الحادي عشر. واليوم، لا تزال آلة العود تستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء الشرق الأوسط كما أنها تعدّ المفضلة لدى الموسيقيين في شتى أنحاء العالم.
وأشار الموقع، سابعا، إلى أن عملية تقطير الكحول من اختراع المسلمين. وتأتي بعض الأدلة الأولى على ذلك مدوّنة على الألواح الحجرية من الإمبراطورية الأكدية في القرن 12 قبل الميلاد. وقد مارس العرب عملية التقطير بكثرة خلال العصور الوسطى، كما عُرف أن الكندي كان أول من وصف عملية تقطير النبيذ في القرن التاسع.