يعاني ملايين من كبار السن من نوع من متلازمة الخرف كان يشخص بطريق الخطأ على أنه مرض ألزهايمر بحسب ما ذكره باحثون.
وقد وصف أحد الخبراء الاكتشاف بأنه أهم اكتشاف في مجال مرض الخرف الذي يعاني منه ملايين المسنين حول العالم.
وتقول مجلة ذا برين جورنال الطبية إن هذا النوع الجديد من المرض، والذي أطلق عليه “ليت” هو عبارة عن التهاب في الدماغ مرتبط بالعمر، وله نفس أعراض مرض ألزهايمر لكنه مختلف.
وهذا قد يفسر ولو جزئياً سبب فشل علاج الخرف حتى الآن.
ما هو مرض الخرف؟
لا يعتبر الخرف مرضاً واحداً، ولكنه اسم يطلق على مجموعة من الأعراض التي تتضمن مشاكل في الذاكرة والتفكير.
هناك أنواع كثيرة ومختلفة من مرض الخرف وألزهايمر، وتقول الدراسات أنها شائعة وتجرى عليها الكثير من الأبحاث.
ويقول الفريق الدولي للباحثين أن قرابة ثلث مرضى ألزهايمر من كبار السن، ربما يعانون من مرض الخرف “ليت”، على الرغم من إمكانية الاصابة بنوعين من الخرف.
ووفقًا لدراسة بحثت في أسباب الوفاة لآلاف المرضى، فإن مرض الخرف “ليت” يصيب من هم “أكبر سناً”، أي الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 80 عامًا.
ويقول الباحثون إن واحداً من بين كل خمسة في هذه الفئة العمرية مصاب بهذا المرض، مما يعني أن تأثير المرض على الصحة العامة سيكون كبيراً.
ويعتقد الباحثون أن الوضع على العكس بالنسبة لمرض الزهايمر، الذي يميل إلى التسبب في انخفاض تدريجي في الذاكرة.
العثور على علاج:
حاليا، لا يوجد فحص محدد لمرض الخرف، لكن يمكن في بعض الأحيان رؤية أعراضه في الدماغ بعد الموت.
وتشير دراسات متأخرة إلى ارتباط مرض الخرف “ليت” بتراكم بروتين معين، يعرف بـ”تي دي بي- TDP-43″، في الدماغ ، في حين يرتبط مرض الزهايمر بتراكم نوعين آخرين من البروتين في الدماغ هما، أمايلويد وتاو.
ويسعى العلماء جاهدين لإيجاد علاج للخرف، لكن يبدو أن ذلك صعب جداً نظراً لتعدد أنواعه ومسبباته المختلفة.
وفشلت تجربة الأدوية التي تقلل البروتينات، التي يعتقد أنها تسبب مرض ألزهايمر، في الدماغ.
كما ثبت أن جميع محاولات علاج الخرف باءت بالفشل، وأدى ذلك إلى إنسحاب بعض شركات الأدوية من سباق تصنيع علاج الخرف.
علاجات جديدة:
ويقول الباحثون إن وجود فهم أفضل لمرض الخرف “ليت”، قد يؤدي إلى اكتشاف علاجات جديدة.
كما ألفوا كتابا يتضمن مبادئ توجيهية للمساعدة في نشر وزيادة الوعي وتطوير البحوث حول هذا النوع الجديد من المرض.
وقال المؤلف الرئيسي الدكتور بيتر نيلسون، من جامعة كنتاكي الأمريكية “لقد كان المرض واضحاً طوال الوقت، لكننا لم نتعرف عليه إلا مؤخراً”.
وأضاف “مرض ألزهايمر يعرفه الجميع، إنه سبب للإصابة بالخرف، لكنهما مرضان مختلفان. مرض “ليت” هو واحد من أكثر الأمراض شيوعًا، لذلك فإن هذا هو الوقت المناسب للبدء بإجراء البحوث ومحاولة إيجاد وتطوير علاج له”.
وأردف “هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به” معتبراً هذ الاكتشاف نقطة البداية.
وأكد أنه وبهذا الاكتشاف يتضح أن الكثير من الأشخاص الذين شخصوا على أنهم يعانون من ألزهايمر سابقا، لم يكونوا في الواقع مصابين به”.
ما هو رأي الخبراء الآخرين؟
قال البروفيسور روبرت هوارد من جامعة كينغز كوليدج في لندن “ربما تكون هذه هي الورقة الأكثر أهمية التي تنشر عن الخرف خلال السنوات الخمس الماضية”.
وأضاف “لن تكون لتجارب العلاج بالعقاقير المصممة للعمل ضد مرض ألزهايمر أي فعالية ضد مرض الخرف “ليت” وهذا سيؤثر على اختيار المشاركين في التجارب المستقبلية”.
وقالت البروفيسورة تارا سبيرز جونز، الخبيرة في مرض الخرف بجامعة إدنبرة “هذه الورقة مهمة لأننا نعرف أن أعراض الخرف يمكن أن تسببها العديد من الأمراض الكامنة، ومن الضروري فهم مسببات الأمراض من أجل تطوير علاجات تتناسب معها”.
وقال الدكتور جيمس بيكيت، من جمعية ألزهايمر، إن هذا الاكتشاف كان “الخطوة الأولى نحو تشخيصٍ أكثر دقة وعلاج أكثر تخصص لمرض الخرف”.
وحذرت الدكتورة كارول روتليدج من مركز أبحاث ألزهايمر، من أنه لا يمكن للأطباء تشخيص المرض في العيادة بعد.
ويعمل الباحثون على إيجاد فحوص تشخيصية وعلاجات موجهة لأنواع مختلفة من الخرف.