الامارات والعبث العابر للحدود

2 فبراير 2019
الامارات والعبث العابر للحدود

عاشت اليمن فترة زمنية تحت وطأة الفقر والجهل والتخلف وفساد منظومة الحكم السابق ما جعلها لقمة سائغة وفريسة سهلة لكل الطامعين بموطئ قدم لما تتمتع به من موقع استراتيجي عظيم وحيوي يتحكم بمصادر الطاقة والاقتصاد الدوليين وبما تشكله اليمن من هيمنة وسيطرة في حال استقرارها على اهم الموارد الحيوية وما تكتنزه في بطنها من ثروات تمثل احتياطيا عالميا وافرا.

حرصت دولة ايران على استخدام اليمن في صراعاتها الإقليمية والدولية فقامت باستقصاء للواقع والحال اليمني فوجدتهم مسلمين بالفطرة يتأثرون بالعاطفة كثيرا فتبنت شعار المقاومة والدفاع عن المقدسات وبدأت بفتح المنح الدراسية والثقافية وقامت بإستقطاب الكثير من الشباب وبالاخص القريبين من المذهب الزيدي في ظل الفقر والوضع المعقد للبلد ووزعتهم مجموعات في الدول التي تحت هيمنتها ومنها لبنان والعراق وسوريا وغيرها وعمدت على غسيل مخ مذهبي وثقافي لعقول الشباب ثم قامت بدعم هؤلاء الشباب للدخول في عالم السياسة والمعارضة للحكومة التي كانت قائمة أنذاك وبعد أن قاموا ببناء فريق سياسي وحاز على اماكن معينة في السلطة انتقلوا الى التحشيد والعمل العسكري والبلد غارق في متاهات الفقر والتحلف وفساد منظومة الحكم ولم يتنبه الناس إلا بسقوط العاصمة اليمنية صنعاء
ووصول الحوثيين جنوبا الى عدن وسقطت الدولة بكامل عتادها وجيشها في يد الذراع الايرانية في اليمن (الحوثيين ) وتهاوى كل شيء ليتسيقظ الخليجيون على كارثة حريق بجوارهم يهدف لالتهامهم فكانت عاصفة الحزم .

التحالف العربي …إنقاذ في اللحظات الاخيرة

وجه الرئيس عبدربه منصور هادي رسالة نداء الى الملك سلمان للتدخل العاجل في اليمن وإنقاذها من مخالب ايران التي امتدت اليها وستمتد الى الخليج اذا لم تقطع في اليمن فقامت السعودية بحشد الجيوش العربية تحت لافتة التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن ومن ضمن تلك الدول دولة الامارات التي شذت عن اهداف وتوجه التحالف العربي وغيرت من سياستها في اليمن من سياسة انقاذ اليمن وقطع يد ايران الى دولة وضعت يدها على الموارد المهمة والمواقع الحيوية لليمن وعلى الممرات الدولية وقامت بإحتلال مطار ومصافي عدن وغيرها من المحافظات التي تشكل الركن الاساسي في الاقتصاد اليمني وعملت على محاربة ومضايقة الجيش الوطني ومضايقة القيادات الوطنية ومحاولة تسلم الملف اليمني بكامله .
وعطلت عددا من الموانئ وعددا من المطارات وعرقلت عمل الشركات النفطية وتحاول تعطيل البقية ودفعت مليارات الريالات للحوثي بما يسمى رسوم الطيران المدني ويفترض ان يكون تسليمها للحكومة الشرعية .

صناعة عملاء ومرتزقة محليين

بعد الكشف عن جزء من اهداف الامارات الخفية وتركيز الرأي العام عليها ذهبت باتجاه آخر وهو تجنيد عملاء ومرتزقة يدينون لها بالولاء وينفذون اجندتها كاملة وسعت الى استقطاب الفاشلين والمتدنين علميا فقامت بالانفاق والاعداد والتسليح والتدريب كمجاميع مسلحة غير معروفين لتجريف وتجفيف القوى الوطنية اليمنية الحية وبإيد يمنية وتشكيل فرق اغتيالات متخصصة لهذا الغرض.

إقامة معسكرات خارج إطار الشرعية

نجحت المجاميع المسلحة التابعة للإمارات بتنفيذ خططها فقامت بتوسيع عملية الاستقطاب للمرتزقة وفتحت معسكرات لإستقبالهم وكذلك استقطاب مرتزقة جدد مقابل دراهم معدودة مما جعل كثير من الشباب يندفع اليهم بسبب الفقر والبطالة المخيمة على البلد من سنوات فقامت بتشكيل اجنحة عسكرية وتدريبهم التدريب الكامل وتوزيع السلاح عليهم وإغراق المنطقة بإسلحة قديمة ارادت الامارات التخلص منها وصدرتها الى عدن تحت يافطة التحالف العربي وكدست السلاح القديم والحديث في هذه المعسكرات والمدن حتى تعطي الصيغة القانونية لكل الاعمال الخارجة عن اطار الشرعية وحتى تبتعد الامارات عن المسائلات الدولية حول الاغتيالات والاختطافات في حال توقفت المعركة في اليمن .

إغتيال الخصوم السياسيين أبرز أهدافها

شهدت المناطق التي هي تحت سيطرة الامارات عددا كبيرا من الاختلالات والاغتيالات لخصوم سياسيين مناوئين للعبث الحاصل من قبل الامارات وما كشفه القيادي في المقاومة الجنوبية عادل الحسني من تكليف اشخاص مسجونين بتنفيذ عمليات اغتيال وقتل مقابل تأمين حياة عوائلهم حتى وصل الحال الى تكليفه بقتل رجل الاعمال ونائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية الشيخ احمد العيسي مما يدل دلالة واضحة على الدور الخفي الذي تلعبه الامارات وبتساهل من المجتمع الدولي الذي يغض الطرف عن ممارسات الامارات في المناطق التي تقع تحت سيطرتها وإدارتها .

حيث قالت منظمة سام للحقوق والحريات إنها رصدت 103 وقائع اغتيال، في مدينة عدن خلال الفترة بين 2015 إلى 2018، بدأت أولى عملياتها بعد 43 يوما من استعادة مدينة عدن من يد مليشيا الحوثي وسيطرة القوات الإماراتية على المدينة، وشمل ضحاياها رجال أمن وخطباء مساجد وسياسيين

وقالت “سام” إن تقريرها اعتمد على منهجية الإحصاء القائمة على الرصد والتوثيق لعملية الاغتيالات خلال الفترة المحددة في التقرير، و رصد التقرير (103) وقائع اغتيال، في محافظة عدن، وعملت على متابعتها من خلال وسائل الإعلام، والتواصل مع أهالي الضحايا، والمعنيين، والجهات الحقوقية والأمنية سعيا منها لفك لغز هذه الجريمة المقلقة، التي دفعت الكثير من القيادات السياسية والدينية إلى الهجرة من مدينة عدن والبحث عن مكان آمن لا تطاله يد الاغتيالات.

*التنصت وإقتحام خصوصيات السياسيين في اليمن

من كان قدره من السياسيين النجاة من الاغتيال والاعتقال فإنه لن ينجو من التجسس والتنصت على مكالماته ورسائله وتحركاته وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي وكشف الخصوصيات التي يدينها القانون الدولي ويرفضها العقل السليم ولكن هذا هو حال الامارات التي تريد السيطرة على كل شيء حتى على الهواء وهناك دول كثيرة تشتكي من تجاوزات الامارات الى التنصت وخلق شبكات مخابرات في الدول التي لايوجد بها صراع .

أجندة الامارات الخفية

1- السيطرة على اهم المواقع الاستراتيجية التي تتمتع بها اليمن .

2- السيطرة على طرق نقل الطاقة والتجارة والملاحة الدولية .

3- صناعة قوى وأجندة وعملاء ومرتزقة وإحلالهم مكانها لخدمتها في حال رحيلها عن اليمن وإكتمال مهمتها الرسمية .

4- إدخال اليمن في صراعات وخلافات سياسية وحزبية ومناطقية وتغذية الصراعات ليتسنى لها الاستيلاء على الثروة والنفط والموارد لصالحها .

5- تعطيل المصالح العامة التي تعد رافدا للإقتصاد اليمني ولعل اهمها االموانئ والمطارات اليمنية حتى لا تتضرر الامارات وموانئها .
6- تنفيذ اجندتها وسياساتها بنشر الافكار الشاذة والمخدرات وضياع الشعب وإشغاله بلقمة عيشه .

تقارير وصحف دولية تفضح دور الامارات في اليمن

حيث كشفت صحيفة الجارديان البريطانية الدور المشبوه للإمارات في عدن وقال الصحفي البريطاني الشهير غيث عبدالواحد (ان الامارات صنعت جهاز امني ليس لحماية اليمن من اعدائه بل من أجل التعامل مع خصومها والرافضين لسياستها تحت ذريعة محاربة التنظيمات الارهابية المتطرفة ).
وخلقت الامارات كارثة حقيقة داخل اليمن وحاربت الاقتصاد اليمني وأفشلت كل مظاهر الحياة وجعلت الشعب معرض للمجاعة والفقر.

الخلاصة
حولت الامارات الحرب في اليمن الى صراعات ومناوشات وإنقسامات داخلية ولا تريد اليمن ان تتعافى منها (ولكن اليمن منصور وسيعود الى سابق عهده وتاريخه) فقد حولت اليمن الى اقطاعيات مدججة بالسلاح والافكار المتطرفة وحولت مناطق خارج سيطرة الدولة ينتشر فيها قادة خارجون عن السيطرة وقطاع طرق .

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق