في ليلة الثلاثاء الماضي الموافق 29 يناير 2019م عمت الفرحة العارمة ربوع اليمن وشعبها من أقصى شماله حتى أقصى جنوبه، تزامنا مع الهزيمة المذلة التي تلقاها منتخب الإمارات لكرة القدم من الضيف القطري، وذلك في نصف نهائي البطولة الأهم في آسيا: كأس الأمم الآسيوية.
لم يكن تأهل قطر هو السبب الأكبر للفرحة التي عاشها الشعب اليمني، بقدر ما كان خسارة الإمارات وبطريقة مذلة.
وتفجرت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الساخرة ورود الأفعال الواسعة على خروج الإمارات المذل من الباب الخلفي للبطولة التي تستضيفها أبو ظبي، الأمر الذي دفع بأحد مرتزقة الإمارات في اليمن، ويدعى هاني بن بريك، الى اتهام مدينتين يمنيتين : تعز ومارب، بخيانة أبو ظبي، كما طالب – ضمنيا- بنزع منظومة الباتريوت التابعة للتحالف العربي من المدينتين عقاباً لهما على تشجيع قطر والفرحة لهزيمة الإمارات.
وفي هذا الصدد قام “عدن نيوز” بإجراء استطلاع رأي لعدد من شرائح المجتمع اليمني، لرصد أسباب كره اليمنيين للإمارات.
العقيد في الجيش الوطني علي اليمني يرى أن الأمر يتعلق بأداء الإمارات في عملية عاصفة الحزم العسكرية وما تلاها عقب تحرير عدن.
وفي هذا الصدد يقول لعدن نيوز: استبشرنا خيرا بادئ الأمر بدخول الإمارات في حربنا ضد الحوثي.. لكن الفرحة بدأت تنقلب الى توجس ومن ثم الى كره خاصة بعد تحرير قوات التحالف لعدن في ديسمبر 2015م. كنا حينها في قيادة الجيش الوطني نتحضر لاستلام مهامنا في تأمين المدينة وإعادة الاستقرار والحياة لها، لكننا فوجئنا بخروج مليشيات عسكرية مناوئة شكلتها الإمارات للاستحواذ على عدن. حينها أدركنا أن الإمارات تملك أجندات خفية بعيداً عن مزاعم محاربة مشروع الحوثيين أو نصرة الشرعية.
من جانبها ترى الشابة سناء البحري (حاصلة على بكالوريوس في اللغة الفرنسية) أن الإمارات كشفت قناعها، وأظهرت وجهها الخبيث تجاه أحلام اليمنيين.
وتضيف: باتت الإمارات وبدون منازع الطرف الأكثر انتهاكاً لحقوق اليمنيين خلال الأربع السنوات الماضية من القتال. لقد شكّلت منذ أن دخلت عدن عشرات السجون السرية وزجت بأحرار بلادنا الى الزنازين المظلمة، وارتكبت بحقهم أبشع الفظائع والانتهاكات الجسدية.
أما الطالب في المرحلة الثانوية أحمد السماوي فيرى أن الإمارات تحولت من دولة مناصرة لليمنيين الى دولة استعمارية تسعى لسرقة ثروات اليمن والسيطرة على منافذه البحرية في بحر العرب والبحر الأحمر.
ويضيف: لك أن ترى خارطة التحرير لتعرف عمق الخديعة التي تعرض لها اليمنيون.. لم تتحرر سوى المناطق المطلة على البحر (جنوباً أو غرباً)، في حين تعمدت أبو ظبي بقاء مدن يمنية كبرى وهامة مثل تعز وأجزاء من مارب خارج نطاق عمليات التحرير، بالرغم من أن تحريرها سيشكل تغييراً كبيراً في الموازين العسكرية على الأرض.
ويضيف: تخيل مثلاً أن الجيش اليمني وصل فرضة نهم وحررها في العام 2016م، ولا يفصله عن العاصمة صنعاء سوى كيلومترات قليلة، وبدل أن يتم رفد هذه الجبهة بالقطع الحربية الثقيلة والمقاتلين، عملت الإمارات على وقف تقدم الجيش هناك، ومنع وصوله إلى صنعاء. تسعى لامتصاص ثروات اليمنيين قدر الإمكان وليس الوقت مناسباً- بالنسبة لها – لتحرير البلاد من الحوثيين.
ويقول إدريس غالب، موظف في صنعاء: الإمارات دخلت بأطماع استعمارية الى اليمن وليس في أجنداتها دعم الشرعية وإنهاء الانقلاب على الجمهورية. منذ دخولها الأراضي اليمنية بدأت بالسيطرة على المطارات والمدن والموانئ وحقول النفط والغاز.. حتى أن الأمر وصل بها الى محاولة احتلال جزيرة سقطرى، في لحظة سوداء يسجلها التاريخ.
ويبقى التساؤل الكبير بعد كل ما سبق: هل يمكن أن يصدر قرار شجاع من قيادة السلطة الشرعية بطرد الإمارات وإنهاء خدماتها كطرف في التحالف العربي؟