تحاول وسائل اعلام اماراتية تجميل صورة مرتزقتها على الأرض اليمنية، عبر وسائل عدة، في محاولة للحد من الاحتقان الشعبي المتعاظم تجاههم في الآونة الأخيرة.
يأتي ذلك في وقت تشهد سياسات الإمارات في عدن وعدد من مدن الجنوب مجابهة مجتمعية واسعة، ورفضاً شعبياً غير مسبوق.
- الإمارات وسياسة الفوضى الشاملة
وخلال الثلاثة الأعوام السابقة أعطت الإمارات السلطة والتفويض الكامل لعملائها في عدد من مدن الجنوب، كقوات الحزام الأمني وقوات النخبة المنتشرة في عدد من المحافظات من بينها عدن وحضرموت وشبوة، بالإضافة الى قوات سلفية مسلحة، أبرزها جماعة أبو العباس بتعز، وذلك بغرض السيطرة على المدن المحررة وتحجيم أي دور للسلطة الشرعية في المحافظات المحررة.
وارتكبت القوات المسلحة المحلية المدعومة من الإمارات في الفترة الماضية عدداً هائلا من الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين أو الشخصيات السياسية، خاصة حزب الإصلاح، كما قتلت الكثير من المعارضين لنفوذ الإمارات وأدواتها، عبر فرق اغتيال محلية أو أجنبية.
هذا فضلاً عن اعتقال آلاف المعارضين السياسيين أو المواطنين المدنيين في معتقلات سرية، وتعريضهم للتعذيب الوحشي داخل السجون، وهو ما أكدته مرات عدة تقارير أصدرتها عدد من منظمات حقوق الإنسان الدولي.
ويرى مراقبون أن سياسة التنكيل بالمعارضين للتواجد الإماراتي في المدن اليمنية تهدف في الأساس الى بث الخوف والرعب في قلب كل من يحاول الوقوف ضد أجندات وأطماع أبوظبي في عدن وغيرها من مدن اليمن.
يقول صحفيون أن سياسة الرعب ليست الطريقة الوحيدة التي تستخدمها الإمارات لإسكات معارضيها، لكن هناك وسيلة “الفوضى الشاملة” في المحافظات المحررة، وهو منهج أخطر.
وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي أمين دبوان: تسعى الإمارات وعبر أدواتها في اليمن الى إحداث فوضى شاملة، بهدف وضع السلطة الشرعية أمام سيناريو صعب: مواجهة غضب الشعب نتيجة تردي الخدمات وانهيار الاقتصاد، وفي الأخير الإنقلاب على السلطة الشرعية عبر ذراع الإمارات السياسي (المجلس الانتقالي) وعبر ذراعها العسكري (قوات الحزام والنخبة).
وتابع القول: لا تملك الشرعية كثيراً من الخيارات لمواجهة هذا السيناريو، خاصة في ظل الانقلاب الحوثي وانشغال الشرعية بمواجهته عسكرياً.
- تبدل مفاجئ في المواقف
حتى أشهر قليلة ماضية كانت الإمارات تظن أنها بمعزل عن المساءلة عن كافة الانتهاكات والجرائم التي اقترفتها بحق اليمنيين، وأن نفوذها في مدن الجنوب مستقر.
لكن حدثت مستجدات قد تتسبب في قلب المشهد المحلي رأساً على عقب، خاصة في العاصمة المؤقتة عدن، حيث تسببت تقارير إعلامية غربية في فضح جرائم الإمارات، وأهمها التقرير الذي أصدره موقع “بز فيد” الأمريكي، والذي كشف فيه قيام الامارات باستئجار فريق اغتيالات محترف لتنفيذ عمليات في عدن.
كما تسببت الوقفات الاحتجاجية المتكررة لرابطة أمهات المعتقلين في سجون الإمارات بجذب انتباه الأوساط المحلية، الأمر الذي أدى الى إعادة تسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة للإماراتيين بحق اليمنيين.
ويرى الناشط السياسي سمير البيل أن خروج المعتقل ياسر الحسني من سجون الإمارات بعدن، شكل تطوراً مهماً في الأحداث، حيث أن المعلومات التي أفصح عنها، والتي تضمنت الأساليب الوحشية في التعذيب داخل السجون الإماراتية، أو استهداف القيادات السياسية والوطنية كالشيخ أحمد صالح العيسي، نائب مدير مكتب الرئاسة للشئون الاقتصادية ورئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم، تسببت في تزايد الغضب الشعبي ضد السياسات الإماراتية.
ويضيف البيل: بدأنا نرى خروج متظاهرين يخرجون الى الشوراع في عدن وغيرها من المدن تنديداً بسياسات الإمارات، أو للمطالبة بمحاكمة عدد من مرتزقتها مثل هاني بن بريك أو شلال شايع.
ويرى الصحفي أحمد عبدالرقيب أن الوعي المجتمعي في مدن لجنوب إزاء الخطر الإماراتي وفساد مرتزقتها قد يكتب فصل الخاتمة وإلى الأبد لأحلام أبوظبي في بسط سيطرتها على اليمن.