أكدت شقيقة “زكريا قاسم” المخفي قسرا في سجون الامارات بالعاصمة المؤقتة عدن أن مدير الأمن بالمحافظة “شلال شايع” أخبرهم بعد الاعتقال في يناير من العام الماضي أن زكريا معتقل لديهم، إلا أنه لم يُسمَح لهم بلقائه، لتبدأ بعدها حالة الإخفاء القسري.
وقالت “سهام قاسم” في كلمة ألقتها اليوم أمام المحتشدات في وقفة احتجاجية وتضامنية مع شقيقها المخفي قسرا زكريا قاسم -عضو المجلس المحلي في مديرية المعلا للدورة الانتخابية الماضية، ورئيس لجنة الخدمات في المجلس: سألنا عن زكريا في كل السجون التي نعرفها بعدن إلا أننا لم نجد له أثرا، ولا نعرف عن مصيره شيئا حتى اللحظة.
مضيفة في الوقفة التي احتشدت فيها النساء أمام منزل وزير الداخلية أحمد الميسري: “خرجنا اليوم في هذه التظاهرة لنجدد التأكيد على حقوقنا الإنسانية والقانونية، وعلى حقوق زكريا قاسم المخفي قسرا، ونجدد مطالبة رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ووزير الداخلية، ومدير أمن عدن، بالكشف عن مصيره والإفراج عنه وإنصافه، ونحملهم مسؤولية سلامته وحياته وما قد يلحق به من ضرر، والدعوة موصولة إلى جميع المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان للقيام بواجبها، المحلية منها والدولية، وفي مقدمتها المؤسسات المعنية بالأمم المتحدة”.
وأشارت في الكلمة التي ألقتها نيابة عن أسرتها، إلى الأخبار التي يجري تداولها منذ أيام عن وفاة شقيقها تحت التعذيب، والتي قالت إنها ضاعفت آلام والدتها وأسرتها، خاصة مع استمرار صمت الجهات المعنية “إلا أننا -وكلكم معنا- لا نستجدي أحدا، ولا نستعطف أحدا، وقد خرجنا اليوم في هذه التظاهرة لنجدد التأكيد على حقوقنا الإنسانية والقانونية”.
ووجهت خطابها للمتضامنين معهم ومع شقيقها التربوي المعروف زكريا قاسم، “وكل من بذل جهدا أو قال كلمةً في هذه القضية الإنسانية، من المؤسسات المعنية بالحريات وحقوق الإنسان، ومنتسبي مهنة الصحافة والإعلام والناشطين وكافة أفراد الرأي العام بلا استثناء”: “إذا كنتم تقومون بواجبكم نحو ما تؤمنون به من قيم الحرية ومبادئ حقوق الإنسان، فإن واجبنا أن نعبر لكم عن شكرنا وتقديرنا”. مضيفة: “ندين لكم بالعرفان، ونعلق عليكم أملنا في الاستمرار والمزيد حتى الكشف عن مصير الأستاذ زكريا قاسم وإطلاقه وكل المخفيين قسرا والمعتقلين بدون ذنب وبلا مسوغات وإجراءات قانونية”.
الوقفة الاحتجاجية التي رفع المشاركون فيها صور زكريا قاسم ولافتات تطالب بالكشف عن مصيره والإفراج الفوري عنه، تعد الثانية في عدن خلال أقل من أسبوع، في ظل تصاعد الاحتجاجات التي تدعوا لها أسر المعتقلين والمخفيين قسرا وفرع “رابطة أمهات المختطفين” في العاصمة المؤقتة عدن.