يبدأ المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، اليوم السبت، زيارة جديدة للمنطقة تشمل صنعاء والرياض، بحسب ما أكده الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة الذي أشار إلى أن جولة غريفيث الجديدة للمنطقة تندرج ضمن مشاوراته مع الأطراف اليمنية.
واشارت صحيفة العرب اللندنية ان ذلك يأتي في محاولة لإنقاذ جهود رئيس فريق المراقبين الأمميين في الحديدة الجنرال باتريك كاميرت،
وعن جدول زيارة المبعوث الأممي لصنعاء، قال البيان الإعلامي الصادر عن الأمم المتحدة إن غريفيث سيلتقي “قيادة المليشيات والجنرال باتريك كاميرت رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار، وليز غراندي منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية”.
وتأتي زيارة المبعوث الأممي للمنطقة في ظل فشل لجنة إعادة الانتشار المشتركة في تحقيق أي اختراق على الأرض، نتيجة لما أكدت مصادر مطلعة لـ”العرب” أنه إصرار من الحوثيين على تثبيت سياسة الأمر الواقع في الحديدة والاستفادة من وقف إطلاق النار لتعزيز تواجدهم في المدينة.
ولم تحرز سلسلة من اللقاءات بين ممثلي الحكومة الشرعية والميليشيات الحوثية في لجنة إعادة الانتشار أي تقدم يذكر، مع تشبث الحوثيين بالمضي قدما في خطواتهم الأحادية وعدم الالتزام بالبرنامج الزمني الذي تقدم به رئيس فريق المراقبين الأمميين والذي يتضمن خطة شاملة لإعادة انتشار القوات الحكومية وميليشيات الحوثيين وفتح ممرات إنسانية بين صنعاء والحديدة.
وأكد الصحافي والباحث السياسي اليمني سياف الغرباني في تصريح لـ”العرب” مغادرة كبير المراقبين الأمميين الجنرال باتريك كاميرت مدينة الحديدة، إلى صنعاء، عقب انتهاء اجتماع عقدته اللجنة الثلاثية المشتركة الخميس، من دون أيّ نتائج، مشيرا إلى أن وجود أمر يستحق التدقيق في ما يتعلق بموقف الحوثيين، في اللجنة الثلاثية المشتركة، من تنفيذ الجزئية الخاصة بمدينة وموانئ الحديدة في اتفاق السويد.
ووصف الغرباني الموقف الحوثي بأنه لعبة جديدة تأتي استكمالا لمهزلة الاستلام والتسليم التي قام بها الحوثيون قبل أيام في الميناء، ولم تخرج عن إطار ما يمكن تسميته “الابتزاز″ الحوثي للأمم المتحدة، مضيفا “تحاول الجماعة في الوقت بدل الضائع تعويض خسارة الموانئ بالاحتفاظ بتواجدها المسلح في الحديدة.”
ووفقا للغرباني فقد شهدت الاجتماعات الأخيرة للجنة إعادة الانتشار مشادات حقيقية بين ممثلي ميليشيا الحوثي، ورئيس اللجنة الجنرال باتريك كاميرت بعدما رفض الحوثيون البت في خطة إعادة انتشار القوات من الطرفين، حيث وجه ممثلو ميليشيا الحوثي اتهاما صريحا للجنرال باتريك بالانحياز إلى الفريق الحكومي، وتوعدوا بإخراج مسيرات في الحديدة. في حين امتنع كاميرت عن اتخاذ أي إجراءات، وطالب الفريق الحكومي بالمغادرة حتى إشعار آخر.
وتهدف جولة غريفيث وفقا لمصادر دبلوماسية مطلعة إلى الترتيب لعقد جولة جديدة من المشاورات بين الفرقاء اليمنيين أواخر يناير الجاري لاستكمال النقاش حول الجوانب الأكثر حساسية في الملف اليمني.
وقلل الباحث السياسي اليمني فيصل المجيدي من قدرة المبعوث الأممي إلى اليمن على تفادي الفشل المرتقب في ملف إعادة الانتشار في الحديدة بناء على اتفاقات السويد.
ورجح المجيدي في تصريح لـ”العرب” أن ترتكز جهود غريفيث في هذه الزيارة على استمرار الضغوط لتكرار جولة المفاوضات القادمة ومن ورائه الفاعلون الدوليون، دون أن يكون هناك أي تقدم في ملف تنفيذ اتفاقية ستوكهولم.
واعتبر المجيدي أن المسار الذي يتحرك فيه المبعوث الأممي سيقود إلى مشاورات ونقاشات عقيمة لن تنهي الأزمة بقدر ما ستطيلها، مشيرا إلى أن إنهاء الحرب يتعارض مع طموحات أطراف محلية على رأسها ميليشيا الحوثي وقيادتها التي تدير اقتصاد الحرب، بالإضافة إلى أطراف خارجية تستفيد من توريد السلاح، إلى جانب أطراف أخرى تعمل تحت الغطاء الإنساني أو ما تسمى بمنظمات الإغاثة التي تستلم مليارات الدولارات ولا يصل إلى الشعب اليمني المكلوم سوى الفتات.
وجدد التحالف العربي لدعم الشرعية اتهامه لميليشيا الحوثي باستمرار الخروقات لهدنة الحديدة مؤكدا أنه تم رصد أكثر من 20 انتهاكا حوثيا لاتفاق الحديدة خلال 24 ساعة فقط، تركزت في مناطق جنوب الحديدة مثل الدريهمي والتحيتا وحيس والفازة والجبلية والجاح.
ويعتقد مراقبون للشأن اليمني أن فشل اتفاقات السويد سيلقي بظلال ثقيلة على المسار السياسي للأزمة اليمنية برمته نتيجة تفاقم أزمة عدم الثقة بين الأطراف اليمنية وازدياد الأصوات التي ترى عدم جدوى السير قدما في تسوية سياسية لا يمكن تنفيذها على الأرض.