تستمر مشاورات السلام اليمنية في السويد لليوم الخامس على التوالي، وركزت المشاورات على ملف الأسرى وميناء الحديدة ومطار صنعاء وفتح الحصار عن محافظة تعز كملفات رئيسية، دون التطرق إلى إنهاء الصراع واعتبار الحوار بين سلطة شرعية وجماعة مسلحة انقلبت على شرعيتها، إضافة إلى محاولة تمديد المفاوضات إلى جولات قادمة يعتقد أن تقام في دولة الكويت.
مبادرة الحديدة:
اليوم الإثنين أطلق المبعوث الدولي إلى اليمن، مارتن غريفيث، مبادرة جديدة بخصوص مدينة الحديدة وميناءها وفك الحصار عن مدينة تعز، لإحداث اختراق في المفاوضات اليمنية المتعثرة التي تجري في السويد، بحسب مراقبين.
ونصت المبادرة على وقف شامل للعمليات العسكرية بما في ذلك إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة.
كما ضمت بنود المبادرة أيضا انسحاب متزامن لكافة الوحدات العسكرية والميليشيات إلى خارج مدينة الحديدة.
وبحسب وثيقة تم التأكد من صحتها فإن المبادرة نصت أيضا على تشكيل لجنة أمنية وعسكرية مشتركة بمشاركة الأمم المتحدة للإشراف على تنفيذ الترتيبات الأمنية.
وأعتبر مراقبون أن مبادرة المبعوث الأممي بخصوص الحديدة محاولة ذكية للالتفاف على القرار 2216 وخطوة أولى لتصفية مرجعيات الحل السياسي.
وسيطر الحوثيون على مدينة الحديدة، التي يعتبر ميناؤها شريانا حيويا تمر عبره غالبية الإمدادات الغذائية إلى اليمن، حين بسطوا سلطتهم على مساحات شاسعة من اليمن في 2014، ما تلاه تدخل سعودي على رأس تحالف عربي في 2015 دعما للحكومة المعترف بها دوليا.
ردود الحكومة:
بعد ساعات من الإعلان عن مبادرة الأمم المتحدة الخاصة بميناء الحديدة، جاء رد الحكومة اليمنية على لسان خالد اليماني وزير الخارجية، وصرح اليماني لوكالة رويترز أن الحكومة الشرعية لا تقبل بمهمة قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في مدينة الحديدة غربي اليمن.
وأكد أن مدينة الحديدة الساحلية ينبغي أن تكون تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا.
وقال اليماني، وهو أيضا رئيس وفد الحكومة في محادثات سلام مع مسلحي الحوثي في السويد، إن الحكومة مستعدة للقبول ببقاء عائدات ميناء الحديدة في فرع البنك المركزي بالمدينة.
ردود جماعة الحوثي
وفي السياق ذاته كشف مصدر مطلع، عن رفض وفد مسلحي الحوثي، لمبادرة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بشأن مدينة الحديدة.
ونقلت قناة الميادين عن مصدر مطلع رفض الوفد الحوثي مقترح المبعوث الأممي بشأن الحديدة وقدم ملاحظات على بنوده.
وقدم غريفيث مبادرتين لطرفي المشاورات بشأن تعز والحديدة أمس الأحد وهدد بكشف الطرف المعرقل إذا فشلت مشاورات السويد .
وتطالب الحكومة اليمنية، التي تشن هجومها باتجاه الميناء منذ أشهر، بانسحاب الحوثيين بشكل كامل من مدينة الحديدة لوقف حملتها العسكرية، وهو ما يرفضه هؤلاء.
وتهدد المعارك في الحديدة حركة الميناء في بلد قتل فيه نحو عشرة آلاف شخص معظمهم من المدنيين منذ بدء عمليات التحالف في 2015، في وقت يواجه نحو 14 مليونا من سكانه خطر المجاعة.
وبحسب مصدر في الأمم المتحدة، فإن مصير مدينة الحديدة هو البند الأكثر تعقيدا في محادثات السلام التي بدأت الخميس في ريمبو في السويد، وهي الأولى بين الحكومة اليمنية والحوثيين منذ 2016.