بقلم - وهيبة اليافعي
اصبح اليوم الناس ملهوفين بزينة الحياة الدنيا اصبحت عروسة بنظرهم بكامل شياكتها وزخرفتها منبهرين بجمالها الذي يزدان يومٌ بعد يوم اذا كان الأمر في طلبها لا يفوت منه شي يعمل كل الطرق ليحصل عليه مثلاً ليس معقول ينام ولا يذهب الى عمله سيعمل كل انواع الطرق ليصحى بينما تفوته الصلاة تلو الصلاة ولا يبالي مع انما الأولى تجارة مع البشر والثانية تجارة مع رب البشر سريعين لاعمال الدنيا متماطلين لاعمال الاخرة إلا اصحاب الهمة التي لا تفتر.
لان اعمال الدنيا اجرها سريع والأخرة مؤجل فتركوا المؤجل وركنوه على جنب حتى صار منسي عنه من كثرت الانشغال بترتيت وتنسيق الموجود الظاهر ارادوا السريع المبهر
منهم من حصل عليها وهذا بفضل من الله وليس بجهده لينظر كيف يعمل بما رزقه فقط ، فراح يغرف ويغرف ويتمتع ويشتري مالذ وطاب وهات ياسفريات للخارج وتباهي وغرور وكانه يقول ياأرض لا تنهدي ماعليكي قدي ولا يهتمي لما يحصل للمسلمين من جوع وعوز وفاقة حتى انهم يأكلوا ورق الشجر من الجوع واصبح الكثير هياكل عضمية والمترفين اصبحون دبابات تسير على الارض من كثرة لهف الاخضر واليابس
اصناف المأكولات وأكثرها ترمى بالقمامات وكانه لا يوجد جياع على الارض
على الاقل ياهذا استحي من المنعم الذي اعطاك
الذي يراك تبخل على المساكين وترميها في الزبايل
{ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ ۚ بَل لَّا يَشْعُرُونَ }
بل لا يعلمون أن إمدادي إياهم بما أمدّهم به من ذلك إنما هو إملاء واستدراج لهم
وماعلم هذا المتباهي المغرور انه مسكين وان الله يمتحنه في ضعفاء وفقراء المسلمين
{فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ}
فرح بمتع زائلة وستذهب من بين يديه عاجلا او اجلا وقد تكون عليه وبال
وحسرة انظر قول الله تعالى عن الدنيا👇
{مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا}
العاجلة هي الدنيا
فبالله اي متعة هذه يعقبها عذاب
فأنا لا امانع ان يكون للأنسان خير فيها ويطلبها
فهذا قصدي كما قال الله تعالى
وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}
طلب منا جل في علاه ان نعطي مما اعطانا وأكرمنا وتفضل علينا نريد بهذا العمل الأخرة
وقال جل شأنه ولا تنسى نصيبك من الدنيا
سبحان الله عبارة تذهل كل ذو عقل حكيم
وكأنا من كثرة الانفاق في سبيل الله وبما يرضي الله ننسى ان ندخر لأنفسنا والو القليل
ولكن وللأسف وياحسرتاه صار العكس نسينا الأخرة
وأخذنا نصيبنا كامل بالدنيا وماقدمنا للأخرة شي
{وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ }
يعني من يبخل هو الخسران اذا رجع للأخرة الذي جعلها اخر مطلبه رأها صفر
{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ }
وهذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن حب الدنيا عن الأخرة
قال -صلى الله عليه وسلم-: «من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة»
وادلة كثيرة من الكتاب والسنة عن ذم الدنيا
وقال الله تعالى: ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنعام:
الله يقول لنا افلا تعقلون افلا تتدبرون افلا تفهمون مايريده منا رب العالمين
اعقل ياأبن ادم دار الأخرة خير من الدنيا هي الباقية هي المستقر هي منتهى المطاف
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها) رواه الترمذي وحسنه الألباني.
فموضع سوط خير من هذه الدنيا التي نلهث في طلبها
فكيف بالجنة بأكملها
موضوع يريد منا حكمة وتفكر وتدبر
{يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}
من كان لبيب سيفهم ماذكرت وما جبت من ادلة
ومن كان غير ذلك سيمر مرور الكرام
لانه 👈وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ
سيفهما من هذه صفته من كان همه رضى ربه من كان همه الأخرة سيفهم ان الدنيا دار ممر وعمل للأخرة وجزاء على كل عمل
لا دار لهوٌ ولعب وتفاخر وتكاثر
هذا الصنف الاول
{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ}
وهذا الصنف الاخر
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ}
{فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}
فالكل يملاء ميزانه بما قدم في هذه الدنيا ان خيراً فخير وان شراً فشر
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ
بقلم ✍وهيبة اليافعي
ام حمزة