في تطور لافت لــ”الانتقالي”.. ماذا تُمثّل هتافات جنوب اليمن ضد السعودية وملكها؟

محرر 26 سبتمبر 2018
في تطور لافت لــ”الانتقالي”.. ماذا تُمثّل هتافات جنوب اليمن ضد السعودية وملكها؟

مثّل إطلاق متظاهرين خرجوا في محافظات بجنوبي اليمن، هتافات تهاجم العاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز، وتنعته بـ”العميل”، تطورا لافتا، في مواقف ما يسمى” المجلس الانتقالي الجنوبي”، المدعوم من دولة الإمارات، ثاني أكبر قوة في التحالف العسكري الذي تقوده المملكة.

وجاءت هذه المظاهرة بعد يوم واحد من دعوة “المجلس الانتقالي”، أنصاره للتصعيد الشعبي والبقاء على أهبة الاستعداد، ويؤكد أن خياراته مفتوحة، في أعقاب فشله في إقناع المبعوث الأممي إلى اليمن، “مارتن غريفيث” بالمشاركة في مشاورات “جنيف 3” المرتقبة بين الحكومة الشرعية والحوثيين.

ويأتي هذا التطور، وفق ما قرأه محللون، على وقع ارتفاع أسعار المواد الأساسية والوقود، جراء انهيار سعر العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، بسبب الأزمة في اليمن، التي زاد منها دور التحالف العربي في البلاد التي تعاني من أزمة سياسية وأمنية.

 

استغلال

من جهته، الصحفي والمحلل السياسي اليمني، فؤاد مسعد قال أن “قيادات المجلس الانتقالي استغلت حالة الاحتقان الشعبي بسبب تدهور الوضع المعيشي، بالتالي عملت على التصعيد ضد الحكومة الشرعية بهدف ابتزازها، ومحاولة لفت الانتباه لضرورة الاستماع له والشراكة في مفاوضات جنيف”.

وأضاف في حديث الخاص لـ”عربي21″، أن رفض مشاركة المجلس الجنوبي في المشاورات ضاعفت من احتقانه وتصعيده.

وأكد مسعد أن الهتاف ضد التحالف والسعودية، في مناطق تمثل الثقل الجماهيري لـ”لمجلس الانتقالي” “تعبير واضح من المجلس عن سخطه من استبعاده من مفاوضات جنيف، خاصة أنه وعد أنصاره بإنجازات خارجية، تتمثل في “لقاءاته بالمبعوث الأممي وبعض السفراء”.

ووفقا للصحفي اليمني، فإن مهاجمة المملكة السعودية وملكها، جاء بإيعاز إماراتي، بعد تجاهلها للمجلس الانتقالي، مشيرا إلى أن بيان المجلس الاثنين، الذي ظهر فيه ساخطا على الجميع بما فيهم المبعوث الأممي غريفيث، والرئيس هادي وحكومته.

وأشار إلى أن الاحتجاجات تركزت في هتافاتها ضد الملك سلمان والسعودية.

 

رسالة إماراتية

من جانبه، رأى الكاتب والمحلل السياسي، عبد الرقيب الهدياني، أن اندفاع المجلس الانتقالي الجنوبي، بالانخراط في التصعيد والاحتجاجات الساخطة ضد ارتفاع المواد الأساسية “اندفاع غير محسوب، وضعف خبرة سياسية، ناهيك عن سوء تقدير لقوتهم وشعبيتهم وقدرتهم على ضبط هذا الشارع”، وفق قوله.

وقال في حديث خاص لـ”عربي21” إن “هذا التحرك، أتى في غمرة الفشل الذي مني به قادة المجلس، سواء في حواراتهم مع السلطة الشرعية أو المبعوث الدولي، لبحث عن موضع قدم أو دور في المفاوضات المرتقبة”.

وبحسب الهدياني، فإن “المجلس الانتقالي، يعيش حالة من التيه، ولذلك، ظهروا بهذا الواقع، وهذه الهتافات ضد العاهل السعودي، قال إنها تضربهم سياسيا، لاسيما وأنها اطلقت في مهرجان ردفان والضالع، وهي مناطق تعد المعقل الوحيد والحقيقي لها”.

وأوضح السياسي اليمني أنه بالنظر إلى مجريات الأحداث في الساحة الجنوبية، من تمكين للنفوذ السعودي في جزيرة سقطرى (قبالة سواحل اليمن)، مرورا بمحافظة المهرة وحضرموت (شرقا) ، على حساب طموحات “أبوظبي”، فكل ذلك، وفقا للكاتب الهدياني، أدى إلى تنامي شعورها بأن نفوذها بات “مهددا وهشا”، وسط اتساع مساحة السخط الشعبي ضد سياساتها في الجنوب.

وذهب إلى أنه بسبب ذلك، أرادت أبو ظبي توجيه رسائل إلى المملكة السعودية، من مناطق تشكل الثقل الجماهيري لحلفائها في ردفان والضالع، عبر هتافات ضد التحالف، وفق قوله.

وقال الكاتب اليمني إن “السلطات الإماراتية ستحاول امتصاص أي ردة فعل سعودية، لكنها تعتقد أن الرسالة قد وصلت، وستستمر بهذا الأداء والتصعيد، لكنها ستتوالى خسائرها المحلية والاقليمية والدولية”، وفق تقديره.

 

خلاف سعودي إماراتي

من جانبه، أوضح رئيس مركز “يمنيون” للدراسات، فيصل علي، أن التطورات تأتي بعد الانهيار الأقتصادي الذي شهدته البلاد مؤخرا، كنوع من الاستغلال السياسي للأحداث ضد الشرعية.

وأضاف في حديث خاص لـ”عربي21″ أن ما يحدث في محافظات جنوب اليمن، يشير إلى “الخلل في أهداف ورؤى التحالف”، بل إن هناك خلافا سعوديا إماراتيا يظهر ويختفي بين الفينة والأخرى.

وأشار إلى إلى أن هناك تحريضا إماراتيا ضد هادي، وربما هذه الهتافات تقول للسعودية إن الرجل لم يحقق لكم الحب والاحترام في الجنوب.

واعتبر أن التطورات انعكاس لصراع النفوذ المحتدم بين الرياض وأبوظبي بخصوص السواحل والموانئ اليمنية وباب المندب (ممر الملاحة الدولية)، وهو سبب “العاصفة”، في إشارة إلى العملية العسكرية التي تقودها السعودية.

وقال رئيس مركز يمنيون للدراسات، إن الحرب تعود إلى أن طريق الحرير (الحزام والطريق التابع للصين)، لا يمر بموانئ الإمارات، وربما يمر بميناء جدة (السعودي) كميناء وحيد، بينما يمر طريق الحرير عبر (22) ميناء يمني من المهرة (شرقا) إلى ميدي (شمال غربي البلاد). لافتا إلى أن هذا الصراع هدفه “الحصول على حصة في المستقبل من خيرات هذا الطريق”.

وكانت مظاهرة في منطقة ردفان في محافظة لحج ومحافظة الضالع، معاقل المجلس الجنوبي (جنوبا) نظمها مؤيدوه، أمس الثلاثاء، هتفوا فيها ضد الملك سلمان، وتطالب برحيل التحالف من البلاد، وعلى الرغم مما ذهب إليه المتحدثون، إلا أن لافتات وهتافات كانت ضد حكام الإمارات أمس الثلاثاء.

*عربي21

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق