جهود المبعوث الأممي بين إحلال السلام وإطالة أمد الحرب

محرر 216 يوليو 2018
جهود المبعوث الأممي بين إحلال السلام وإطالة أمد الحرب

لم يمر على لقاء المبعوث الأممي مارتن غريفت بزعيم ميلشيا الإنقلاب سوى أيام حتى ظهر الحوثي في خطاب متلفز بمناسبة ما يسمى يوم الصرخة يحث جماعته وانصاره على الحشد والتوجه لجبهة الساحل الغربي.

وقال الحوثي مخاطباً أنصاره حول معركة الساحل الغربي بأن حجم المعركة هناك يتطلب المزيد من التحشيد، واستبق الحوثي نتائج مساعي المبعوث الأممي مارتن غريفت بالتنصل والرفض لأي حلول يمكن من شأنها تجنيب محافظة الحديدة الدمار قائلاً:  “لا تعويل في معركة الساحل على حلول سلمية”.

وتصر جماعة الحوثي المسلحة على استمرار الحرب، وسفك الدماء واستمرار التمرد على الدولة، وعدم الخضوع للقرارات الدولية، وعلى رأسها  قرار مجلس الأمن 2216، وبإعادة تموضعها وترتيب صفوفها مجدداً، وزراعة المزيد من حقول الألغام، وحشد عناصرها إلى الجبهات لمواجهة الجيش الوطني والمقاومة.

وجل هذه العناصر هم من صغار السن والأطفال المغرر بهم وهو ما أكده وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر بأن جماعة الحوثي جندت أكثر من 15 ألف طفل منذ انقلابها على الشرعية، في سبتمبر 2014، واستخدمتهم وقوداً لحربها العبثية..

رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي أكد للمبعوث الاممي في أكثر من مناسبة على أن السلام يجب أن يرتكز على المرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية والياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والقرارات الاممية ذات الصلة وفِي مقدمتها القرار 2216 وهو ما ترفضه جماعة الحوثي الانقلابية، وفي اللقاء الذي جمعهما مؤخراً في عدن أكد رئيس الجمهورية للمبعوث الأممي رغبته ورغبة الشعب اليمني ودول التحالف العربي للسلام التي لا يعي معناها ومفهومها الإنقلابيين الحوثيين ويستدعونها فقط ظاهرياً عند شعورهم بالتراجع والانكسار لكسب مزيداً من الوقت لزرع الألغام والدمار والتي تحصد الأبرياء من ابناء شعبنا اليمني.

وتحدث الرئيس هادي عن معاناة المواطنين بمحافظة الحديدة من ممارسات المليشيا الحوثية الايرانية وعبثها بالمساعدات الإنسانية وتهريب الأسلحة الإيرانية وتكريس موارد الميناء لإطالة أمد حربها على الشعب اليمني فضلا عن اعتداءاتها المتكررة على الملاحة الدولية وتهديد دول الجوار.

ويعد التدخل الإيراني من أهم معوقات إحلال السلام في اليمن، ولعل تصريحات وخطابات حسن نصر -احد أذرع ايران بالمنطقة- حين قال انه سيشعر بالفجر لو ان عناصر حزبه في اليمن وانه يتمنى ان يكون جنديا في مليشيات الحوثي تثبت الحضور القوي لإيران في اليمن كفكرة ومشروع وتمويل.

وزير الخارجية خالد اليماني قال أن ميليشيات حزب الله اللبناني تقوم بتدريب ميلشيا الحوثيين على الأعمال القتالية، لافتًا، في الوقت ذاته، إلى أن ميليشيات حزب الله تتدخل في اليمن وتشكل خطرًا على دول الجوار.

وأشار وزير الخارجية اليمني إلى أن إيران ستدفع ثمنًا باهظًا لتدخلاتها في اليمن والمنطقة.

وأكد على أن الحل المقبول في محافظة الحديدة يكمن في انسحاب الميليشيات الحوثية بشكل كامل من المحافظة.

وكيل وزارة الإعلام محمد قيزان قال إن ميليشيا الحوثي الانقلابية غير جادة في التزاماتها وأنها تتخذ من الحديث عن السلام فرصة لإعادة التموضع والتخندق لاستمرار حربها، بدليل تصريح زعيمها قبل أيام بالدعوة إلى الحشد لجبهة الساحل.

 وأشار قيزان لصحيفة ـ” عكاظ” بان هناك ضغوطات دولية من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي على الحوثيين والشرعية للعودة إلى المفاوضات لكن الأفق غير واضح”، مشددا  على أن السلام الدائم لن يأتي في حال بدأنا من مرحلة الصفر وإنما تحقيقه مبني على ما تم الاتفاق عليه في جنيف والكويت، وأن تكون المسألة الأمنية قبل السياسية.

وقال قيزان بأن الشرعية شريطة أن يلتزم الحوثي بالانسحاب وتسليم السلاح، لافتا إلى أن الشرعية لا تمانع في الإشراف الأممي المساعد في إدارة الميناء.

صحيفة الخليج الإمارتية قالت في وقت سابق بأن على المبعوث الأممي أن يزيل اللبس الحاصل بشأن طبيعة الحوار مع الحوثيين، مشيرة إلى أن الأصل هو إجبار الجماعة الحوثية على الانصياع لقرارات مجلس الأمن الدولي وليس الذهاب إلى حلول جزئية حسب تعبيرها وقالت الصحيفة أن تجزئة الحلول من شأنها أن تشجع الانقلابيين على حرف المفاوضات عن مسارها الصحيح باتجاه إطالة الأزمة، أملًا في الحصول على مكاسب سياسية من وراء هذا الموقف.

وأشارت الصحيفة إلى ان جماعة الحوثي الانقلابية قابلت الجهود المبذولة لإحلال السلام  بنوع من التعنت واسترخاص للأرواح بعد إقدامها على حفر الخنادق في الأحياء السكنية في الحديدة واتخذت من السكان المدنيين دروعًا بشرية وزرعت عشرات الآلاف من الألغام في المزارع والحقول والطرق وفجّرت المدارس وجنّدت الأطفال وسخّرت إيرادات البلاد لصالح مشروعها التدميري ما يؤكد النزعة الانتقامية لهذه الجماعة التي تجردت من كل القيم الإنسانية والوطنية.

وقالت إن على المبعوث الأممي أن يحمل للحوثيين وجهة نظر المجتمع الدولي القاضية بضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن، كما هي وأن تكون عملية إنهاء الانقلاب في أولوية المباحثات وليس البحث عن “خريطة طريق جديدة” لأن ذلك يكافئ الانقلابيين ويعيد الأزمة إلى نقطة الصفر.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق