تناول تقرير في وكالة إيرانية مستقبل العلاقات بين أنقرة وطهران بعد فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وحزبه العدالة والتنمية، في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت يوم 24 يونيو/ حزيران الماضي.
وأشارت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء، إلى أنه مع فوز الرئيس التركي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، دخلت تركيا عهداً جديداً داخلياً واقليمياً، يحمل تغيرات جديدة للنظام السياسي الحاكم في البلاد.
وبحسب الوكالة، يرى مراقبون أنه وبالنظر لتعزيز قدرات وتوسيع دائرة صلاحيات رئيس الجمهورية في النظام السياسي الجديد في تركيا، يبدو أن انقرة مقبلة على نوع من الاستقرار السياسي الداخلي والإقليمي، مما سيجعلها تلعب دوراً أكثر تأثيراً في المستقبل.
وقال نائب رئيس مركز الدراسات الإيرانية في أنقرة ” حقي أويغور”، في تعليق على التنبؤات والتوقعات التي كشفت عنها بعض مؤسسات الاستطلاع، إن استطلاعات أغلب هذه المؤسسات أشارت إلى أن أردوغان سيحصل على أكثر من 50% من الأصوات في الدور الأول.
وأضاف أيغور: “لقد صرحت بذلك مراراً في البرامج التلفزيونية قبل الانتخابات، ولقد تمكن (أردوغان) من الحصول على 52% من الأصوات”.
واعتبر أويغور أن الأمر لم يكن خارج التوقعات ولا غرابة فيه، بعض مؤسسات الاستطلاع ربما أخطأت في توقعاتها، الأمر طبيعي بالكامل وفوارق التوقعات كانت بسيطة ما بين 2 أو 3 بالمائة.
وحول العلاقات المستقبلية بين طهران وأنقرة، علق نائب رئيس مركز الدراسات الإيرانية في أنقرة، قائلاً: “العلاقات بين ايران وتركيا تأخذ منحى مستقرا بعيداً عن الأنظمة السياسية الحاكمة في البلدين، ولذلك لن تطرأ تغيرات هامة على هذه العلاقات”.
وأكّد أنه “بالنظر إلى أن ايران هي المصدر الرئيسي للطاقة بالنسبة لتركيا، فأن البلدين هما شريكان اقتصاديان، ويمكن القول أن الضغوطات التي يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إيران ستولد ضغوطات على تركيا يضاً”.
وحول تأثير السياسات التركية تجاه سوريا بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، رأى أويغور أنه يتوقع أن تحدث تغيرات على صعيد السياسات التركية تجاه الملف السوري، فالأزمة السورية خرجت منذ مدة من المجال الإقليمي إلى المجال الدولي، وحلها يكمن فقط بمشاركة أمريكا وروسيا.
وأضاف أن تأمين الحدود التركية ونزع سلاح حزب العمال الكردستاني (PKK) في المنطقة من أولويات أنقرة المقبلة والتي تأتي في سياق الحديث عن سوريا.
وعن تقييمه للعلاقات التركية مع أوروبا وأمريكا بعد صعود قوة أردوغان مقارنة بالفترة السابقة، أوضح نائب رئيس مركز الدراسات الإيرانية في أنقرة أنه من المتوقع أن تشهد العلاقات بين تركيا وأوروبا نوعاً من الهدوء، فالمشاكل ليست من مصلحة الطرفين، وبالمقارنة مع الأزمات الكبرى في المنطقة فأنه من المتوقع أن يحل الطرفان المشاكل الصغيرة العالقة.
وحول تأثير نتائج الانتخابات الأخيرة على الاقتصاد التركي بالبعدين الداخلي والدولي رأى أويغور أن الاستقرار الذي سيترافق مع المرحلة المستقبلية سيزيد من مكانة تركيا عالمياً.
وأضاف أن الحكومة الحالية ستنفذ بشكل أسرع الاصلاحات البنيوية التي وعدت بها خلال الانتخابات، كرفع مستوى الوضع الاقتصادي الجيد الموجود وتحقيق نمو اقتصادي يصل إلى 7.4% وتسجيل رقم قياسي في الدخل السياحي.