على امتداد الشوارع الرئيسية رفعت مليشيا الحوثي ملصقات ولافتات ولوحات كبيرة تظهر فيها صور الصريع حسين الحوثي في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين وذلك في ذكرى هلاكه الرابعة عشر والذي يصادف التقويم الهجري الــ 26 من رجب حيث بدى لافتا هذه المرة من خلال العبارة التي كتبت بجوار صورة الصريع الحوثي المؤسس “قرين القرآن”.
وعلى الرغم أن الصريع حسين الحوثي قد قتل في الــ 10 من سبتمبر 2004 إلا أن ذكرى مصرعه التي جاءت بعد خمسة أشهر من الان يكشف أن الجماعة المحترفة في الدجل والتزوير تحاول كتابة أخرى للتاريخ وذلك وفقا لما يتناسب مع مصالحها.
حيث نظمت مليشيا الحوثي عددا من الفعاليات والندوات المختلفة في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات الخاضعة لسيطرتها وانفقت عليها ملايين الريالات من الأموال العامة التي استولت عليها وحولتها الى ملكية خاصة قُدرت في احتفالهم في ذكرى الصريع الرابعة عشر أكثر من 250 مليون ريال من خزينة أمانة العاصمة صنعاء فقط.
وبحسب مراقبين فان المليشيا الحوثية تحاول من خلال هذه الاحتفالات وهذا البذخ والدعايات الاعلامية الكبيرة التي لاقت سخرية كبيرة من قبل المواطنين الى محاولة إعادة رسم صياغة المجتمع عقائديا وسياسيا وثقافيا واجتماعيا ونفسيا بما يتناسب مع هيمنة سلالة البطنين على الحكم وذلك لن يكون إلا بإجراءات تقدس رموز الجماعة وتقرنهم بالقران بعد ان وصفته قبل عامين بالقران الناطق.
ليست هذه هي الوسيلة الوحيدة للتزوير والتخريف والتجهيل بل امتدت لتشمل تسريح المعلمين من المدارس وإشغال الناس بمتطلبات الحياة اليومية لتتفرغ الى صياغة المناهج الدراسية ما يؤدي الى تقديس سلالة الإمامة وتغيير برامج ومقررات الثقافة الاسلامية في جامعة صنعاء لذات الغرض تنفيذا لخبرات واستشارات ايرانية.
وفي الوقت الذي لا تزال فيه مرتبات الموظفين منقطعة لعام ونصف على التوالي وانعدام الغاز والكهرباء وارتفاع أسعار المشتقات النفطية والمواد والسلع الأساسية والغذائية وارتفاع أعداد حالات الفقر والجوع الى مستويات قياسية تقوم المليشيات بإنفاق أموال الدولة لمثل هكذا برامج وفعاليات طائفية وسط تساؤلات عن مدى استحقار هذه المليشيات في التعامل مع المواطنين والموظفين في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم.
بيد أن هذا الشعب لن يدم صبره طويلا وستأتي اللحظة المناسبة لكي يقتص من هذه العصابة التي أذاقت الشعب ويلات العذاب إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب.