قال نائب الرئيس الفريق الركن علي محسن صالح أن ثورة الشباب السلمية (11 فبراير) شملت واحتضنت كل اليمنيين بجميع أطيافهم من شرق الوطن إلى غربه ومن جنوبه إلى شماله وكل أحرار اليمن في الداخل والخارج وحملت مشعل الحرية والكرامة والنور وجددت أهداف ثوراتنا المجيدة سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر.
جاء ذلك في برقية رفعها الى الرئيس عبد ربه منصور هادي بمناسبة الذكرى السابعة لثورة الشباب السلمية التي اطاحت بنظام الرئيس الراحل علي عبد الله صالح.
وقال نائب الرئيس “لقد فتحت الثورة السلمية الباب على مصراعيه لكل الأصوات، وفتحت الساحات لكل الفعاليات التي تنشد التغيير، ومهدت الطريق أمام إنجاز حلم اليمنيين في بناء دولة المواطنة المتساوية على أسس تشاركية سليمة من خلال الحوار الوطني الذي استمر قرابة عام، لكن قوى الثورة المضادة المتربصة كشرت عن أنيابها وانقلبت على السلطة الشرعية وعلى كل المرجعيات المتفق عليها”.
وأشار نائب الرئيس في البرقية إلى ما شهدته هذه الفترة من أحداث ومحاولات لعرقلة مسيرة اليمنيين في التغيير والبناء، بالانقلاب على الشرعية وعلى كل ما توافقت عليه المكونات السياسية والمجتمعية، منوهاً إلى الأهداف النبيلة التي قامت عليها ثورة فبراير والرامية إلى تحقيق تطلعات أبناء الشعب في الأمن والاستقرار والعيش الكريم في ظلال دولة اتحادية مكونة من ستة أقاليم أجمع عليا اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني.
وثمن عالياً الدور الأخوي والتاريخي لدول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمة تلك الدول المملكة العربية السعودية الشقيقة حين أيدت الدول جميعها وبدعم المجتمع الدولي رغبة اليمنيين الجامحة في التغيير والبناء وتقدمت ورعت توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي تعني بالانتقال السلمي والسلس للسلطة، كما تقدمت المملكة الصفوف كقائدٍ للتحالف حين ارتأت التفافاً على خيار اليمنيين ودفعت الغالي والنفيس وامتزجت دماء رجالها المخلصين بدماء أبطالنا الميامين.
نص البرقية:
فخامة الأخ/ عبدربه منصور هادي
رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظكم الله ورعاكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أرفع لفخامتكم ولأبناء شعبنا اليمني المناضل أزكى التهاني وأطيب الأمنيات بمناسبة الذكرى السابعة لثورة الحادي عشر من فبراير الشبابية الشعبية السلمية والتي تأتي في ظل متغيرات كثيرة وجهود كبيرة تبذلونها وخلفكم كل اليمنيين لاستعادة الدولة وتثبيت دعائم الجمهورية وتحقيق مطالب التغيير.
فخامة الرئيس: إن هذه الفترة التي امتدت منذ بدء ثورة الحادي عشر من فبراير الشبابية الشعبية السلمية العظيمة إلى اليوم.. بما فيها وما اكتنفها من أحداث.. كانت كفيلة لتؤكد مجدداً بأن اليمني حرٌ، وبأن اليمنية مكافحة، وبأن اليمن غالٍ وكبير وفوق الجميع.
وتلك الفترة -أيضاً – أتاحت لجيل سبتمبر وأكتوبر أن يروا بأم أعينهم كم هو الإماميّ متربص وكم هي الإمامة خصمٌ لدودٌ لليمن واليمنيين، وكم هو الاستبداد حليف للكهنوت، وكم هي الطائفية البغيضة خطيرة على الشعب اليمني.
وما أعظم ثورة 11 فبراير الشعبية السلمية النزيهة التي شملت واحتضنت كل اليمنيين بجميع أطيافهم من شرق الوطن إلى غربه ومن جنوبه إلى شماله وكل أحرار اليمن في الداخل والخارج وحملت مشعل الحرية والكرامة والنور وجددت أهداف ثوراتنا المجيدة سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر.
لقد فتحت الثورة السلمية الباب على مصراعيه لكل الأصوات، وفتحت الساحات لكل الفعاليات التي تنشد التغيير، ومهدت الطريق أمام إنجاز حلم اليمنيين في بناء دولة المواطنة المتساوية على أسس تشاركية سليمة من خلال الحوار الوطني الذي استمر قرابة عام، لكن قوى الثورة المضادة المتربصة كشرت عن أنيابها وانقلبت على السلطة الشرعية وعلى كل المرجعيات المتفق عليها.
فخامة الاخ الرئيس: لقد جاءت ثورة فبراير بالمبادرة الخليجية التي بموجبها توافق اليمنيون بكل أطيافهم السياسية والحزبية وبدعم غير مسبوق من الأشقاء في الإقليم والعالم، للانتقال الى يمن اتحادي جديد يحقق اهداف وتطلعات ابناء الشعب اليمني العظيم.
وقد كان للأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي دور عظيم سيدوَّن في صفحات التاريخ كموقف ناصعٌ وأصيل، وفي مقدمة تلك الدول أرض الحرمين مملكة الخير والعطاء المملكة العربية السعودية الشقيقة ، حين أيدت الدول جميعها وبدعم المجتمع الدولي، رغبة اليمنيين الجامحة في التغيير والبناء التي عبرت عنها ثورة ال11 من فبراير المجيدة، وتقدمت ورعت توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي تعني بالانتقال السلمي والسلس للسلطة، كما تقدمت المملكة الصفوف كقائدٍ للتحالف حين ارتأت التفافاً على خيار اليمنيين وعلى ما اتفقت عليه الأطياف السياسية والمجتمعية، فدفعت الغالي والنفيس وامتزجت دماء رجالها المخلصين بدماء أبطالنا الميامين، حرصاً منها على مساندتنا في صون الهوية اليمنية وحمايتها، وألا تعود اليمن إلى الوراء أو تسقط في وحل التآمر الإيراني الطائفي والعنصري البغيض.
لقد أثبتت القوات المسلحة وفي مقدمتهم أولئك الكوكبة الذين أعلنوا تأييدهم ودعمهم السلمي لمطالب التغيير في مارس من العام 2011، أنهم بحق جيل سبتمبر وأكتوبر وأنهم أوفياء لعهودهم وقسمهم العسكري بالرغم من حملات التشويه والاستهداف التي طالتهم، فوقفوا وقفة الأباه في وجه ميليشيا الانقلاب ومنهم من ارتقت روحه الطاهرة إلى بارئها راضية مرضية، في حين لا يزال البقية منهم يرابطون بثباتٍ في مواقعهم دون تهاون أو تقصير، فالتحايا لكل أولئك المرابطين في الجبهات المدافعين عن مكتسبات اليمن الوطنية وعن حلم أبنائه وتضحياتهم.
ويجب التنويه بأن المبادئ والقيم لم تكن يوماً ما حكراً على أحد، فكما أن دائرة سبتمبر ومناصريها اتسعت وتتسع فإن مؤيدي الشرعية، التي هي أحد نتاج 11 فبراير المجيد، تزيد يوماً بعد آخر مقابل تهاوي صفوف الانقلابيين واستكمال تحرير البلاد من الأيادي الإيرانية المتمثلة في ميليشيا الانقلاب الحوثية.
وأجدها فرصةً لدعوة أبناء شعبنا اليمني بكل أطيافه وقواه المختلفة، وفي مقدمتهم من تبقى من مُنتسبي القوات المسلحة والأمن الذين اضطُهدوا وصُودرت رواتبهم ونُهبت معسكراتهم وأسلحتهم وجُرّدوا من أعمالهم ووظائفهم، بأن يُبادروا لتلبية نداء الواجب ولاستعادة الدولة التي تضمن كرامتهم ومستقبل أبنائهم، فالأبواب مفتوحة أمام الجميع لنيل شرف مساندة الدولة وترسيخ دعائم الجمهورية تحت قيادة الشرعية.
وبهذه المناسبة العظيمة يطيب لي أن أحيي كل أحرار اليمن رجالاً ونساءً، شباباً وشيوخاً، لوقفتهم الشجاعة إلى جوار القوات المسلحة لاستكمال مهمة تحرير البلاد.
المجد والرحمة لشهدائنا شهداء سبتمبر وأكتوبر وفبراير والمدافعين عن الشرعية..
والتحايا لجيل ثورة فبراير وشبابها المناضل وكل أطياف الشعب اليمني.. والنصر لليمن الاتحادي والخلود للشهداء الأبطال..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الفريق الركن/ علي محسن صالح
نائب رئيس الجمهورية.