عقد علماء ودعاة اليمن صباح الخميس 9 فبراير، مؤتمراً جامعاً في محافظة مأرب دعوا فيه الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والقيادات المجتمعية وسائر أبناء الشعب اليمني إلى الالتفاف حول الشرعية لاستكمال إسقاط إنقلاب ميليشيا الحوثي وبناء الدولة الحديثة القائمة على الدستور والقانون وفق الشريعة الإسلامية والمواثيق الدولية العادلة.
وأكدوا في البيان الصادر عن المؤتمر، على وجوب الاصطفاف الوطني خلف الشرعية وتحذيرهم من كل الكيانات والمليشيات الخارجة عنها والمتمردة على قراراتها والساعية لتمزيق البلد مهما كانت مسمياتها .. مشددين على ضرورة رصّ الصفوف وجمع الكلمة والاعتصام بحبل الله تعالى ، والابتعاد عن المشاريع الضيّقة والأفكار الهدّامة والعصبيات المناطقية والطائفية، وتجنب كل ما يفضي إلى الخلاف والتنازع .
كما أكد البيان تجريم المشاركين لما تمارسه المليشيات الحوثية من انتهاكات، وتحمّيلهم كامل المسؤولية فيما آلت إليه البلاد من أوضاع مأساوية .. لافتين إلى حرمة القتال مع ميليشيا الحوثي ومساندته في عدوانه على أبناء الشعب اليمني بأي نوع من أنواع المساندة.
وجرّم البيان اغتيال العلماء والخطباء والدعاة والعسكريين والإعلاميين وكافة الأبرياء باعتبارها دماء معصومة .. داعياً الدولة إلى حمايتهم والتحقيق في الجرائم السابقة.
كما دعا البيان الحكومة إلى القيام بواجباتها الشرعية والدستورية في استعادة مؤسسات الدولة وأسلحة الجيش المغتصبة، ودعم جبهات القتال القائمة وبسط نفوذ الدولة في المناطق المحررة ، وتقديم كافة الخدمات اللازمة واستكمال تحرير كامل الوطن وتحقيق مطالب الشعب اليمني والتنسيق مع التحالف العربي والمجتمع الدولي لسرعة إعمار ما دمرته الحرب .. مثمناً جهود المملكة العربية السعودية والتحالف المبذولة في هذا الجانب ودعمه للشرعية والشعب اليمني الذي جاء استجابة لنداء الشرعية ونتيجة الانقلاب المشؤوم .
كما ثمن البيان عالياً التضحيات والبطولات التي يسطرها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المرابطين في كافة الجبهات في سبيل الله حمايةً للوطن والمكتسبات في ظل هذه الظروف القاسية .. مؤكداً على وجوب العمل الجاد على مقاومة التدخل الإيراني ، في اليمن والمنطقة الذي تسبب في كل ما حصل ولا يزال، والعمل على إرساء فكرٍ وسطيٍ جامعٍ نابعٍ من نصوص الكتاب والسنة رافضاً للتطرف والغلو مراعياً عادات وأعراف البلد بما يحقق التوافق بين كل أبناء اليمن.
وأكد البيان رفض المشاركين لكل المحاولات الرامية لتغيير المناهج التعليمية والتشكيك في الثوابت العقدية .. داعياً كافة المنابر الدعوية والمؤسسات التعليمية والإعلامية وكل أبناء الشعب اليمني إلى التصدي لذلك وتفعيل ميثاق العمل الدعوي بين علماء ودعاة اليمن وتجسيده في ارض الواقع .
وأعرب البيان عن إدانة المشاركين للقرار الظالم الذي يهدف إلى تغيير هوية المسجد الأقصى .. مؤكداً على أنّ فلسطين وعاصمتها القدس الشريف جزءٌ لا يتجزأ من الأمة العربية والإسلامية وأنّ القضية الفلسطينية هي قضية المسلمين الأولى .
واستعرض المؤتمر الذي شارك فيه وزارة الأوقاف والإرشاد وهيئة علماء اليمن وبرنامج التواصل مع علماء اليمن ودائرة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة، ما آلت إليه الأوضاع المأساوية في عموم اليمن بسبب الانقلاب الظالم المشؤوم على الشرعية الدستورية والثوابت الوطنية وتنكره للواجبات الشرعية والحقوق المرعية .