رفض وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي بـ”شدة”، دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل مثلما فعلت واشنطن.
جاء ذلك خلال اجتماع ممثلي دول الاتحاد الأوروبي مع نتنياهو، في العاصمة البلجيكية بروكسل، الإثنين 11 ديسمبر/كانون الأول 2017، الذي تم عقده بدعوة من الأخير، وبدعم من وزير خارجية ليتوانيا ليناس لينكوفيتشيوس، بحسب صحيفة “ذا غارديان” البريطانية.
ويأتي الاجتماع في إطار جولة لنتنياهو بأوروبا، بدأها في باريس، أمس، لجمع التأييد لخطوة الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وحث نتنياهو حلفاءه في أوروبا على الانضمام للولايات المتحدة في اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال نتنياهو خلال أول زيارة له على الإطلاق لمقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل إن الخطوة التي أقدم عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجعل السلام في الشرق الأوسط ممكنا “لأن الاعتراف بالواقع هو جوهر السلام وأساسه”.
لم يؤيده أحد
وبعد اجتماع على الإفطار بين نتنياهو ووزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قالت وزيرة خارجية السويد إن ما من أوروبي واحد في الاجتماع المغلق أبدى تأييده لقرار ترامب وما من دولة يرجح أن تحذو حذو الولايات المتحدة في إعلان اعتزامها نقل سفارتها.
وقالت الوزيرة مارجو ولستورم للصحفيين “لا أعتقد أن أياً من دول الاتحاد الأوروبي ستفعل ذلك”.
وأكد العديد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لدى وصولهم للاجتماع مجدداً موقف الاتحاد القائل بأن الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، ومنها الضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان، ليست جزءً من الحدود الدولية المعترف بها لإسرائيل.
وأعلن ترامب الأربعاء الماضي أن الولايات المتحدة ستعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل في خروج عن السياسة الأميركية المتبعة منذ عشرات السنين وعن الإجماع الدولي على ضرورة تحديد وضع المدينة القديمة من خلال المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين.
وتعتبر إسرائيل، التي ضمت القدس الشرقية بعد احتلالها في حرب عام 1967، المدينة بشطريها عاصمة لها. ويريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة في المستقبل.
ملتزمون بحل الدولتين
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، في تصريحات صحفية اليوم، إنّ “الاتحاد سيواصل الالتزام بحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، إضافة إلى توافق الآراء الدولية بشأن القدس”، وفق المصدر ذاته.
وأدلت موغيريني بتصريحاتها رداً على تأكيد نتنياهو قبل بدء اجتماع الوزراء الأوروبيين، على أن “قرار ترامب سيسهم في عملية السلام في الشرق الأوسط”.
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، إنَّ الاتحاد الأوروبي لن يقدم “شيكاً على بياض لخطة ترامب غير المرئية للسلام”.
وفي تصريحات صحفية على هامش مؤتمر وزراء الخارجية الأوروبيين، حثَّ لودريان واشنطن “للكشف عما يتم إعداده بواسطة جاسون غرينبلات، مبعوث ترامب لدى الشرق الأوسط، وجاريد كوشنر، صهره وكبير مستشاريه”.
وفي وقت سابق اليوم، ألغى وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل، حضوره اجتماع ممثلي دول الاتحاد الأوروبي مع نتنياهو.
وتعد زيارة نتنياهو للاتحاد الأوروبي، الأولى من رئيس وزراء إسرائيلي إلى الاتحاد منذ 22 عاماً، وفق “ذا غارديان”.
المجر: لن نغير سياستنا
وقال رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، اليوم، إن بلاده لا تخطط لنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس، وإن سياسة حكومته بالنسبة للشرق الأوسط لم تتغير.
وجاء في تسجيل صوتي نشرته قناة (هير.تي.في) التلفزيونية الخاصة، على موقعها الإلكتروني، أن أوربان قال للصحفيين رداً على سؤال في البرلمان “لم يُطرح هذا (الخيار)”.
وأضاف أوربان: “لا ترى المجر سبباً لتغيير سياستها الخاصة بالشرق الأوسط”.
وتابع قائلاً دون تفصيل: “سنواصل انتهاج سياساتنا المتَّزنة التي كنا نتبعها”.
وكانت المجر منعت، يوم الجمعة، صدور بيان كان مخططاً أن تُصدره حكومات الاتحاد الأوروبي رداً على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، وقالت وزارة الخارجية إنها تفضل حلاً في الشرق الأوسط يتم التوصل إليه من خلال التفاوض.
والأربعاء الماضي، أعلن ترامب اعتراف بلاده رسمياً بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة.
ويشمل قرار ترامب الشطر الشرقي من القدس، الذي احتلته إسرائيل عام 1967، وهي خطوة لم تسبقه إليها أي دولة.
وأدى القرار إلى موجة كبيرة من الإدانات على مختلف الأصعدة، لا سيما من قبل الدول العربية والإسلامية.
*هاف بوست عربي