يعد ميناء الزيت في البريقة ، أحدُ أبرز المنشآت الحيوية في العاصمة المؤقتة عدن، وسقط صبيحة اليوم الجمعة بيد قوات الحزام الأمني التابعة لدولة الإمارات، وذلك بعد اشتباكات عنيفة خاضتها مع قوات تابعة للواء الرابع حرس منشآت والمكلفة فعليا بتأمين ميناء الزيت، وخسرت مالا يقل عن ثلاثة من جنودها إثر تلك الاشتباكات.
طائرات الاباتشي التابعة للقوات الإماراتية – المشاركة ضمن عمليات التحالف العربي- كانت حاضرة في تلك المواجهات وكان لها الفضل في حسمها لصالح قوات الحزام الأمني، فقد حلقت فوق مواقع اللواء الرابع على علو منخفض فوق مواقع جنود اللواء الرابع المحسوب على المنطقة الرابعة، لتفزع الجنود وترعبهم قبل أن تطلق الأعيرة النارية المتوسطة من رشاشاتها باتجاههم ، ليجدوا أنفسهم بعد ذلك محاصرين وليس أمامهم سوى الانسحاب، فالمنطقة العسكرية الرابعة التي يتبعونها لم ترسل لهم أي تعزيزات، مثلما انها أيضا لم تصدر لهم أيّةَ أوامر بتسليم مواقعهم لقوات الحزام الأمني، حسبما أكدته مصادر عسكرية رفيعة المستوى.
ولم تكن المواجهات التي شهدها ميناء الزيت بالبريقة الأولى من نوعها، فقد شهدت العاصمة المؤقتة عدن خلال الفترة الماضية، عدة وقائع مشابهة سيطرت خلالها قوات الحزام الأمني التابعة لدولة الإمارات وبإسناد من طائراتها الحربية والعمودية على عدة مواقع عسكرية ومنشآت حيوية كانت قوات الشرعية مسيطرةً عليها، لعل أبرزها ما شهدهآ مطار عدن الدولي، والمدخل الشرقي لعدن المحاذي لمحافظة أبين.
وبسقوط ميناء الزيت بيد قوات الحزام الأمني والتي تعد الذراع العسكري لدولة الإمارات في عدن ومحافظتي لحج وأبين المجاورتين، تكون الشرعية قد جُردت من منشآتها الحيوية حيث طُردت منها قواتها، فمطار عدن الدولي، وميناء المعلا، وميناء الحاويات، ومداخل عدن الشمالية والشرقية وعدد آخر من المواقع العسكرية المهمة والحساسة أصبحت تحت سيطرة قوات الحزام الأمني.
وبعد ساعات من حسم المواجهات وسيطرة قوات الحزام الأمني على الميناء والحواجز الأمنية المؤدية إليه، ما يزال التوتر سائدا في المنطقة حسبما أكدته مصادر محلية، فقد نشرت قوات اللواء الرابع حماية منشآت العشرات من الجنود المدعومين بأطقم عسكرية، وهو ما يشير إلى عودة مرتقبة للاشتباكات.
وذكرت مصادر أمنية تحدثت لـ”الموقع بوست” بأن الوساطات ما تزال مستمرة لإيقاف التوتر القائم بين قوات الحزام الأمني والتي تقول بأن لديها أوامر من عمليات التحالف العربي – الذي تديره الإمارات في عدن – تقضي باستلام ميناء الزيت من قوات اللواء الرابع حماية منشآت، والذي أكدت قيادته بأنها لن تسلم أي موقع إلا بأوامر صريحة من قيادة الشرعية ممثلة بقائد المنطقة الرابعة اللواء فضل حسن.
وتكشف هذه الواقعة مدى الهوة التي تتسع يوما بعد آخر بين الشرعية من جهة ودولة الإمارات من جهة أخرى، حيث تعمد الأخيرة إلى إضعاف دور الشرعية وتحجيمه ولو استدعى ذلك استخدام القوة العسكرية، في تناقض فاضح كونها تعد ثاني قوة مشاركة ضمن عمليات التحالف العربي، والذي جاء بحسب الأهداف المعلنة لدعم الشرعية التي انقلبت عليها ميليشيا الحوثيين والمخلوع صالح.
ما بدا لافتا أن هذه المعركة تجري ولم تحرك دول التحالف العربي خاصة المملكة العربية السعودية ساكناً، كما لم يصدر عن رئاسة الجمهورية والحكومة أي ردود فعل تجاه الأمر.
*الموقع بوست