في خطوة تُعتبر الأولى من نوعها، يشارك منتخب اليمن الوطني لكرة القدم لذوي البتر في تصفيات كأس آسيا، التي تستضيفها العاصمة الإندونيسية جاكرتا خلال الفترة من 9 إلى 15 نوفمبر الجاري.
هذه المشاركة تأتي كأول ظهور خارجي للمنتخب، الذي تأسس مؤخرًا بمبادرة من شباب يمنيين فقدوا أطرافهم بسبب الحرب.
يتكون الفريق من 15 لاعبًا، جميعهم من مبتوري الأطراف، حيث سيخوضون مبارياتهم الأولى ضمن مجموعة تضم منتخبات أوزبكستان واليابان وماليزيا وإيران. وتأتي هذه التصفيات كخطوة أولى نحو التأهل لنهائيات كأس العالم لذوي البتر، المقرر إقامتها في كوستاريكا عام 2026.
تحديات كبيرة وإرادة أقوى
يقول الكابتن نبيل مكرم، مدرب المنتخب، إن الاستعدادات للمشاركة كانت متواضعة بسبب الظروف الصعبة في اليمن، لكن إصرار اللاعبين كان العامل الأكبر في تجاوز العقبات. وأضاف أن المعسكرات التدريبية شملت تدريبات مكثفة في الساحل الغربي لليمن، رغم نقص الإمكانيات.
جهاد البريهي، أحد مؤسسي المنتخب، والذي فقد ساقه بسبب انفجار لغم أرضي في تعز، أكد أن الفكرة بدأت عندما شاهد مقاطع مصورة لرياضيين من ذوي الإعاقة يمارسون كرة القدم. وقال: “قررنا ألا نستسلم، وأن نثبت أن الإعاقة ليست نهاية الطريق”.
رسالة أمل للعالم
ولا تحمل هذه المشاركة أهمية رياضية فحسب، بل تمثل أيضًا رسالة أمل للمعاقين في اليمن والعالم، حيث يُظهر المنتخب أن الإرادة قادرة على تجاوز أصعب التحديات. وتأتي هذه الخطوة في وقت يعاني فيه اليمن من تبعات حرب مستمرة منذ سنوات، تسببت في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميًا.
يترقب اليمنيون أداء منتخبهم في هذه البطولة، معتبرين أن المشاركة بحد ذاتها إنجازًا كبيرًا، بغض النظر عن النتائج. ويأمل القائمون على الفريق أن تحظى هذه المبادرة بدعم محلي ودولي، لتمكين ذوي الإعاقة من ممارسة حقوقهم الرياضية والاجتماعية بشكل كامل.
