مليون دولار قبل الثلاثين.. تصريح مريم الخالدي يثير عاصفة من الغضب في العراق

عدنان أحمد7 سبتمبر 2025
مليون دولار قبل الثلاثين.. تصريح مريم الخالدي يثير عاصفة من الغضب في العراق

أثارت المؤثرة العراقية مريم الخالدي موجة من الجدل بعد تصريحاتها التي وصفت فيها الشباب الذين يتجاوزون الثلاثين دون أن يمتلكوا مليون دولار بأنهم “غير جديرين بالزواج أو الاستقرار”.

جاء ذلك خلال مقابلة تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أكدت أنها “تستغرب شابًا في هذا العمر لم يصبح مليونيرًا أو يمتلك مشروعًا خاصًا”، بل وذهبت إلى أبعد من ذلك بقولها إنها تفضل الزواج من “ملياردير”.

التصريحات لم تكتفِ بتحديد معايير مالية للنجاح، بل امتدت لتتهم الشباب العراقيين بالتقصير في بناء مستقبلهم، مما فجر ردود فعل غاضبة على منصات التواصل، خاصة تويتر (إكس)، حيث انتشرت هاشتاجات تنتقد موقفها وتصفه بالبعيد عن الواقع الاجتماعي والاقتصادي للبلاد.

الشباب العراقي بين البطالة والاحلام المستحيلة

لم تأت ردود الفعل عفوية، بل كانت انعكاسًا مباشرًا للأزمة الاقتصادية التي يعيشها العراق.

بيانات رسمية تشير إلى أن معدل البطالة بين الشباب يتجاوز 25٪، في وقت يعاني فيه خريجو الجامعات من الانتظار سنوات للحصول على وظيفة حكومية براتب محدود، ناهيك عن أحلام الاستثمار أو ريادة الأعمال.

قال أحد المستخدمين على تويتر: “مريم الخالدي تتحدث كما لو كانت في سويسرا! هنا شاب يحلم ببيت صغير وسيارة مستعملة، وهي تطالب بالمليون دولار. أين هو العمل الذي يدر هذا المبلغ في بلد مزقته الحروب والفساد؟”.

بينما ربط آخر بين تصريحاتها وبين “ثقافة أندرو تيت” التي تروج للنجاح المالي كمقياس وحيد للقيمة البشرية، قائلًا: “عندما يقولها رجل مثل تيت، يُعتبر محفّزًا، لكن عندما تقولها امرأة عراقية، تصبح مهانة للمجتمع بأكمله”.

من “النعمة” إلى اتهامات النفاق

لم تقتصر الانتقادات على الجدل حول المعايير المالية، بل امتدت لتشكك في مصداقية مريم نفسها.

بعض المستخدمين ذكروا أنها نشأت في بيئة متواضعة، وقال أحدهم: “مريم نسيت أنها كانت تعيش في بيت مساحته 50 مترًا، وأبوها لم يكن يملك الكثير، الآن تبحث عن ملياردير كما لو أن النجاح هو مجرد رقم في حساب بنك”.

هل المليون دولار هو المقياس الحقيقي؟

أثار الجدل تساؤلات أوسع حول مفهوم النجاح في المجتمع العراقي. بينما ترى فئة أن الطموح المالي أمر إيجابي، إلا أن معظم التعليقات أكدت أن “الفقر ليس عارًا”، وأن قياس قيمة الإنسان بماله فقط هو “تفكير سطحي” يتجاهل الظروف الموضوعية.

وقال أحد المعلقين: “لو كان المليون دولار شرطًا للسعادة، لكان نصف العالم تعيسًا، هناك قيم أكبر من المال، مثل النزاهة والعمل الشرف، مريم تتحدث كما لو أن الحياة مسابقة ثراء، بينما الواقع يقول إن معظم الشباب العراقيين يكافحون من أجل لقمة العيش”.

مع استمرار الجدل، يبدو أن تصريحات مريم الخالدي لم تثر فقط غضبًا عابرًا، بل فتحت بابًا لنقاشات عميقة حول الفجوة بين الطموحات الشخصية والواقع الاقتصادي القاسي الذي يعيشه الشباب في العراق.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق