بينما كان المذيع الفلسطيني صلاح الدين الوحيدي يقدم نشرة إخبارية مباشرة على قناة الغد، متابعًا التطورات الميدانية في قطاع غزة، أعلن مراسل القناة عن قصف إسرائيلي جديد استهدف برج السوسي في منطقة الصناعة جنوب غرب المدينة.
وأشار المراسل إلى أن البرج تعرض لثلاثة صواريخ على الأقل، باستخدام تقنية الحزام الناري التي تعتمد كثافة نارية عالية لتدمير الأهداف.
في لحظة مؤثرة، تحولت الشاشة إلى مشهد إنساني مأساوي عندما أعلن الوحيدي بصوت مشوب بالانفعال: “ما أصعبها على الإنسان أن يذيع خبر قصف منزله والذي قضى فيه طفولته.. للأسف الشديد”.
حملت كلماته ثقل المأساة الشخصية التي يعيشها الصحفيون الفلسطينيون، الذين لا يقتصر دورهم على نقل الأخبار فحسب، بل يتحملون ويلاتها أيضًا.
لم يكن المنزل مجرد مبنى سكني بالنسبة للوحيدي، بل كان رمزا لطفولته وذكرياته التي تحولت إلى أنقاض في لحظات.
واستهدف القصف الإسرائيلي البرج السكني بدعوى استخدامه من قبل حركة حماس لأغراض استخبارية، وهي الرواية التي غالبًا ما تكررها إسرائيل لتبرير هجماتها على المدنيين والبنية التحتية، دون أن تخفف من وقع الصدمة على الوحيدي وعائلته أو على ملايين المشاهدين الذين تابعوا المشهد.