أشعلت الجملة التي أطلقها الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع فجر الخميس، تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبرها نشطاء واحدة من أقوى العبارات التي صدرت عنه منذ توليه السلطة، حين قال: “لسنا ممن يخشى الحرب”.
وأوضح الشرع في خطاب متلفز أن هذا التوجه لا يعني الإقدام على مغامرات عسكرية، بل يعكس قراراً مدروساً اتُّخذ لحماية وحدة البلاد وسلامة أبنائها، مضيفاً أن الدولة اختارت تكليف فصائل محلية ومشايخ العقل في السويداء بمسؤولية حفظ الأمن، بعدما استشعرت خطر الانزلاق إلى حرب واسعة تعرقل مسيرة التعافي من تداعيات الحرب السابقة.
ووجّه الشرع حديثه إلى الشعب السوري قائلاً إن ثورته التي انتصر فيها لم تكن سوى محطة في مسار طويل من الدفاع عن الكرامة، مؤكداً أن “أي تهديد لكرامة هذا الشعب سيجد أمامه شعباً على أهبة الاستعداد للقتال من أجلها”.
وحمل الخطاب إشارة حادة إلى إسرائيل التي وصفها بأنها “تستهدف استقرار سوريا منذ إسقاط النظام البائد” وسعت إلى “تحويل الأرض الطاهرة إلى ساحة فوضى غير منتهية”. وشدد الشرع على أن القوة وحدها لا تضمن النصر، وأن بداية الحرب أسهل من التحكم بنتائجها، مذكّراً بأن “السوريين رفضوا دائماً الانفصال والتقسيم”، وأنهم “أصلب من أن تزعزع عزيمتهم بفتن مفتعلة”.
ولفت إلى أن سوريا “ليست ساحة تجارب للمؤامرات الخارجية”، ودعا إلى التفاف الجميع حول الدولة، مشدداً على أن “مصلحة الوطن فوق كل اعتبار”، ومعتبراً “الوحدة سلاحنا والعمل الجاد طريقنا”.
وخصص الرئيس السوري جزءاً من خطابه للدروز، مؤكداً أنهم “جزء أصيل من نسيج الوطن”، وأن الدولة ترفض أي مسعى لجرهم إلى طرف خارجي أو زرع انقسام بين أبناء البلد الواحد. ووجّه اتهامات إلى “مجموعات خارجة عن القانون” اعتادت الفوضى ورفضت الحوار لأشهر، ثم ارتكبت جرائم بحق المدنيين، مشيراً إلى أن وزارتي الدفاع والداخلية انتشرتا في السويداء ونجحتا في استعادة الاستقرار “رغم التدخلات الإسرائيلية”.
وأكد الشرع أن الكيان الإسرائيلي استهدف منشآت مدنية وحكومية “لتقويض الجهود الأمنية”، ما أدى إلى تعقيد الوضع، لولا تدخل وساطة أميركية وعربية وتركية أنقذت المنطقة من “مصير مجهول”، وفسحت المجال أمام وجهاء الدروز لتغليب المصلحة الوطنية.
وأنهى الخطاب بالتأكيد أن الدولة “حريصة على محاسبة من أساء إلى أهلنا الدروز”، مجدداً التزامه بحفظ حقوق الجميع دون استثناء، وبتأمين مستقبل الأبناء “بعيداً عن أي مخاطر قد تقوض مسار النهوض والتعافي”.