في ظل تصاعد التهديدات الأمنية التي تشهدها اليمن، أبرز رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي التحديات التي تواجهها الحكومة في تأمين الحماية للمنشآت الحيوية، مؤكدًا أن القيود الدولية بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة تعيق حصول اليمن على أنظمة دفاع جوي متطورة.
وأشار العليمي خلال مقابلته مع قناة “روسيا اليوم” إلى أن بلاده بحاجة ماسة إلى دعم في هذا المجال، معربًا عن أمله في أن تسهم موسكو بدور إيجابي في تلبية هذه الحاجة، لكنه لفت إلى أن القوانين الدولية تفرض قيودًا تحول دون ذلك.
ونفى رئيس مجلس القيادة الرئاسي أي دعم روسي للحوثيين، مؤكدًا أن تاريخ روسيا ومواقفها يتناقضان تمامًا مع أيديولوجية الجماعة، التي وصفها بأنها “عنصرية وثيوقراطية”، مستذكرًا موقف موسكو الداعم للجمهورية اليمنية في ستينيات القرن الماضي.
ولفت العليمي إلى أن الحوثيين لا يمثلون سوى مشروعًا توسعيًا إيرانيًا، بينما تؤكد مواقف روسيا في مجلس الأمن تعاملها مع الملف اليمني بمنظور استراتيجي لا يتأثر بالاصطفافات الطائفية، مشيرًا إلى حرص موسكو على علاقاتها مع دول الخليج.
وعلى صعيد العمليات الإنسانية، كشف العليمي تفاصيل جديدة حول أزمة حجاج يمنيين العام الماضي، حيث منع الحوثيون إعادة ثلاث طائرات إلى صنعاء، مما أدى إلى تدميرها لاحقًا بضربات إسرائيلية، كما تعرضت طائرة رابعة لمصير مماثل بعد أيام.
وأكد أن خيار الحل السياسي يظل أولوية لمجلس القيادة الرئاسي والتحالف العربي، لكنه أشار إلى أن الحوثيين يرفضون أي تسوية تقوم على مبدأ الشراكة، معتبرين أنفسهم “مصطفين من الله” لحكم اليمن، وهو ما يتناقض مع مبادئ الدولة والمواطنة المتساوية.
وتطرق إلى التهديدات الحوثية للملاحة الدولية في البحر الأحمر، واصفًا ادعاءات الجماعة بدعم غزة بأنها ذريعة لتمرير أجندتها التوسعية، مؤكدًا أن هذه التصرفات أثارت قلقًا دوليًا واسعًا.
وحول الأداء الداخلي لمجلس القيادة، أوضح العليمي أن المجلس يعكس تمثيلًا متوازنًا للمكونات اليمنية، مشيرًا إلى أن الخلافات تُحسم عبر آليات محددة، بما فيها صوت الرئيس المرجح عند التعادل.
كما أكد أن الدولة اليمنية لا تؤمن بالوحدة القسرية ولا بالانفصال العنيف، داعيًا إلى حوار وطني شامل يحدد فيه اليمنيون مستقبل بلادهم بعد استعادة مؤسسات الدولة.
وفيما يتعلق بالعلاقة مع الولايات المتحدة، أعرب العليمي عن خيبة أمله من التذبذب الأمريكي في التعامل مع الملف اليمني، منتقدًا قرار رفع الحوثيين من قوائم الإرهاب، الذي استغلته الجماعة لتصعيد هجماتها.
واختتم حديثه بالتشديد على أن المعركة ضد الحوثيين ليست عسكرية فحسب، بل تشمل أيضًا الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية، مؤكدًا أن اليمنيين لن يقبلوا بالعيش تحت حكم جماعة ترفض مبادئ الدولة الحديثة.