كان منفذ مجزرة لاس فيغاس ستيفن بادوك رجلا يدمن لعب البوكر، ويعاني توترا شديدا يعالجه بالفاليوم، على ما كشفت وثائق تعود إلى العام 2013 نشرتها شبكة “سي إن إن” الاثنين.
وكشف التقرير تفاصيل جديدة عن خلفيات الرجل البالغ 64 عاما، والذي قتل في 1 تشرين الأول/أكتوبر 58 شخصا، وجرح 489 آخرين، مرتكبا مجزرة لم يتمكن المحققون حتى الآن من فهم دوافعها.
وفي مطلع الشهر الجاري، فتح بادوك النار على حشود كانت تحضر مهرجانا لموسيقى الكانتري في لاس فيغاس، مرتكبا أكبر مجزرة في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.
ووفقا لآخر معلومات كشفها رئيس شرطة لاس فيغاس جوزف لومباردو الاثنين للصحافيين، فإن عنصر الأمن الذي أصيب حين أطلق بادوك النار عليه، من خلال باب غرفته في فندق “ماندالاي باي”، أصيب في الواقع في تمام الساعة 21,59، أي قبل 6 دقائق من إطلاق بادوك النار على الحشود، مما يثير تساؤلات عن السبب الذي منع الشرطة من رصد بادوك في وقت أبكر، وما الذي جعله يضع حدا لهجومه.
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2011، انزلق بادوك، وسقط في فندق وكازينو “كوسموبوليتان” في لاس فيغاس. وبعد عامين، رفع دعوى على الكازينو، وأدلى بإفادة من 97 صفحة لمحاميه سلمت إلى مكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي)، وحصلت “سي إن إن” على نسخة منها.
وقال بادوك في إفادته العام 2013 إنه كان في فترة من الوقت “أكبر لاعب بوكر إلكتروني في العالم”. وتصوره هذه الإفادة على أنه متقاعد ثري، بخيل، ومغرور، مدمن على لعب القمار، ويتنقل بين مختلف الكازينوهات في الولايات المتحدة.
وقال لمحاميه: “لم يكن هناك من يلعب بقدر ما كنت ألعب، وللفترة المطولة نفسها مثلي”، موضحا أنه كان يلعب العام 2006 “بمعدل 14 ساعة في اليوم، 365 يوما في السنة”.
وأضاف: “كنت ألعب طوال الليل(…) وأنام في النهار”، مؤكدا أنه لا يشرب الكحول أمام آلة البوكر، لأنه “بهذا المستوى من المراهنات، لا بد من البقاء متيقظين تماما”.
وأوضح المتقاعد الذي حقق ثروته في القطاع العقاري، أنه كان يراهن “بين 100 دولار و1350 دولارا” كل مرة، وحتى حدود مليون دولار في الليلة، وهذا المبلغ المالي ليس “طائلا” في رأيه. كان بادوك في تلك الفترة يقضي وقته بين كاليفورنيا ونيفادا وتكساس وفلوريدا، ويسافر أحيانا “بحدود 3 أسابيع في الشهر”. وكان يقيم في الكازينوهات التي كانت تقدم إليه غرفة “95 بالمئة من الأحيان” بصفته من كبار اللاعبين.
وكان يقامر، مرتديا سروالا رياضيا، ومنتعلا خفين. كذلك، كان يحضر معه مشروبه، لتفادي توزيع الكثير من الإكراميات على النادلات.
بدأت رحلاته إلى لاس فيغاس تتباعد اعتبارا من العام 2007. فمع أزمة الرهون العقارية التي انعكست على الأوضاع في عاصمة القمار في الولايات المتحدة، باتت الكازينوهات “تحد من تقديماتها في شكل متزايد، ولم يعد من المجدي القدوم إليها بالوتيرة نفسها”.
وكشف لمحاميه عن بعض تفاصيل سيرة حياته. فهو نشأ في كاليفورنيا، وانتسب إلى مدرسة حي “سان فالي” في لوس أنجليس. وعمل لفترة في دائرة الضرائب، قبل أن يستثمر في القطاع العقاري.
ولم يتطرق في إفادته إلى موضوع السلاح، مكتفيا بالتأكيد أنه يملك رخصة لحمل السلاح في تكساس لا يود الكشف عنها.
وقالت شبكة “سي إن إن” إن المحكمة ردت شكوى بادوك ضد كازينو “كوسموبوليتان”.