تشهد العاصمة اليمنية صنعاء حالة من التوتر بعد اختفاء كبار قادة الجماعة الحوثية عن الظهور العام، نتيجة الضغوط العسكرية الأميركية التي أطلقها الرئيس السابق دونالد ترمب. وتتزايد الشائعات حول هروبهم إلى مخابئ في صعدة وعمران.
أفادت مصادر مطلعة أن عددًا من قادة الجماعة قد اختفوا أو انتقلوا إلى مواقع غير معروفة، في إطار تدابير احترازية تحسبًا لأي استهداف محتمل. ومنذ بداية الضربات الأميركية في 15 مارس الماضي، لوحظ غياب قادة الصفين الأول والثاني عن وسائل التواصل الاجتماعي والأماكن العامة.
وأكدت المصادر عدم وجود أثر لقادة الجماعة في مؤسسات الدولة المختطفة بصنعاء، وكذلك في الشوارع التي كانوا يتنقلون فيها. يُعتقد أن عبد الملك الحوثي يعيش متخفيًا في كهوف صعدة.
في الوقت نفسه، تتكتم الجماعة على الخسائر البشرية الناجمة عن الضربات الأميركية، بينما لا يزال بعض القادة غير المنتمين إلى سلالة الحوثي موجودين في صنعاء. وقد لجأ العديد من القيادات الحوثية إلى اتخاذ تدابير مشددة للتخفي، بما في ذلك استخدام سيارات مموهة الزجاج وتغطية الوجوه.
وذكر مصدر مطلع أن القيادات الحوثية في الصف الثالث تلقت تعليمات بالفرار إلى صعدة وعمران، حيث فقدت التواصل مع قادة الصفين الأول والثاني. وعمدت بعض القيادات إلى العودة إلى مناطقهم الأصلية في ريف صنعاء وحجة والمحويت وذمار وإب بحثًا عن الأمان.
وفي إطار هذه الأوضاع، أصدرت الجماعة تعليمات لأفرادها بمغادرة منازلهم ومقار عملهم في صنعاء، خوفًا من استهدافهم من قبل القوات الأميركية. وشملت التوجيهات نقل القادة إلى مواقع بديلة، مع تجنب التواجد في المباني الحكومية.
في سياق متصل، أفادت مصادر محلية بأن مناطق الجراف والروضة شهدت هروبًا شبه جماعي لعناصر الجماعة وعائلاتهم نحو عمران وصعدة. يُذكر أن الجماعة قد قامت سابقًا بنقل أنصارها من صعدة إلى صنعاء، مستنسخة تجربة «حزب الله» اللبناني في الضاحية الجنوبية لبيروت.
تأتي هذه التطورات في ظل الحملة العسكرية الأميركية التي أمر بها ترمب، والتي تهدف إلى إجبار الحوثيين على وقف تهديد الملاحة الدولية وإسرائيل.