أكد مدير دائرة التوجيه المعنوي السابق اللواء محسن خصروف أن محافظة شبوة خط الدفاع الأول عن محافظتي مأرب والجوف.
وقال اللواء محسن خصروف في لقاء بثته “قناة بلقيس”: “إن ما حصل في شبوة شيء مؤسف، ولم يكن متوقعا بهذا الحجم من العنف والجرأة والقتل بالمطلق”.. مؤكداً أن محافظة “شبوة هي خط الدفاع الأول عن مأرب والجوف في مواجهة هجمات مليشيا الحوثي من عدة اتجاهات”.
وأضاف اللواء خصروف: “نحن نعرف أنه تم التآمر على البيضاء بين مليشيا الحوثي وبعض ألوية العمالقة، وذلك بانسحاب العمالقة من البيضاء وترك المحافظة لقمة سائغة للمليشيا”.
وأشار إلى أن وجود الجيش الوطني لا يمس بأي حال من الأحوال القضية الجنوبية، موضحا أن “التحالف نجح في تحويل استعداد اليمنيين للدفاع عن الجمهورية واستعادة الدولة إلى حرب أهلية فيما بين اليمنيين الذين من المفترض أنهم محسوبون على الشرعية”.
كما أكد أن “من يقاتل مليشيا الحوثي في تعز وفي مأرب هو الجيش الوطني التابع لوزارة الدفاع الشرعية وليس تابعا لحزب الإصلاح، وما يتم ترديده ليس إلا كذبة كبرى لجعل اليمنيين يتصارعون فيما بينهم”.
وبيّن خصروف -كشهادة للتاريخ- أن “الإصلاح في الميدان يقود مقاتليه والمقاومة الشعبية الخاصة به ولا يقترب من الجيش الوطني”.
وحول حقيقة الصراع في شبوة، يقول خصروف: “لب القضية هو أن يتمكن التحالف من منابع النفط والموانئ والجزر والمطارات والمنافذ البرية حتى تكون تحت سيطرته، ونتحول -نحن اليمنيين- إلى مجموعة من المتسولين عنده”، ملفتا إلى أن “التحالف والدول الكبرى همشوا الشرعية وباتوا يتفاوضون نيابة عنا، لأننا نتقاتل نيابة عنهم”.
وأشار خصروف إلى “أنه -خلال عملية استعادة بيحان من مليشيا الحوثي- صُرف لقوات العمالقة ما لم يصرف للجيش الوطني خلال 7 سنوات” حسب كلامه.
وتابع “تم افتعال معركة شبوة حتى لا يتوجّه الجيش الوطني لتحرير المناطق التي تحت سيطرة مليشيا الحوثي، وتحبط عملياته في مأرب وتعز”.
وكشف أن “التحالف منع تحرير تعز منذ بداية الحرب رغم وجود 25 لواء، لأنه يعرف ما بعد تحرير تعز على كل المستويات”.
واستطرد “ما يحدث في شبوة الآن هو لإعاقة معركة الدولة نحو إسقاط الانقلاب واستعادة الدولة والديمقراطية”.
وخشي خصروف من أن يكون الرئيس العليمي في وضع أسوأ مما كان عليه الرئيس هادي، مشيرا إلى أن “هادي رفض التوقيع فيما يخص السيادة اليمنية رغم الضغوط التي مورست ضده، وتم إقصاؤه بالقوة”.
وذهب خصروف إلى القول “لو أن قرارات المجلس تصب في إطار المصلحة العامة وبتوافق بين أعضائه الثمانية لكانت النتائج أفضل، ولا ما وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن”.
وبخصوص هيكلة القوات المسلحة المتواجدة على الأرض، وطالب خصروف بأن يتم توحيد قيادة هذه القوات بغرفة عمليات مشتركة واحدة تتجه نحو استعادة الدولة، مشيرا إلى أن مقترحه هذا تم رفضه.
وأوضح أن “ما حصل في شبوة لا يخدم البلد، بديل أن القوات التي سيطرت على عتق أنزلت العلم الجمهوري وداسته وأطلقت عليه الرصاص”، مؤكد أن “ما يجري الآن هو في اتجاه تشطير وتمزيق اليمن”.
وبخصوص استمرارية مجلس القيادة في احتكار إرادة اليمنيين، قال خصروف “أشك أن يطول عمر هذا المجلس، لأنه يقدم مصلحة التحالف على مصلحة اليمن واستعادة الدولة”.
– الإصلاح في وضع لا يحسد عليه
وفي هذا السياق، يؤكد خصروف أن “الإصلاح ليس عائقا أمام استعادة الجمهورية وأنه جزء من التكوينات السياسية”، مشيرا إلى أن “حزب الإصلاح مستهدف من القوى غير الجمهورية، والتي تريد تمزيق اليمن”.
وفي رده عن سؤال ما المطلوب من الإصلاح رغم موقفه المؤيد للتحالف، يقول خصروف إن “الغرض من ذلك هو تتويه اليمنيين بدلا من أن تتّجه الإمكانيات والقدرات والإعداد في اتجاه استعادة الدولة والقضاء على الانقلاب الحوثي”.
وزاد “التجمع اليمني للإصلاح في وضع لا يحسد عليه، لأنه الآن لا يستطيع أن يدافع عن نفسه للبقاء، فكيف سيفكر في تجاوز الآخرين والدخول معهم في صراع أو إقصائهم!!”.
وأكد أنه لا يمكن لشخص أو قيادة أن يجيّر هذا القتال وهذه التضحيات لصالح حزب الإصلاح أو أي حزب من الأحزاب، موضحا أنه لا يمكن للإصلاح أو أي حزب أن ينفرد بحكم اليمن.
– خدمة لمليشيا الحوثي
وأوضح أن التحالف قدّم للحوثيين خدمات جليلة لم يقدّمها للجيش الوطني ولا للدولة الشرعية، مشيرا إلى أن المليشيا الآن تتحرّك بكل أريحية، بعد الهدنة التي تمت بينها وبين التحالف.
ولفت إلى أن الحوثي لديه مشروعه الخاص وإيران تدعمه في هذا الاتجاه، مؤكدا أن إيران تريد استكمال الهلال الشيعي في الجزيرة والخليج العربي وتشييع المنطقة والتحكم بالمنافذ البحرية.
وقال خصروف إن “ما نراه -حتى هذه اللحظة- هو أن التحالف يتماهى مع الحوثيين، وكل ما يعمله يصب في مصلحتهم، وموقفه من الجيش الوطني موقف عدائي وتدميري، وكل الضربات الجوية خدمة الحوثي ولم تخدم الدولة الشرعية”.
وتابع “لو أننا بمفردنا ولم يأتِ التحالف وعاصفة الحزم لكن قد خلصنا نحن والحوثي في مشكلتنا، ولن يتحمل الشعب اليمني أي ظلم أو قهر، وعادت الدولة”.
– هل هناك صفقة؟
في هذا السياق، يقول خصروف: المؤشرات تقول إن هناك صفقة ما بين التحالف والحوثي”، مشيرا إلى أن كل ما يعمله التحالف والحكومة الشرعية لا يصب في خدمة استعادة الدولة.
ولفت إلى أن استعادة الدولة مشكلة يمنية، لكن – كما يرى – اليمنيون مقيدون في هذا الجانب.
ويرى خصروف أن اليمنيين الآن بحاجة إلى ثورة شعبية للتخلص من الوضع الراهن، ثورة تخلق قيادة جديدة تتجاوز الشرعية والتحالف لاستعادة اليمن.
وبخصوص حديث رشاد العليمي عن استعادة الدولة في شبوة، تساءل خصروف “كيف يمكن القول إن ما حدث كان من أجل استعادة الدولة وعلم الدولة يداس بالأقدام وتطلق عليه الرصاص؟”.
– من يمسك بالملف اليمني؟
في هذا السياق، يقول خصروف إن السعودية والإمارات بيادق في رقعة الشطرنج، واللاعب في اليمن لاعب دولي، وهذه المنطقة مسرح عرائسي يحركها مخرج بخيوط خارج القُطر اليمني وخارج الإقليم، حسب وصفه.
وأشار إلى أن الإمارات عندها جنون عظمة وعندها نزعة نازية وتريد أن تصبح دولة عظمى على حساب الجغرافيا اليمنية.
وبخصوص محافظة المهرة ومحاولة إسقاطها بيد الانتقالي، يقول محسن خصروف “التحالف يخطط للمعركة مع الحريزي ومع أي قوة تقول للسعودية لا”.
وأضاف “كل ما أعرفه عن الحريزي أنه ينادي بخروج القوات الأجنبية من المهرة، لأنها مدينة مسالمة وليس فيها حوثي ولا إرهاب”.
– تهريب الأسلحة
في هذا الاتجاه يقول خصروف “كان التهريب حقيقة يأتي من سواحل عُمان عبر مناطق صحراوية، وقبضنا في مأرب على أكثر من صفقة سلاح أتت من سواحل عمان وعبر الصحراء بوثائقها”، مؤكدا أنه “تم التحقيق في ذلك، فاعترف السائقون بأنهم أتوا من سواحل عمان وتهريب أسلحة للحوثي”.
ويرى خصروف أنه لمواجهة التهريب لا بد من تشكيل جيش على أساس وطني وحدي من أبناء المهرة وهم كفيلون بمنع ذلك.
وحول دخول عُمان في مواجهة مع القوات السعودية في المهرة، يرى خصروف أن “كل شيء محتمل، لأن عُمان لا تريد أي نفوذ للسعودية على حدودها في المهرة”.
ويرى خصروف أن “المخطط يسعى لإسقاط مأرب بيد الحوثيين”، محذّرا “لو سقطت مأرب لن يكون هناك أي مبرر لوجود التحالف في اليمن،
ولو دخل الحوثيون مأرب سيتجهون نحو حضرموت وسيسقطونها بيسر”.
وأوضح خصروف أن على اليمنيين – في هذه المرحلة – أن ينهضوا ويعملوا على تشكيل كيان وطني جامع يعمل على استعادة اليمن، ملفتا إلى أن تدجين النّخب السياسية لم يحدث إلا بعد عاصفة الحزم.
وقال مطمئنا “مشروع الحوثي مشروع مرفوض، ومؤقت، ومآله إلى الخسران”.