صحفيون وناشطون يهاجمون الصليب الاحمر الدولي: “انسانيون في صنعاء فقط”

محرر 214 أكتوبر 2021
صحفيون وناشطون يهاجمون الصليب الاحمر الدولي: “انسانيون في صنعاء فقط”

هاجم صحفيون ونشطاء يمنيون على موقع تويتر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعد نشرها صوراً لشحنة مساعدات طبية تابعة لها وصلت الى مطار صنعاء الخاضع لسيطرة الحوثيين، بالتزامن مع عمليات عسكرية واسعة للميليشيا وحصار تفرضه على آلاف المدنيين في مديرية العبدية بمحافظة مارب.

وكانت اللجنة نشرت على صفحتها صوراً لشحنة طبية وصلت مطار صنعاء، وقالت: “استجابة للأزمة الإنسانية في اليمن، وصلت إلى مطار صنعاء يوم 11 أكتوبر طائرة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر تحمل على متنها أكثر من 26 طن من المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الأدوية واللوازم الطبية ومستلزمات الجراحة وأدوية بيطرية”.

وتفاعلاً مع التغريدة آنفة الذكر، تساءل نشطاء وصحفيون عن سبب غياب الصليب الأحمر وغيره من المنظمات المعنية بالشأن الإنساني عن مناطق الاحتياج، لا سيما في مارب المكتظة بملايين النازحين، في وقت تعمل فيه بكل طاقتها بمناطق سيطرة الميليشيا.

وعلق الصحفي المفرج عنه من سجون ميليشيا الحوثي “حسن عناب” بالقول: “أعتقد أنكم أخطأتم عنوان المنطقة المتضررة والمحاصرة التي تطالب بالإغاثة وتستحقها، لا أدري هل تساعدون المتضرر.. أم الذي سبب الضرر؟!!”.

الكاتب اليمني نبيل البكيري قال معلقاً على الصور المنشورة: “العبدية تعيش حصارا وحربا منذ شهر لا ماء ولا غذاء ولا دواء وقصف متواصل بكل أنواع الأسلحة، ودٌمر المشفى الوحيد هناك، فأين أنتم صليب أحمر من هذا ؟.”

وقال الصحفي عبدالله الحرازي: “تذهبون لدعم من يحاصرون الأطفال و النساء وتغضون الطرف عن مناطق الاحتياج الحقيقي في مأرب و تعز والبيضاء. عليكم مراجعة الأمر”.

مسؤولة العلاقات الخارجية برابطة أمهات المختطفين أفراح الأكحلي خاطبت اللجنة بالقول: “نناشدكم من أجل إنقاذ الأسر المحاصرة في مديرية العبدية في محافظة مأرب من قبل مليشيات الحوثي، ويأتي الدعم لمن يحاصر المدن اليمنية ويقصفها، هكذا عودتنا المنظمات الدولية”.

وقال بندر البكاري: “دوركم في مأرب، وخصوصا العبدية المحاصرة لأكثر من 23 يوم، يثير التساؤلات، خصوصا أن هناك مناشدات عدة لكم ولم تستجيبوا، مقارنة بسرعة استجابتكم لدعوات الحوثيين حينما يتعلق الأمر بإخلاء قتلاهم وجرحاهم من مناطق الصراع ..!!!!!؟”.

وقال حسن الروحاني: “لو عندكم إنسانية انكم في منطقة العبدية تغيثوا أهلها وتدينوا ما يتعرضون له من حصار خانق يمنع عنهم الغذاء والدواء وكل مستلزمات الحياة الأساسية وقصف بصواريخ بالستية حوثية ع (على) منازلهم، بل وصل إرهاب مليشيات الحوثي لضرب المستشفى الوحيد المتواجد في منطقة العبدية!!  فتحسسوا إنسانيتكم أولاً”.

من جهته قال المهندس رائد الثابتي: “نحن في العبدية في حصار مطبق وقصف متواصل… من قبل مليشيات الحوثي، تعتاشون على جثث الضحايا وتدعمون الجلادين والقتلة.. كم أنتم منافقون؟!!”.

واستنكرت الكاتبة اليمنية نور ناجي التصرف وقالت: “٣٥ ألف انسان محاصر في العبدية، وجايين تدعموا الميليشيا المحاصرة لها؟!.. للعلم الشعب اليمني يدرك تماما بأنكم شركاء الحوثي في جرائمه!”.

وخاطب الناشط علي المحيميد، اللجنة: “هل عميت عيونكم عن مأرب وهي على بعد كيلوهات قليلة وتتعرض لقصف وحصار حوثي، أنتم في أعين اليمنيين عبارة عن شهود زور ومشاركين في قتل وموت اليمنيين”.

وقال محمد المياس: “مدينة تعز المحاصرة منذ 7 أعوام، تعد أكثر المدن اليمنية تضررًا ويعيش سكانها أسوأ أزمة إنسانية، ومع ذلك لم تلقِ أي اهتمام من قبلكم.. إنسانيون في صنعاء فقط!”.

فيما اعتبر عمر قطران أن “ارسال هذه المساعدات في ظل حصار العبدية يثبت أن الأمم المتحدة والمنظمات هي أكثر من يغذي الارهاب ويطيل النزاعات”.

وفي رد على المعلقين نوّهت اللجنة الدولية إلى “أن الشحنة مصرح لها بالوصول الى مطار صنعاء من كافة الأطراف داخل وخارج البلد، وهي ليست لمنطقة معينة، ولكنها ستدعم عملياتنا الإنسانية في مناطق مختلفة حول اليمن”.

وأضافت: “نتمنى أن نتمكن في الوقت القريب من تقديم المساعدات الى كافة المناطق المتضررة في مارب، لكن يجب أن تتوفر الضمانات الأمنية لكي نستطيع تقديم المساعدة”.

وأثار الحديث عن “الضمانات الأمنية” استهجان الناشط السعودي سليمان الدوسري وآخرين، وقال الدوسري: “يعني عندكم ضمانات أمنية عند الحوثيين ومناطق سيطرة المقاومة اليمنية ما فيها ضمانات؟”.

وتفرض ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران حصاراً خانقاً على مديرية العبدية جنوبي محافظة مارب، منذ أكثر من 22 يوما، بالتزامن مع قصف عنيف بمختلف أنواع الأسلحة يستهدف المديرية التي يسكنها نحو 35 ألف شخص من المواطنين والنازحين.

يأتي ذلك في ظل عملية عسكرية واسعة تشنها الميليشيا باتجاه المحافظة المكتظة بملايين النازحين، منذ أكثر من عام ونصف العام، في ظل صمت من المنظمات الأممية والدولية المعنية بالشأن الإنساني.

وكان مصدر مسؤول في السلطة المحلية بمحافظة مأرب قد عبر الاثنين الماضي، عن “الاستياء الشديد لعدم قيام الوكالات الأممية والمنظمات الدولية ولجنة الصليب الأحمر الدولية بمهامها وواجباتها الإنسانية تجاه المحاصرين في مديرية العبدية”.

وأشار المصدر الى أنهم خاطبوا “المنظمات الأممية والصليب الأحمر للقيام بواجبهم الإنساني في توفير ممر آمن للاحتياجات الإنسانية الضرورية من غذاء ودواء وإنقاذ الجرحى وآخرها السبت ٩ أكتوبر ٢٠٢١م، إلا أنها لم تقم حتى هذه اللحظة بمهامها وواجباتها ومسؤولياتها المهنية والأخلاقية”.

ومساء الأربعاء، أعلن مكتب الصحة بمارب مديرية العبدية منطقة منكوبة، مؤكداً أنها تعيش “مأساة إنسانية” جراء الحصار وقصف ميليشيا الحوثي الذي استهدف المستشفى الوحيد ومركز غذاء الأطفال فيها.

وقال المكتب في بيان نشره على تويتر، إن القصف حدث “أثناء تلقي عدد من الأطفال والجرحى المدنيين للعلاج جراء إصاباتهم الناجمة عن استهدف المليشيا لمنازلهم، وأدى إلى أضرار كبيرة في المستشفى، وأجبر إدارة الصحة بالمديرية على إخلائه من المرضى والجرحى بينهم جرحى مليشيات الحوثي الذين ألقي القبض عليهم من قبل قوات الحكومة الشرعية”.

وعبر المكتب عن خيبة أمل بالغة “جراء التغافل الغير مبرر عن الاستغاثات” التي أطلقها منذ بداية الحصار، معرباً “عن أسفه للصمت المطبق أمام هذه الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين والمنشآت الطبية والمدنية”.

ودعا المكتب “الصليب الأحمر الدولي إلى الاستجابة الطارئة للوضع الإنساني الخطير في العبدية وسرعة تقديم الخدمات الطبية العاجلة”، مطالباً “الجهات الدولية بالضغط على مليشيات الحوثي وتنفيذ الإجراءات التي نص عليها القانون الدولي الإنساني بفتح ممرات آمنة لإنقاذ المتضررين وحماية السكان والأعيان المدنية وتقديم الغذاء والدواء للنساء والأطفال وإخلاء الجرحى والمرضى”.

وحمل المكتب “المجتمع الدولي وعلى رأسهم الأمم المتحدة مسؤولية التهاون تجاه ما يتعرض له سكان العبدية وتبعات الوضع الإنساني البالغ الخطورة الذي تعيشه المديرية جراء الجرائم العمدية التي ترتكبها مليشيات الحوثي”.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام الموقع ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، ولتحليل حركة الزيارات لدينا.. المزيد
موافق